ابنا: فقد طرح ستة من أعضاء "الشيوخ" مشروع قرار غير ملزم يدين ولي العهد السعودي لدوره في قتل الصحفي والتسبب بأزمات عديدة في المنطقة، مثل الأزمة الإنسانية في اليمن وفرض حصار على قطر واعتقال المعارضين السياسيين واستخدام القوة لتهديد المخالفين، وفق نص مشروع القرار.
وطرح مشروع القرار ستة من الأعضاء البارزين بالمجلس، هم عضوا لجنة القوات المسلحة الجمهوريان ليندسي غراهام وماركو روبيو، وكبيرة الديمقراطيين باللجنة القضائية ديان فاينستاين، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية الجمهوري تيد يونغ والديمقراطيان كريس كونز وأيد ميرفي.
تواطؤ بن سلمان
وأكد الأعضاء الستة أنه -وبناء على الأدلة والتحليلات المتاحة لمجلس الشيوخ- فإن المجلس يملك درجة عالية من الثقة أن محمد بن سلمان متواطئ في قتل خاشقجي. ويدعو مشروع القرار الحكومة والمجتمع الدولي لمحاسبة جميع الأطراف المساهمة في قتل الصحفي بمن فيهم بن سلمان.
كما يطالب المشروع الرياض بالتفاوض المباشر مع ممثلي الحوثيين لإنهاء حرب اليمن، والموافقة على الحل السياسي والعمل على إنهاء الأزمة الإنسانية.
كما يدعو الحكومةَ في السعودية للتفاوض على حل سياسي مع قطر بشكل سريع وبطريقة تضمن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإطلاق المدون السعودي رائف بدوي وباقي الناشطات والمعتقلين السياسيين فورا.
وتنبع أهمية طرح المشروع بداية في توقيته، إذ يأتي قبل أيام قليلة من تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قرار سابق طرحه السيناتور بيرني ساندرز بوقف الدعم العسكري الأميركي للعدوان العسكري السعودي الإماراتي على اليمن.
كما يزيد المشروع الفجوة بين أعضاء الكونغرس من حزب الرئيس وبين البيت الأبيض الذي يرفض حتى الآن تبني موقف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آي) التي خلصت إلى مسؤولية ولي العهد السعودي في عملية الاغتيال.
ومع بدء مجلس النواب جلساته بداية العام الجديد والتي ستتسم بسيطرة الأغلبية الديمقراطية على رئاسة كل لجانه، سيخضع ترامب لمزيد من الضغوط والتحقيق حول سبب موقفه الغريب والمناقض لتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية.
كما تزايدت الضغوط على البيت الأبيض خاصة عقب الإفادة السرية التي قدمتها مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل لثمانية أعضاء بارزين بمجلس الشيوخ، والتي زادتهم يقينا في ضلوع بن سلمان بعملية الاغتيال.
رسالة قوية
ويخشى بعض الأعضاء أن يعرقل المشروع الجديد الجهود المبذولة لدعم مشروع القرار الذي يوقف الدعم الأميركي للعمليات العسكرية باليمن، والذي يوجه رسالة قوية للرياض ببدء تغير موقف واشنطن من سياساتها بالمنطقة.
وبعد عامين من ولاية ترامب، تظهر مؤشرات على بدء شقاق كبير بين مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون والبيت الأبيض، على ضوء تزايد الغضب من أسلوب إدارة الرئيس لملفات السياسة الخارجية عموما، وقضية خاشقجي بصفة خاصة.
وذكرت مصادر في الكونغرس لشبكة "سي أن أن" أن إدارة الرئيس فشلت في التعامل مع جريمة قتل خاشقجي مما تسبب في تراكم الغضب داخل الكونغرس.
وعلمت الشبكة الإخبارية أن الرئيس وإدارته تابعوا بغضب -طوال الأسبوع الذي سبق تقديم هاسبل إحاطة لمجلس الشيوخ- التسريبات الصحفية بشأن تبادل محمد بن سلمان وسعود القحطاني رسائل قبل وبعد مقتل مواطنهما الصحفي.
..................
انتهى / 232