وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : " أ ف ب "
الخميس

٥ أبريل ٢٠١٨

٧:٤٥:٥٩ م
888290

الروهينغا المتبقون في ميانمار يعانون من الخوف والعزلة

حسب معايير ولاية راخين في ميانمار، يعتبر عبد الله (34 عاما) من سكان الروهينغا من الأوفر حظاً، إذ أنه لا يزال على قيد الحياة وقريته لا تزال على حالها، وبمقدوره أن يكسب عيشه من عمله مزارعاً رغم دخله الضئيل.

ابنا: تختفي أقلية الروهينغا المسلمة التي يتحدر منها عبد الله بسرعة من ميانمار.  فقد أجبر نحو مليون منهم أي ثلثي اجمالي الروهينغا الذين يعيشون في ميانمار على الفرار الى مخيمات لاجئين عبر الحدود الى بنغلادش بعد موجات متتالية من القمع والاضطهاد.

وأجبرت آخر موجات القمع نحو 700 ألف من الروهينغا على الفرار منذ اب/اغسطس الماضي عندما شن الجيش حملة قمعية تقول الامم المتحدة أنها تصل إلى مستوى "الابادة العرقية".

قرية "شان توانغ" التي يعيش فيها عبد الله قريبة من بلدة ماروك يو التي تعج بالمعابد البوذية، وليست بعيده عن مركز آخر حملة قمع في شمال راخين. لكنها نجت من القمع الممنهج بسبب وجودها وسط سلسلة من الجبال تحيط بها غابات.

وهو من بين نصف مليون من الروهينغا التي تقدر الامم المتحدة انهم لا زالوا في ميانمار. فبعضهم محتجز في مخيمات بعد موجات سابقة من العنف، بينما نجا آخرون بفضل الثروة أو الحظ، أو ربما بسبب العزلة مثلما حدث في قرى في منطقة عبد الله، نظرا لبعدها عن الحملة العسكرية.

إلا ان حياتهم يسودها التوتر والخوف في البلاد التي يهيمن عليها البوذيون الذين جردوا هذه الاقلية المسلمة حقوقها الشرعية وامنها بشكل منهجي.

ومصير الروهينغا في اقليم راخين على المحك بعد حملات القمع العسكرية بينما تبدو قرية شان توانغ التي يسكنها 4500 من الروهينغا هادئة.

إلا أن الخوف تسبب في شرخ عميق بين المسلمين الروهينغا والبوذيين من السكان الراخين الأصليين الذين يعيشون بالقرب منهم.

ويقول مسلمو الروهينغا أنهم يخاطرون بالتعرض للضرب أو ربما ما هو اسوأ من ذلك اذا ضلوا الطريق ودخلوا منطقة يعتبرها الراخين ملكا لهم، بينما لا يثق العديد منهم بالشرطة لتوفير الحماية لهم.

يقول عبد الله أن الأمر لم يكن كذلك دائماً، ويوضح أنه كان له اصدقاء من الراخين في السابق وكان يقيم مع عائلة من الراخين عندما كان يدرس في الجامعة في عاصمة الولاية سيتوي.

ويضيف: "لم يعودوا يعاملونني كالسابق (...) ولا يقولون اشياء جيدة".

ويعتقد أن نحو 150  ألفا من الروهينغا ما زالوا يعيشون في شمال راخين، وينتشرون في قرى متباعدة لم يصلها العنف.

غير أن مجموعات حقوقية تقول أن العديد من هذه المجتمعات تعيش في خوف وجوع، وغير قادرة على العمل بشكل حر لانها محاطة بجيران يعادونها، فيما يعزز الجيش تواجده في القواعد المحيطة بهم.

ولا يزال الروهينغا يصلون سيرا على الاقدام الى بنغلادش سعيا للمأوى بعد فرارهم من التهديدات والجوع.

ورسميا فإن الروهينغا غير موجودين في ميانمار ولذلك يتم حرمانهم من الجنسية. بل يتم وصفهم بأنهم "بنغال" ما يعزز المقولة بأنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش.

ويتوجب على الروهينغا الساعين للحصول على الجنسية الموافقة على تصنيفهم بأنهم "بنغاليون" في عملية تدقيق تحرمهم من حقهم الدستوري كأقلية اتينة منفصلة بشكل يعرضهم للطرد. 

..................

انتهى/185