وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت (ع) للأنباء ـ ابنا_ أصدرت حركة انصار 14 فبراير البحرينية بيانا بمناسبة مرور عام على حصار العلامة "الشيخ عيسى قاسم".
واليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الآية 8-9 سورة البروج/صدق الله العلي العظيم.
تعلن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير عن تضامنها مع العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم ، الذي تحاصر قوات المرتزقة الخليفية وقطعان المستوطنين منزله الكائن في بلدة الدراز في البحرين ، وذلك بسبب مواقفه المطالبة بالإصلاح والتغيير،وبسبب سكوته وإستنكاره للأوضاع السيئة والمتردية في البحرين.
كما وتطالب الحركة بالمشاركة الفعالة والواسعة في فعالية الذكرى السنوية لمجزرة الدراز وفرض الحصار على منزل آية الله عيسى قاسم ، والتي ستنطلق في بلدة الدراز وعدد من البلدات الأخرى في البحرين ، وذلك تنديداً بالحصار الجائر المفروض على منزل سماحته.
إن الكيان الخليفي الغازي والمحتل يضيق الخناق والحصار على منزله وعليه بسبب عدم رضوخه لمطالب الكيان الخليفي في العودة الى المربع الأول ، لما قبل ثورة 14 فبراير ، حيث أن الكيان السعودي والكيان الإماراتي ومن ورائهم أربابهم من دون الله ، الشيطان الأكبر أمريكا ، والإستعمار البريطاني العجوز لا يرون بأن الشعب البحراني يستحق الحرية والديمقراطية وإن التغيير الجذري في البحرين لم يحن أوانه ووقته حتى اليوم وحتى هذه اللحظة ، وأنهم هم فقط القيمون على شعبنا ، وهم من يقررون مصيره وأنه يستحق أولا يستحق الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية.
ولذلك فإن الإستكبار العالمي يدعم الأنظمة والكيانات القبلية الديكتاتورية في المنطقة ، ولا يرغب في التغيير الجذري والحقيقي على الإطلاق لمعرفتهم وأدراكهم العميق بأن الإصلاحات الحقيقية تعني مطالبة الشعب برحيلهم ورحيل أساطيلهم وقواعدهم العسكرية ومستشاريهم الأمنيين والعسكريين عن البحرين ، بالإضافة الى المطالبة بحق الإستقلال والسيادة وخروج كافة القوات السعودية والإماراتية الغازية والمحتلة ، لذلك أطلقت كل من أمريكا وبريطانيا يد العنان للكيان الخليفي بممارسة أبشع أنواع الإرهاب وتكميم الأفواه والإعتقالات والمطاردات والمداهمات ، والإعتقالات الواسعة التي طالت آلاف الأحرار والوطنيين والشرفاء من أبناء الشعب البحراني وممارسة أبشع أنواع التعذيب والإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان دون رادع ولا حسيب ولا رقيب.
وإن الإرهاب الخليفي السعودي الإماراتي بأوامر أمريكية وبريطانية قد طال العلامة الشيخ عيسى قاسم ، ولذلك تمت محاصرة منزله ، عله يخضع لإملاءات القوى الكبرى وأذنابهم الخليفيين العملاء ليقبل بالفتات من الإصلاح السياسي.
إن الشيخ عيسى قاسم يدرك تماماً بأن الدماء الطاهرة والأرواح البريئة التي زهقت من أبناء الشعب ، والأعراض والحرمات والمقدسات التي أنتهكت لا يمكن تعويضها أوالقبول بالفتات في ظل حزمة من الإصلاحات السطحية والقشرية، وإنما لابد من إصلاحات سياسية جذرية ، ومحاسبة ومحاكمة من أرتكب جرائم القتل والتعذيب وإنتهاك الأعراض والحرمات والمقدسات ، وإن الشعب لن يكرر خطيئة الميثاق الأول ، ولن يترك دماء شهدائه تذهب سدى ، وإنه قد تعلم أبلغ الدروس من تجربة ميثاق الخطيئة ، وما رافقه من ضياع الحقوق والإنقلاب على مطالب الشعب ومطالبتاته في إنتفاضة التسعينات.
إن العلامة الشيخ عيسى قاسم قامة من قامات الوطن وشخصية دينية ووطنية تطالب بإصلاحات سياسية في ظل الدستور العقدي لعام 1973م ، ومع ذلك فإن الكيان الخليفي الغازي والمحتل لا يؤمن بالإصلاحات السياسية وحتى مشاركة الشعب في الحكم ، وقد إنقلب على الدستور العقدي ومرر دستور المنحة في 14 فبراير 2002م ، ليحكم الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة ، البحرين في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة ، ولا زال يمارس دور فرعون وفراعنة العصر على شعبنا ، مما حذى بشباب ثورة 14 فبراير بتفجير أعظم ثورة شعبية في التاريخ المعاصر في 14 فبراير 2011م ، طالبوا فيها برفع سقف الإصلاحات السياسية الى إسقاط النظام ، ولا زال الشعب البحراني وشبابه الثوري الرسالي المقاوم يطالبون بحق تقرير المصير والإستحقاقات السياسية التي إنطلقت من أجلها الثورة الشعبية الجماهيرية ، وأن يكون الشعب مصدر السلطات جميعا في ظل دستور جديد ، في بحرين من دون قبيلة آل خليفة وأزلامهم ومرتزقتهم.
