وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت (ع) للأنباء ـ ابنا_ أصدرت حركة انصار 14 فبراير البحرينية بيانا بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لرحيل مفجر الثورة الإسلامية الامام الخميني (قدس سره).
واليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) سورة الفجر/صدق الله العلي العظيم.
«إن يوم القدس يوم عالمي لا يختص بالقدس، بل هو يوم إنتفاض المستضعفين بوجه المستكبرين» الامام الخمینی.
تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لرحيل مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران العالم والفقيه المجدد آية الله العظمى الامام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ، وتتقارن هذه الذكرى بذكرى شهادة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وليالي القدر المباركات ويوم القدس العالمي الذي دعى إليه هذا القائد العظيم والملهم لمستضعفي العالم.
ولذلك فإن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تعزي قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي والشعب الإيراني المسلم البطل ، بهذه المناسبة الأليمة وتسأل الله العلي القدير أن يسكن روح الفقيد الامام القائد الراحل فسيح جناته ، وأن تستلهم الشعوب المستضعفة في مختلف أنحاء العالم من نهجه وخطه ورسالته أكبر العبر للإنتصار على طواغيت الأرض المستبدين ، والإنتصار على الاستكبار العالمي التي تتزعمه اليوم محور الشر أمريكا.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تؤكد بأن ثورة الامام الخميني قد تجاوزت الحدود الجغرافية ، وأن أعداء الثورة الاسلامية لا زالوا يسعون الى حرف الأفكار النيرة التي جاء بها قائد الثورة ، ولكن أن إتساع تأثير أفكاره وشخصيته الفذة قاد الى إنتصار النهضة الاسلامية وإرساء دعائم الحكم الإلهي في إيران ، وإننا اليوم أحوج ما نكون الى مراجعة وتبيين أفكار الامام الراحل وصولاً الى تلبية مطالب المرحلة الراهنة وإستمرار حياة الثورة وأهدافها الكبرى.
إننا اليوم نشهد إجتياز الثورة الاسلامية للحدود الجغرافية ونفوذها الى قلوب الأحرار والمستضعفين في العالم ، وقد بدأت أشعاعاتها تدب في أوصال المتطلعين للعدل والحرية والكرامة ، وإن الآمال بالإنتفاض والثورة ضد المستكبرين والمستبدين في العالم تزداد قوة يوما بعد يوم.
كذلك ونحن نعيش الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل الامام الخميني والقدس الشريف المحتلة تتلخص فيها كل التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي والقضية الفلسطينية ، حيث تتآمر قوى الشر من المستبدين الرجعيين في الرياض والمنامة وأبوظبي مع واشنطن لتهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس ، والإعلان عن أن القدس عاصمة الكيان الصهيوني.
إن شخصية الامام الراحل كانت شخصية مجاهدة للإستبداد الشاهنشاهي والإستكبار العالمي ، وبثورته الكبرى في إيران ، ألهم الشعوب المستضعفة بأنها قادرة على الإنتصار على طواغيت الأرض ، وأن تستقل في قرارها السياسي والسيادي عن الأجانب والمستعمرين.
إن القدس الشريف والقضية الفلسطينية اليوم وفي ذكرى رحيل الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، تتعرض الى أكبر مؤامرة في التاريخ بعد مؤامرة وعد بلفور وتسليم فلسطين لليهود من قبل الإستعمار البريطاني.
كما تتعرض الأمة الاسلامية لمجموعة مؤامرات صهيوأمريكية بدعم القوى التكفيرية والإرهابية لتقديم إسلام أمريكي صهيوني وهابي مشوه للعالم ، في مقابل الثورة الاسلامية في إيران وأهدافها وتطلعاتها السامية ، وكانت واشنطن وإسرائيل وعملائهم في المنطقة ولا يزالون يكيدون المؤامرات ، ويشنون الحروب على الثورة الاسلامية ، وعلى الجمهورية الإسلامية في إيران من أجل إجهاض التجربة الاسلامية الفريدة ، التي لو أنها إستمرت دون ضغوط ودون حصار إقتصادي وسياسي ظالم ، لقدمت أفضل نموذج للحكم الإسلامي في التاريخ.
