ابنا: وفي حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول في العاصمة المنامة، قال العلامة الغريفي إن اعتماد مبدأ الحوار في معالجة حالات الاختلاف هو من أسس الوحدة والتقارب وذلك كي لا تتحوَّل إلى (خلافات) تمزِّق كيان الأمَّة، ووحدتها.
مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن تتعدد الرؤى والقناعات الدينية والمذهبية والثقافية والاجتماعية والسياسية وأنه من حق أي إنسان أن يصوغ رؤاه وقناعاته مادامت هذه الصياغة مؤسسة على رشد وبصيرة وليس على تيه وجهل وتعصب.
واعتبر العلامة الغرفيي أنه إذا كان من حق أي إنسان أن يشكل قناعات ممَّا يحدِّد انتماءه الديني، والمذهبي، والثقافي، والسياسي، فإن هذا لا يبرِّر – إطلاقًا – أنْ يسيئ إلى قناعاتِ الآخرين.
وشدد على أن من حق أي انسان أن يناقشها ويحاسبها ولا يقبلها وأن يرفضها بقوة بشرط أنْ يعتمد في نقده، ومناقشته على “مبدأ الحوار الأصيل” الذي له شروطه وضوابطه ومكوناته.
وتابع سماحته بالقول “ما أريد تأكيده هو أن الإسلام من أجل أن يحمي الأمة ومن أجل أن يحمي الشعوب من الصِّراعات، والخلافات التي تُؤسِّس للعداوات، والانقسامات، والتَّمزُّقات، وتؤسِّس للحروب، والمواجهات ممَّا يكلِّف المسلمين أثمانًا باهظةً من دماءٍ، وأعراضٍ، وأموالٍ، من أجل ذلك وضع (مبدأ الحوار)؛ لمعالجة كلِّ الإشكالات، والتَّعقيدات التي تنتجها الاختلافات، والقناعات. وإذا غاب (مبدأ الحوار)، فلا بديل إلَّا المواجهات، والصِّدامات، والعداوات! ”
وأضاف العلامة الغريفي أن النصوص الدينية أكدت على “مبدأ الحوار النظيف” مستخدمةً مصطلح (الجدال بالتي هي أحسن).
..................
انتهى/185