كما أن شباب الثورة وجماهيرها وهم أصحاب الساحات والميادين باتوا على قناعة تامة بإستحالة الإصلاحات السياسية في ظل حكم الكيان الخليفي المحتل ، ويرفضون رفضا تاما وقاطعاً التطبيع مع هذا الكيان الغاصب والمغتب للسلطة والإصلاحات السياسية في ظل الدستور العقدي لعام 1973م ، والدستور المنحة ، ويرون بأن تلك الدساتير قد عفى عليها الزمن ، ولابد من صياغة دستور جديد للبلاد ، وأن يرحل آل خليفة عن البحرين الى غير رجعة ، ويطالبون وبقوة بإسقاطهم ليذهبوا الى مزابل التاريخ حيث القذافي وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك وصدام التكريتي وشين العابدين بن علي وغيرهم من فراعنة التاريخ وفراعنة العصر.
يا جماهير شعبنا البحراني الأبي ..
يا شباب ثورة 14 فبراير الأشاوس ..
تمر الذكرى السنوية الأولى على إرتكاب جلاوزة ومرتزقة الطاغية حمد المجزرة والجريمة البشعة والنكراء بغطاء أنغلوأمريكي وسعودي إماراتي بحق مئات من أبناء شعبنا الذين كانوا معتصمين بشكل سلمي أمام منزل الشيخ عيسى قاسم ، والتي راح ضحتها العديد من الشهداء الأبرار ، وجرح العشرات ، وإعتقال المئات ، بعد صمود أسطوري وملحمي لشباب الثورة ، ومعهم العلماء ورجال الدين ، والذي إستمر لقرابة عام على رفض القرار الجائر من قبل الكيان الخليفي الغازي والمحتل لإسقاط جنسية العلامة الشيخ عيسى قاسم ومحاصرة منزله في بلدة الدراز.
تمر ذكرى الحصار الأمني الظالم ، ولا يزال الحصار مستمر على بلدة الدراز وعلى منزل الشيخ قاسم ، حيث مر أكثر من 700 يوم ، بالإضافة الى إستمرار الإقامة الجبرية على سماحته ، والتي تسببت بتردي وضعه الصحي ، خصوصا بعد منعه من تلقي العلاج اللازم لفترة طويلة ، فضلا عن إستمر منعه من إقامة صلاة الجمعة والجماعة في جامع الدراز ، في ظل إستمرار الثورة الشعبية ، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والمئات من المعاقين والآلاف من المعتقلين والسجناء السياسيين ، وفي طليعتهم قادة الثورة الشعبية وزعماء المعارضة وعلى رأسهم الأستاذ عبد الوهاب حسين ، والأستاذ حسن مشيمع ورفاق دربهم من العلماء المجاهدين والحقوقيين وأبرزهم عميد الحقوقيين الأستاذ عبد الهادي الخواجة.
تمر الذكرى السنوية ومعها يرتفع أعداد المسقطة جنسياتهم حيث وصل الى أكثر من 700 مواطن ، وإستمرار الإضطهاد السياسي والتمييز الطائفي والعنصري وإستمرار الماكينة الإعلامية في بث خطابات التحريض والكراهية داخل البحرين.
إن الكيان الخليفي الغازي والمحتل في الوقت الذي يستمر في الإرهاب والديكتاتورية وإنتهاكه لحقوق الإنسان ، وإعتقاله لأكثر من 7 آلاف معتقل ، ويكرس الدولة البوليسية والأمنية ويضاعف خياراته الأمنية ، فإنه يواجه مطالب شعبية وإستحقاقات سياسية شعبية تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة الطاغية حمد وأزلام حكمه وجلاوزته وجلاديه كمجرمي حرب ومرتكبي مجازر إبادة جماعية ضد شعب البحرين.
تمر الذكرى السنوية لمحاصرة الشيخ عيسى أحمد قاسم وسقوط الشهداء والجرحى وإعتقال المئات وتقديمهم للمحاكمة والحكم عليهم بأحكام قاسية ، وها نحن نشاهد هرولة الطاغية حمد وكيانه الإرهابي نحو التطبيع مع كيان العدو الصهيوني ودعمه لنقل سفارة أمريكا المجرمة من تل أبيب الى القدس ، إسترضاءً لواشنطن ولندن والكيان الصهيوني وتنفيذاً لإملاءات الكيان السعودي الذي يقود عملية التطبيع وينفذ صفقة القرن لتهويد القدس وإرتكاب جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني.
وأخيراً فإن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في الوقت الذي تعلن مرة أخرى إدانتها الشديدة للحصار الظالم على بلدة الدراز ومنزل الشيخ عيسى قاسم ، فإنها تعلن عن إدانتها لإستمرار الجرائم التي يرتكبها الطاغية حمد بحق أبناء شعب البحرين ، وتستنكر صمت الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ، وتطالب العلماء والمراجع والمؤسسات الدينية والحوزات العلمية ومنظمات حقوق الإنسان والأحرار والشرفاء في العالم برفع الصوت عالياً للتضامن مع شعب البحرين وإدانة جرائم الكيان الخليفي بحق شعبنا ، والتعبير بمختلف الوسائل المشروعة عن التضامن مع مطالب شعبنا الذي يتطلع الى التغيير الجذري ورحيل الطاغية حمد وقراصنة آل خليفة عن البحرين.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
23 آيار/مايو 2018م
.......................
انتهى/185