إننا اليوم وفي ذكرى إحياء الامام الخميني الراحل نواجه تحديات كبيرة ومنها مؤامرة "صفقة القرن" ومؤامرة "الشرق الأوسط الجديد" وقد بدأت واشنطن بتنفيذ هذه التحديات من القدس الشريف ، لأنها تعرف مدى قدسية وعظمة هذه المدينة في نفوس وقلوب المسلمين.
نعم إنه تحد هائل وعظيم ورائه مشاريع خطيرة وهدامة ، ولابد أن نستلهم من نهج الإمام الخميني ودعوته وصرخته ليوم القدس وإحيائه في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك ،لكي نفشل مؤامرات الأعداء ومشاريعهم الإستعمارية.
لابد لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وعملائهم الرجعيين في المنطقة أن يسمعوا من حناجر وصرخات شعبنا البحراني وحناجر وصرخات أبناء الأمة العربية والإسلامية شعارات التنديد والرفض لقرارات ترامب والإدارة الأمريكية بتهويد القدس ونقل سفارة الشيطان الأكبر أمريكا اليها.
لابد من أن تسمع أمريكا ومن ورائها حلفائها وعملائها من شعوب العالم الاسلامي خاصة ومن سائر شعوب العالم صرخات رفض الذل والإستسلام والخنوع ، وأن هذه الشعوب هي تقف خلف محور المقاومة وتساند خيار المقاومة من أجل تحرير كافة الأراضي الفلسطينية من النهر الى البحر وأن القدس ستبقى عاصمة العالم الاسلامي ، وعاصمة فلسطين الأبدية.
إن ما تواجهه الجمهورية الاسلامية في إيران اليوم من ضغوط وحصار إقتصادي ظالم وتآمر صهيوأمريكي إنما هو بسبب مواقفها المناصرة للمستضعفين وللقضية الفلسطينية ، وما يتعرض له حزب الله في لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية وحركة أنصار الله في اليمن وفصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي وشعبنا البحراني المظلوم وسائر الشعوب المقاومة في أرجاء العالم ، إنما جاء بسبب إتباع نهج الإمام الخميني الرافض للإستبداد والطاغوت الداخلي ومقارعة الإستعمار والإستكبار العالمي المتمثل في أمريكا أم الفساد والإجرام في العالم.
وما يقارب من أربعين عاماً والجمهورية الاسلامية في إيران تتعرض لمختلف المؤامرات والضغوط ، وقد تزايدت الضغوط والحصار الاقتصادي الظالم في الأعوام الأخيرة ، من أجل ثني ايران الثورة عن دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعوب المستضعفة ، ولكن قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي قد أكد بأنه يسير على نهج الامام الراحل حيث صرح سماحته «إن قضية فلسطين لن تخرج من لائحة إهتمامات الجمهورية الإسلامية..بل من أولويات هذه الاهتمامات، قضية فلسطين هي ساحة جهاد إسلامي واجب وضروري.وما من حدث يمكنه فصلنا عن القضية الفلسطينية».
ولذلك ومن أجل أن تسكن روح الامام الخميني مطمئنة في جنان الخلد ، علينا أن نستمر على نهجه وأن ندافع عن المستضعفين وعن مظلومية الشعب الفلسطيني المظلوم ، وإن المقدسيون والفلسطينيون والمضطهدون في العالم ينتظرون صوت الدعم والمساندة في يوم القدس العالمي ، فلترتفع الأصوات ولتشتبك الأيدي معلنة إستمرار نهج الامام الراحل المقارع للإستكبار العالمي ، وأن تعلن الشعوب المستضعفة عن إنتهاء عصر الهزيمة والإستسلام للكفر العالمي وأذنابه العملاء ، وأن تحول صفقة القرن الى صفعة في وجه معلنيها وداعميها.
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
4 يونيو 2018م
...................
انتهى/185