ابنا: مع اطلالة شهر محرم الحرام شهر انتصار الدم على السيف لا يفتأ قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي الا ليؤكد من جديد اهمية الثورة والنهضة والاهداف الكبرى التي ضحى من اجلها سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام و صحبه الابرار و ضرورة ان تضع الامة الاسلامية والمجتمع الاسلامي ذكرى عاشوراء ، و دروسها المعطاء ، نصب العين ، على الدوام ، و ان تكون عبرة و راية هداية .و كلما يحل شهر محرم الحرام يتحدث الامام الخامنئي ويقدم توجيهاته وتاكيداته حول اقامة مراسم العزاء على سيدالشهداء (ع) كما هو شأن مؤسس النظام الاسلامي و مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني طاب ثراه .
و نقدم لكم مقتطفات من توجيهات سماحة الامام الخامنئي بشان شهر محرم و كيفية اقامة مراسم العزاء ، التي تليق بالامام الحسين (ع) حيث أكد في احدى كلماته بحلول هذا الشهر العظيم ضرورة أن لا تتسم هذه المراسم بفصل الدين عن السياسة ، اذ أن السبط الاصغر انما أراد بنهضته المباركة اعادة الاسلام الي الحياة بعد أن حاول معاوية و خلفه يزيد القضاء علي هذا الدين العظيم .
يجب عدم تحويل حقائق عاشوراء الي لعبة
على الخطباء والوعاظ والمنشدين والذاكرين أن يعلموا جيدا أن حقائق عاشوراء يجب أن لا تصبح لعبة فيضاف اليها ما يشاء أو أن يتم ادخال الخرافات فيها و الممارسات غير المعقولة بإسم اقامة العزاء !! . ان مثل هذه الاعمال لا يمكن اعتبارها نصرة للحسين (ع) حيث أن مراسم عزاء هذا الامام الهمام والمنبر الحسيني يجب أن تصان من الخرافات و يصبح المنبر منطلقا لنشر الحقائق الاسلامية وحقائق النهضة الحسينية .
ولقد كان الشهيد آية الله مطهري يصف في خطاباته الحماسية التي كان يلقيها في حسينية الارشاد بطهران قبيل انتصار الثورة الاسلامية ، رئيس حكومة الكيان الصهيوني آنذاك بـ "الشمر " . و هذه حقيقة لأن الأخير ويزيد وابن زياد يعتبرون مصدر حكم الطاغوت الذي ثار بوجهه الامام الحسين (ع) للقضاء علي هذا النظام حيث استطاع بالفعل تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم دمائه ليعيد الاسلام والقيم الاسلامية الي المجتمع . ان مجالس العزاء الحسيني يعني مجالس ضد الظلم ونظام السلطة و الاستكبار وتعني هذه المجالس في الوقت الحاضر استمرار لنهضة الامام الحسين (ع) .
اننا نشاهد العالم المعاصر وقد ملىء ظلما وجورا حيث تتعرض فلسطين لمختلف أنواع هذا الظلم .... وكذا الامر في مختلف دول العالم حيث تتعرض الشعوب لأنواع مختلفة من القهر و البطش حيث أن ثورة الامام الحسين (ع) تشمل كل هذه المساحة ولا تقتصر علي شيعته أو المسلمين فحسب بل انها تشمل أحرار العالم أيضا .
لقد قال المهاتما غاندي زعيم الحركة التحررية في الهند قبل 70 عاما أنه تعلم درس الحرية من الحسين (ع) مع انه كان هندوسيا ، و ليس مسلما ، و لذا فإن حركة الامام (ع) تعتبر كنزا ثمينا لن ينضب وبإمكان البشرية الافادة من هذا الكنز الخالد.
ولابد أن يتم توجيه عزاء الامام الحسين (ع) نحو توضيح مفاهيم نشر العلم والمعرفة وتعزيز الايمان لدي الناس وتطوير روح الدين لدى المستمع وتقوية روح الشجاعة و الغيرة الدينية بين الجماهير و تحذيرهم من عدم اللامبالاة ، وهذه هي رسالة عاشوراء وثورة الحسين (ع) واقامة مراسم العزاء يجب أن يتم توظيفها في هذه المجالات كي تبقي هذه الثورة خالدة كما هي الآن وستبقي الي الابد . ان البعد العاطفي لثورة الامام الحسين (ع) يترك أثرا بالغا علي مشاعر الناس وعواطفهم ما يزيد من البعد الايماني لدي الجماهير وأصحاب الفكر والبصيرة .
ولقد نقلت طوال الاعوام الماضية هذه الجملة عن الامام علي (ع) حيث يقول «ألا لا يحمل هذا العلم إلّا أهل البصر والصّبر» أي راية الاسلام والانسانية والتوحيد التي حملها الامام الحسين (ع) .
