ابنا: وقال “بن حسن” في تدوينات له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” السعودية والامارات تراهنان على أن يحكمنا أمني أو عسكري لنكون عبيدا لهما ولكن التونسيين لن يعبد بعضهم بعضا كشعوب تلك البلاد التي تعبد طغاتها !”.
ووجه “بن حسن” تحذيرا لرئيس الحكومة والمسؤولين في بلاده حذرهم فيها مما يخطط لتونس لتكون مصر اخرى قائلا: ” الى رئيس الحكومة يوسف الشاهد وسائر نواب مجلس الشعب وكل أحرار وشرفاء تونس أوقفوا سيناريو الانقلاب الذي حبكت خيوطه السعودية والامارات قبل أن تكون تونس كمصر السيسي وحينئذ نندم !”.
وكانت الزيارة التي قام بها وزير الداخلية لطفي براهم إلى السعودية مؤخرا والتقى خلالها العاهل السعودي وعدداً من كبار المسؤولين في هذا البلد قد أثارت حالة من الجدل الواسع في تونس، في وقت أكدت مصادر سعودية أن الزيارة تدخل في إطار خطة سعودية – إماراتية لإعادة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي إلى حكم تونس، حيث اتهمت البلدين بتوتير الوضع الأمني في تونس وافتعال عملية إرهابية “وهمية” للتحذير من خطر الإسلاميين، فضلا عن توظيف كم كبير من الأموال ضمن برنامج إعلامي وسياسي وأمني لإقناع الشعب التونسي أن الوضع تحت حكم الرئيس السابق كان أفضل بكثير.
من جانبه كشف المغرد السعودي المعروف “مجتهد”، المعروف بقربه من مراكز صناعة القرار في السعودية، في عدة تغريدات أسباب الزيارة، حيث أشار إلى أن لطفي براهم كان قبل أن يعين وزيرا للداخلية آمراً للحرس الوطني وهو القوة الملكفة بملف “الإرهاب” وتمت ترقيته لوزارة الداخلية بعد “أن أثبت كفاءته”، حيث كانت تونس منذ الثمانينيات تدعي أنها الرائدة في محاربة التطرف ويكرر قادتها أنها هي من علمت السعودية «تجفيف المنابع».
لكن بعد الربيع العربي وحصول حركة النهضة على نصيب من الشراكة السياسية جرى تصنيفها من قبل (السعودية/الإمارات/مصر) داعمة للربيع العربي، رغم استمرار نفوذ الدولة العميقة وسيطرتها على الأمن والمال والإعلام، ثم جاءت أزمة الطيران الأخيرة مع الإمارات فأججت المشكلة مع هذه الدول.
وأضاف مجتهد “حاول القادة السياسيون المحسوبون على الرئيس السابق بن علي والموجودون في السلطة تلطيف الجو، ولكن السعودية والإمارات تحبان أسلوب التركيع مع الدول الضعيفة فتمنعا عليهم، ولهذا السبب لم يشمل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السعودية والإمارات في جولته الأخيرة. وهؤلاء القادة هم من فريق بن علي ويريدون كسب السعودية بمدخلين: التعاون مع بن علي المقيم في السعودية، والتخلي عن زعم تفوق تونس في محاربة الإرهاب، والتظاهر أنهم يستطيعون التعلم من السعودية التي تروج لنفسها أنها رائدة في ذلك، وتستقبل وفودا غربية يتعلمون منها محاربة الإرهاب! ويبدو أنهم على صواب فكلا المدخلين يأخذ بألباب آل سعود”.
من جهة أخرى، أكد “مجتهد” أن حُكّام السعودية ما زالوا يأملون في عودة بن علي لحكم تونس، مشيراً إلى أنهم شرعوا بتنفيذ “برنامج إعلامي وسياسي وأمني لإقناع الشعب التونسي أن الوضع تحت حكمه أفضل بكثير مما عليه الآن، ويمارسون هم والإمارات نفوذهم المالي هناك لتهيئة الشعب التونسي لذلك.
ولطفي براهم من الشخصيات المساهمة في هذا البرنامج، وكانت آخر فضيحة له قبل أن يعين وزيرا للداخلية هي مسؤوليته عن عملية إرهابية وهمية (تمثيلية) جرى تنفيذها بدعم من السعودية والإمارات لتبرير مزيد من القمع وتوسيع سلطة الأمن، وأخيرا تسهيل الحديث عن عودة بن علي”.
وأضاف “وبدلا من إقالته ومحاسبته رقي لوزارة الداخلية إرضاء للسعودية والإمارات، لكن جريمته الحقيقية تجاوزت هذه العملية الإرهابية الكاذبة إلى جريمة أكبر وهي الاستجابة للضغط السعودي الإماراتي بالاستماع لتوجيهات بن علي من منفاه، باعتباره أعرف منهم بقمع الإسلاميين وذلك بتدشين خط سري بينهم، ويبدو أن الاتصال لم يكن كافيا فأصرت السعودية على مقابلة شخصية مع بن علي حتى يتمكن من استعراض الوضع بالتفصيل وإعطاء التوجيهات، ولهذا السبب طالت مدة الزيارة وحاول الجانبان إعطاءها غطاء سياسيا بمقابلة الملك ووزير الخارجية وكأن وزير الداخلية أتى ممثلا للرئيس”.
وتحدث “مجتهد” عن سبب آخر لطول مدة زيارة لطفي براهم للسعودية هو “تعريف الوزير ببرنامج السعودية “الناجح” في محاربة الإرهاب بطريقة شاملة كما يدعي آل سعود (أمنيا ودينيا وماليا وإعلاميا واجتماعين .. الخ) وأخذ الوزير التونسي في جولة تكاد تكون دورة تدريبية! وهذا بالطبع يستغرق وقتا وهو أحد أسباب طول المدة”.
..................
انتهى/185