وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
السبت

٢٨ يوليو ٢٠١٨

١٠:٥١:٢٧ ص
903343

ترامب يحلب "الدول الخليجية" من جديد بذريعة ناتو عربي!

قال مسؤولون أمريكيون وعرب إن إدارة الرئيس ترامب تسعى خفية لتشكيل تحالف جديد إسمه "ناتو عربي" مع دول عربية في الخليج الفارسي يضم مصر والأردن تحت ذريعة "التصدي للتوسع الإيراني".

ابنا: يأتي هذا في ظل الفشل الذي منيت به الإدارة الاميركية الجديدة في عزل إيران، حيث تمثلت محاولتها الأولى في الخروج من برنامج العمل المشترك (الاتفاق النووي) الموقع بين ايران والدول الست الكبرى والمصدق عليه دوليا، تلا ذلك تهديدات ترامب بفرض حظر يجعل صادرات النفط الايرانية "صفر برميل" وهو ما ردت عليه طهران بقوة عبر قائد الثورة والرئيس الايراني وكبار القادة العسكريين الايرانيين، حيث أكد القادة الايرانيون مجتمعين ان حرمان ايران من تصدير النفط يعني حرمان المنطقة بأكملها، كما صرح القادة الايرانيون ان مضيق هرمز سيغلق وان مضائق أخرى ستغلق.

حول تفاصيل "الناتو العربي" نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر أميركية أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع "الدول الخليجية" ومصر والاردن بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري،

ونعلم جيداً أن إقامة درع دفاع صاروخية والتدريب لتحديث جيوش تلك الدول من قبل واشنطن هي في الواقع طريق مجرب للحصول على ثروات والدولارات النفطية للدول العربية في الخليج الفارسي.

والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي" من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر في المنطقة. وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 تشرين الأول/أكتوبر.

ترامب يحلب الدول الخليجية

أميركا وخلال عقود الماضية حلبت الدول العربية و لاسيما الخليجية وترامب ايضاً يمضي قدما لحلب الخليجيين من جديد، تحت ذريعة "التهديد الإيراني"، رغم أن التاريخ الحديث اثبت ان طهران لم تتعرض الي اية من جيرانها.

وعلى سبيل المثال، في السنتين المنصرمتين، تم التوصُّل إلى صفقة بين ترامب التاجر والسعودية بقيمة 460 مليار دولار ،كانت الأغلى في التاريخ، منها 110 مليارات دولار للأسلحة، والباقي استثمارات سعودية كبيرة في أمريكا، دفعت ترامب إلى التغريد عليها بذهول قائلا إنها ستوفر “وظائف ووظائف ووظائف!”. لا ننسي الرئيس التاجر  عندما قال في لقاء له مع ولي العهد السعودي خلال زيارته البيت الأبيض (مارس/آذار الماضي) إن 'السعودية دولة ثرية جدا وستمنح بلادنا بعضا من هذه الثروة كما نأمل في شكل وظائف وصفقات معدات عسكرية".

لن تصمد السعودية أسبوعا دون الحماية الأميركية..

ولم يكتف ترامب بذلك، بل واصل 'حلب' السعودية وابتزاز دول المنطقة حين قال في أبريل/نيسان الماضي إن بعض الدول في الشرق الأوسط 'لن تصمد أسبوعا دون الحماية الأميركية'، وإن بلاده أنفقت سبعة تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط 'وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك'.

وبسبب أزمة خليجية مبرمجة من قبل الأميركان، تنضمّ قطر الي مسلسل الصفقات وتوقِّع صفقة سلاح بـ12 مليار دولار، ليتمكن بذلك ترامب من جلب مبالغ ضخمة لبلده في جانب“حلب” الإمارات وباقي الدول العربية في الخليج الفارسي كثمنٍ للحماية الأمريكية لها امام تهديد مصطنع  وغير الحقيقي و هو "التهديد الإيراني".

الملاحظ في الصفقـات الخليجية أنها تضمّنت طائراتٍ من طراز “أف 15” التي خرجت فعليا من الخدمة في الجيش الأمريكي الذي أصبح يعتمد على طائرات فائقة التطوّر، ومنها “أف 35” التي لم تزوّد بها أمريكا أيّ دولة عربية وجعلت ذلك حصرا على الكيان الصهيوني! ما يعني أنها لا تثق في العرب ولو عقدوا معها اتفاقاتٍ بمئات المليارات من الدولارات.

وفيما يواصل ترامب تطبيق سياسة "أميركا أولا "و "حلب عرب الأثرياء" يقول أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية والذي تستأجر بلادها الصغيرة قوات من مختلف بلدان العالم للحرب في اليمن!، يقول إن بلاده مستعدة لنشر مزيد من القوات في أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة خصومها لأنها تعتقد أنه لم يعد بوسعها الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وبالمقابل، تعاني شعوبٌ عربية كثيرة من الفقر والخصاصة والأمراض، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في الصومال واليمن ومصر والسودان والعراق والأردن وفلسطين… بل لدى فئات من الخليجيين أنفسهم، وقد كان بالإمكان تحسينُ أوضاعها المعيشية وكسبها إلى جانبها لو أستُثمِر جزءٌ من هذه المبالغ “المهولة” في هذه الدول.

والجدير بالذكر، أن مبادرات مشابهة من جانب حكومات أميركية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب ضد تهديد ايران المصطنع أخفقت في الماضي وستفشل أميركا وأدواتها في الخليج الفارسي كالسعودية والإمارات أمام ايران كما في السابق، والأيام بيننا.

محمد حسن القوجاني

................

انتهى/185