ولاشك ان رثاء الحسين (ع) وتناول قضايا كربلاء أمر جيد حيث أن الانسان يطلع علي بعض الحقائق التي وقعت في كربلاء ويشاهد الملاحم البطولية والاخلاق السامية والسجايا الطيبة والمواقف المحزنة و الاليمة كموقف السيدة أم البنين عليها السلام عندما تقيم المأتم علي ابنائها الاربعة في مقبرة البقيع وترسم معالم ابنائها و تنشد ذلك الشعر الجميل الذي تقول فيه : «لا تدعونّى ويك امّ البنين» ، وهناك اشعار اخري منسوبة لهذه السيدة العظيمة حيث ترسم صورة عن بطولة ابنائها وتفتخر بهم وخاصة بولدها كبش الكتيبة وقمر العشيرة أبي الفضل العباس (ع) . و هناك بعض الشعراء الايرانيين الذين تناولوا قضية عاشوراء منهم الشاعر الأديب نور الله المعروف بـ « عمان ساماني» الذي ينقل لقاء حصل بين الامام (ع) اثناء توديعه أهله وعياله واخته عقيلة بني هاشم السيدة زينب (ع) لا ادري مدي صحة هذا اللقاء .. الا ان الذي يعتبر من قوة هذا الشعر هو أن الشاعر يتناول الشخصية القوية لكبيرة البيت العلوي عليها السلام والحوار الذي يدور بين الاخوين في ذلك اللقاء وفي تلك المرحلة العصيبة ويشير الي روحها العظيم وسمو مكانتها.
التركيز علي تلاوة القرآن الكريم في مراسم العزاء
من الامور التي يجب الاهتمام بها هي تلاوة القرآن الكريم ونشر المعارف القرآنية ومن المطلوب أيضا ادراج المفاهيم القرآنية في الاشعار الحسينية حيث أن هذه المفاهيم تشعل في النفوس نبراس الثورة الحسينية التي جاءت من أجل الاسلام وعودته الي الحياة .
اهمية صلاة الظهر في يوم عاشوراء
لايد من التركيز على تعزيز الاهتمام بالصلاة في يوم عاشوراء بعد اقامة مراسم العزاء ، أكثر من أي وقت مضي ، ونحمد الله أن هذه الشعيرة تقام الآن منذ عدة سنوات.
على ذاكري الحسين (ع) تجنب الوقوع في الاخطاء
ان مسألة تربية الذاكرين الذين يرثون الامام الشهيد والخطباء وعدم وقوعهم في الخطأ من الامور المهمة حيث يجب علي الخطيب و الراثي مراقبة ما يقوله وعدم التفوه بشيء خاطيء قد يرسم صورة خاطئة عن الدين لدي الحاضرين . فمثلا عندما يتحدث شخصان في مكان ليس فيه ثالث لا يضر شيئا الا انه عندما يتكلم شخص أمام العشرات أو المئات يختلف عن ذلك حيث يتناقل الحاضرون الكلام الخاطيء ويبني عليه آخرون فيصبح الامر مشكلة الا وهي امتعاض الناس للدين والابتعاد عنه بسبب عدم وجود تفهم صحيح لواقعة عاشوراء.
مأتم الحسين (ع) لا ينبغي ان ينفصل عن السياسة
ان مواكب الحسين (ع) لا يمكن لها أن تنفصل عن السياسة وكل من يحب هذا الامام الهمام لا يستطيع أن يغض الطرف عنها حيث أن الذي يحب الامام (ع) يعني أنه يحب الاسلام السياسي والاسلام المجاهد والاسلام المقاتل والاسلام الذي يضحي بالدم والنفس من أجل العقيدة والدين . ولا يمكن للانسان أن ياتي الي مراسم عزاء الحسين (ع) ولا يتدخل في السياسة ولا يهتم بامور المسلمين.
مشاركة أفضل العناصر لاقامة مراسم العزاء علي سيد الشهداء (ع)
ان أفضل العناصر التي يجب أن تشارك في هذه المراسم هم المجاهدين في سبيل الله أبطال الاسلام الذين دافعوا عن كيان الوطن الاسلامي بكل ما لديهم من قوة فمثل هؤلاء يجب أن يتم الاعتماد عليهم في اقامة مراسم الامام الحسين (ع).
........
انتهى / 278
المصدر : وكالة تنا للأنباء
الاثنين
١٧ سبتمبر ٢٠١٨
٤:٥٣:٥٧ ص
909501
الامام الخامنئي :المنبر الحسيني يجب أن يصان من الخرافات
يقول الإمام الخامنئي:على الخطباء والوعاظ والمنشدين والذاكرين أن يعلموا جيدا أن حقائق عاشوراء يجب أن لا تصبح لعبة فيضاف اليها ما يشاء أو أن يتم ادخال الخرافات فيها و الممارسات غير المعقولة بإسم اقامة العزاء، وذلك في توجيهات سماحته لشهر محرم.