ابنا: سجّلت جلسة مجلس الامن الدولي أمس الجمعة هزيمة جديدة للإدارة الأمريكية حيث انتهت من دون نتيجة وتم اعتبار أن الاحداث الأخيرة في إيران شأنا داخليا لا علاقة له بالأمن الإقليمي أو الدولي.
مندوب إيران في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو قال خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي التي خصصت لمناقشة "الاضطرابات الاخيرة" في إيران، أن الاجراء الامريكي في طرح موضوع احتجاجات بعض المواطنين الإيرانيين للمطالبة ببعض الحقوق المشروعة والتي تفاقمت بسبب عدم تنفيذ امريكا لتعهداتها في اطار الاتفاق النووي يشكل سوء استخدام من قبل أمريكا بوصفها احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي.
وأضاف خوشرو: للأسف فإنه وعلى الرغم من معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن، فقد سمح هذا المجلس لنفسه أن يُشكّل هذا الاجتماع ليخضع بذلك لسوء استخدام الإدارة الأمريكية الحالية ويخرج عن إطار وظائفه؛ وبناء على هذا فقد أصبح واضحا عجز هذا المجلس في أداء وظيفته الأساسية والواقعية في حفظ السلام والأمن العالميين.
مندوب إيران لدى الأمم المتحدة قال إن تشكيل هذه الجلسة يخفض من الثقة بمجلس الأمن الدولي الذي طرح موضوعا هو داخليًّا بالكامل؛ فيما يبدو عاجزا عن طرح قضايا ومواضيع واقعية تتعلّق بالاحتلال الطويل للأراضي الفلسطينية وكذلك القصف الأعمى والشوائب في اليمن على مدى الثلاثة سنوات الماضية الذي أدى الى مقتل آلاف الناس الأبرياء وانتشار الأمراض.
وكان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قال على حسابه على موقع تويتر إن الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي الجمعة، كان خطأً فادحاً آخر لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجال السياسة الخارجية.
وأضاف ظريف: مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه. خطأ فادح آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية.
وتحدث في الجلسة المندوب الفرنسي في المجلس، فرنسوا دي لاتر، معتبراً أن ما جرى في إيران لا يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. ويجب ألا يتم استغلال الأزمة الحالية لأهداف أخرى لأنها تؤزم الأوضاع، داعياً إلى الحوار مع إيران حول القضايا الإقليمية والصواريخ البالستية بما في ذلك في سوريا ولبنان واليمن.
ولفت مندوب فرنسا إلى أن باريس تريد المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران، كما تود الحوار معها حول العديد من القضايا بما فيها النشاطات البالستية.
وكانت موسكو طالبت بمشاورات مغلقة قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي حول إيران، كما اعتبر نائب وزير الخارجية الروسيّ سيرغي ريابكوف أن الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الأمن تطاول على سيادة إيران.
من جهته، قال مندوب بريطانيا ماثيو رايكروفت إنه سيكون هناك تصويت إجرائي قبل عقد جلسة حول إيران، مشيراً إلى أن بلاده تدعم "حق المحتجين ويجب على السلطات السماح لهم بالتظاهر"؛ على حد تعبيره.
وأكّد مندوب بريطانيا التزام إيران بالاتفاق النووي، موضحاً أن نقل الأسلحة يخالف القرار 2231 وقرارات أخرى وهو يطيل معاناة الشعب الإيراني، كما أعرب المندوب البريطاني عن تشجيع بلاده حكومة إيران على "الحوار مع المتظاهرين".
بدوره، قدم مساعد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، الطيب زيريهون، عرضاً للوضع قال فيه إن التظاهرات تحولت إلى عنف وحصل فيها حرق بنوك ومراكز حكومية ومراكز دينية، لافتاً إلى أنه خلال التظاهرات "قتل أكثر من 20 بين مدني وعسكري، جرى إطلاق سراح الكثير من المعتقلين، ولا نستطيع التاكد من صحة الفيديوهات، لكن الشرطة تدخلت وليس الجيش الإيراني".
بوليفيا بدورها اتهمت الولايات المتحدة باستغلال الوضع في إيران لأهدافها السياسية الخاصة، حيث دعا مندوبها ساشا سيرجيو إلى عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.
أما مندوب الكويت منصور العتيبي قال "نتابع ما صدر من بيانات دولية وإيرانية وندعو لاحترام حق التعبير والتظاهر السلمي"، مؤكداً دعم الكويت للدبلوماسية الوقائية لمنع تفجر نزاعات تؤثر على السلم والأمن الدولي.
وشدد العتيبي على إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيراً إلى ما جرى في الدول الأخرى التي بدأت بمظاهرات سلمية وانتهت بدمار شامل.
..................
انتهى / 232