وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : موقع التبيان
الأحد

٥ نوفمبر ٢٠١٧

١٢:٣٨:٠٥ م
864747

17صفر استشهاد الإمام الرضا(ع)؛

زهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) وإعراضه عن زينة الدنيا

يوافق 17 من صفر ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم بعض ما ورد عن زهده (ع) وإعراضه عن مباهج الدنيا وزينتها.

ابنا: يوافق 17 من صفر ذكرى  استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم بعض ما ورد عن زهده (ع) وإعراضه عن مباهج الدنيا وزينتها.

من خصائص الإمام الرضا ( عليه السلام ) هو الزهد في الدنيا ، و الإعراض عن مباهجها و زينتها .

و قد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد ، قال :« كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، و على مسح في الشتاء ، و لباسه الغليظ من الثياب ، حتى إذا برز الناس تزيأ ».

و يقول الرواة : « إنه التقى به سفيان الثوري ، و كان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك ، و قال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟» .

فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، و ادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، و قال ( عليه السلام ) له : « يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، و المسح للحق» .

فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، و من أظهر مُكوّناته النفسية .

و يجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) ، حينما تقلَّد ولاية العهد ، لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، و لم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، و لم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَ كَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة ، التي يقيمها الناس لملوكهم .

سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام )

كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) ، الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، و التَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق و الواقع بصلة .

فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق و مناهضة الباطل .

فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، و ينعى عليه تصرفاته ، التي لا تتفق مع واقع الدين .

و قد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة ، و هي اغتيال الإمام ( عليه السلام ) .

و كانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته ، و إخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ ، و ابتعد عنه ، و ، قد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، و ذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله .

أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) .

فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، و إنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : « كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر ».

و كلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة و الكرامة في نفسه .
......
انتهى / 278