ابنا: ذكرت شبكة "بلومبرغ" الأمريكية، إن خطة الإصلاح الطموحة للحكومة السعودية، التي أحدثت ضجة كبيرة العام الماضي، يبدو أنها كانت مثل "الصبي الطموح"، مشيرة إلى التقارير التي انتشرت هذا الأسبوع وتفيد بأنها سوف تعاد مرة أخرى لتصبح "أكثر تركيزا".
قالت الشبكة المتخصصة في الشأن الاقتصادي إنه بالنظر إلى بعض المشاكل التي واجهتها حتى الآن في إقناع السعوديين بالإصلاح، بالإضافة إلى الحجم الهائل للإصلاح المقترح، فإن الاستجابة الصحيحة لهذا الخبر هي "الإحباط".
فكل من يراقب سوق النفط أو الاكتتاب المقترح للشركة السعودية للنفط، "أرامكو"، عليه أن يأخذ في الاعتبار التوقيت. إذ أشارت الشبكة إلى التكهنات التي تقول إن محمد بن سلمان، الرجل الذي يقود الإصلاح، قد يصبح ملكا في أقرب وقت ممكن بعد أن يتخلى والده عن العرش.
وأضافت "هذا ما يسمى بالحياة المهنية سريعة المسار. ففي أقل من ثلاث سنوات أصبح الأمير وزيرا للدفاع، وأدخل البلاد في حرب مكثفة في اليمن، وأطلق برنامج الإصلاح، رؤية 2030، وأصبح وليا للعهد، من خلال مؤامرة كلاسيكية دبرت في وقت متأخر من الليل، كما سارع لحصار قطر"، حسب وصف الوكالة الأمريكية. وأضافت "الآن يبدو أنه مستعدا ليصبح ملكا إذا تخلى والده سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن الحكم. وقد يكون هذا مجرد شائعة".
وأشارت الوكالة إلى أن البيت الأبيض كان قد أعلن أن الملك سلمان سيزور الرئيس دونالد ترامب مطلع العام المقبل، لافتة إلى أن تغيير من يظهر بالفعل في واشنطن من الصعب أن يمثل مشكلة.
هيليما كروفت، المديرة العالمية لإدارة استراتيجيات السلع بمؤسسة "أر بي سي كابيتال ماركيتس"، قالت "من الصعب المبالغة في حجم رأس المال الشخصي الذي استثمره محمد بن سلمان في نجاح رؤية عام 2030، وقد تتوقف ثرواته السياسية في نهاية المطاف على نتائج أجندة عمله الاقتصادية الطموحة. إن الضغط على الأمير لتحقيق النتائج لن يزيد إلا إذا وجد نفسه قريبا جالسا على العرش السعودي. وسيحتاج إلى تعزيز الدعم الجماهيري بسرعة وإسكات الأصوات المعارضة داخل العائلة المالكة".
"بلومبرغ" تقول إن هذه هي القضية المركزية: إذا كانت القضية هي جعل محمد بن سلمان ملكا بالنفوذ الذي يحتاجه لإصلاح المملكة العربية السعودية، فإن عليه أن يظهر ذلك.
في ضوء ذلك، فإن تقليص بعض العناصر الطموحة من رؤية الأمير سيكون مفيدا من الناحية التكتيكية. فقد يساعد على تقليل النقد حول كونه متهورا.
وأضافت الوكالة الأمريكية "مع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى بعض الانتصارات السريعة. والأقرب هو الاكتتاب العام لشركة "أرامكو" السعودية".
وأوضحت أن بيع حصة من عملاق النفط الوطني بعشرات المليارات من الدولارات وتمويل صندوق استثماري عملاق قد يكون هو الأبرز في مبادرات الأمير. كما أنه أقل إثارة للجدل نسبيا من تخفيض رواتب الناس أو وظائفهم أو إعاناتهم.
وتابعت الشبكة القول بإن الأمر يتعلق أيضا بالتقييمات الأكثر خيالية لأرامكو السعودية، في إشارة إلى 2 تريليون دولار تم الحديث عنها. "فإذا أصبح ولي العهد ملكا، فقد يشعر بضغوط أقل لتحصيل هذا الرقم، لكنه لا يزال من الصعب أن يحسب أي شيء أقل من ذلك". ومع ذلك، يمكن أن يواصل الأمير محاولة دعم أسعار النفط قبل بيع الأسهم".
وترى "بلومبرغ" أن خفض سعر النفط المتفق عليه مع روسيا وبعض البلدان المصدرة للنفط الأخرى، قد تكون نتائجه عكسية بالنسبة للمملكة العربية السعودية على المدى الطويل".
واختتمت "بلومبرغ" بالقول إنه "إذا كانت المملكة العربية السعودية على وشك الحصول على ملك جديد، فإن الاكتتاب العام لشركة "أرامكو" في سوق النفط يبدو قريبا".
...................
انتهى/185