ابنا: هنأ قائد انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الشعب اليمني والأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن “العيد يحل وشعبنا يتصدى للعام الثالث لعدوان يسعى إلى احتلال كل بلدنا”.
وخص السيد الحوثي بأسمى التهاني الجيش واللجان الشعبية المرابطين على الجبهات، وأشاد بالقوى التي تتصدى للعدوان وفي طليعتها أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام وشركاؤهم وحلفاؤهم.
وأكد السيد الحوثي على الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة الصف، وحذر من كل ذوي الدسائس ومثيري الفتن المستأجرين من قوى العدوان، وقال إنه “علينا جميعاً مسؤولية كبيرة في العمل الجاد على تعزيز الروابط الوطنية”، ودعا الجميع إلى أن تكون أولويته التصدي للعدوان وخدمة الشعب وتفعيل مؤسسات الدولة ومعالجة كل المشاكل بالتفاهم.
وشدد السيد الحوثي على أن “العدوان يستفيد من بعض الخونة المفلسين من القيم الإنسانية لتنفيذ أجندته الهدامة”، ودعا إلى الانتباه من الغرق والضياع وراء اهتمامات هامشية وثانوية على حساب المسؤولية الكبرى، واعتبر أن التصدي للعدوان هو المعيار الحقيقي للمصداقية في الانتماء الوطني، وقال إن “من أهم ما يغلق الباب في وجوه العابثين هو العمل المشترك والمساعي الموحدة للتصدي للعدوان”، ورأى أن المستهترئين بوحدة الصف الوطني “فاقدون لأي إحساس بالمسؤولية وغير مبالين بمعاناة شعبهم”.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ـأعاده الله على أمتنا بالخير والبركات- نبارك لشعبنا اليمني المسلم العزيز، ولكافة أمتنا الإسلامية، ونخص بأسمى التهاني والتبريك أبطال شعبنا الأحرار المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ميادين الشرف والكرامة، دفاعاً عن شعبهم وذوداً عن حياض وطنهم وتصدياً لقوى الغزو المعتدية الظالمة وعملائها الخونة.
وقد أتى هذا العيد المبارك وشعبنا المسلم العزيز في عامه الثالث يتصدى للعدوان الأمريكي السعودي الإجرامي الذي يسعى إلى احتلال كل بلدنا وإذلال وقهر واستعباد شعبنا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المشؤوم ارتكب ويرتكب أبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية التي طالت الأطفال والنساء واستهدفت المساكن والتجمعات المدنية ودمر ويدمر كل مقوّمات الحياة ومحاصراً ومستهدفاً للاقتصاد والحالة المعيشية لأبناء شعبنا لمضايقتهم في قوتهم ساعياً إلى نكبتهم بالجوع والفقر والأوبئة ومحاولاً بكل جهد إلى التغلغل بمكائده لإثارة الفتن فيما بينهم وخلخلة صفهم وكسر إرادتهم مستفيداً من بعض الخونة المفلسين من القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية الذين لا يألون جهداً في تنفيذ أجندته الهدّامة طمعاً في المال الحرام الذي باعوا به أنفسهم وخانوا من أجله شعبهم وتجرّدوا لهثاً وراءه من إنسانيتهم.
ونحن إذ نشيد بالروح الأخوية والإحساس الوطني والوعي العميق والموقف المسؤول لمختلف المكونات والقوى التي تتصدى للعدوان وفي طليعتها أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وشركاؤهم وحلفاؤهم لنؤكد على الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة الصف والحذر من كل ذوي الدسائس ومثيري الفتن المستأجرين لذلك من قوى العدوان، ولنعلم أن علينا جميعاً مسئولية كبيرة في العمل الجاد على تعزيز الروابط الوطنية والسعي الصادق لأن تكون الأولوية للجميع في التصدي للعدوان وخدمة الشعب وتفعيل مؤسسات الدولة ومعالجة كل المشاكل بالتفاهم، والانتباه من الغرق والضياع وراء اهتمامات هامشية وثانوية على حساب المسئولية الكبرى في مواجهة أكبر تَحَدٍّ على شعبنا وبلدنا والانتباه من كل المأزومين الحاقدين العابثين، الفاقدين لأي إحساس بالمسئولية وغير المبالين بمعاناة شعبهم ولا ملتفتين إلى المخاطر الكبيرة والمصيرية على بلدهم من المستهترين بوحدة الصف الوطني والساعين إلى الفرقة والفتنة تقرباً وتودداً إلى قوى العدوان، وإن من أهم ما يغلق الباب في وجوههم هو تكثيف الجهد والعمل المشترك والمساعي الموحدة للتصدي للعدوان باعتبار ذلك هو المعيار الحقيقي للمصداقية في الانتماء الوطني والمعبّر عن أصالة الهوية إضافة إلى أنه ترجمة فعلية للقيم الدينية والإحساس بالمسئولية.
إن طبيعة هذه المرحلة وما فيها من التحديات والمؤامرات وما تشهده من تصعيد عسكري ومعاناة اقتصادية تحتم على كل الأحرار والشرفاء في هذا البلد وعلى كل حكمائه وعقلائه ونخبه بذل واستفراغ كل الجهد وكل الوسع وكل الطاقة لتحقيق الانتصار لشعبنا العزيز الذي قدم التضحيات الكبيرة وصبر على عظيم المعاناة وأبى الاستسلام والهوان وأثبت أنه يمن الإيمان بما جسده من الأخلاق والقيم الإيمانية.
واليوم وقد قطع شوطاً مهماً وتجاوز عقبات كبيرة لا بد من مواصلة المشوار بمزيد من الصبر ومزيد من الحكمة وتحويل التحديات إلى فرص للبناء والنهضة كما فعلت كل الأمم التي كانت مآسيها ومحنها وأوجاعها حافزاً ودافعاً كبيراً إلى العمل الجادّ وسبباً للإلهام والإبداع والابتكار وشعبنا العزيز هو جدير بذلك، وفي أوساط نخبه وجماهيره الكثير من الكفاءات والطاقات والموهوبين والمبدعين الذين من المهم إعطاؤهم الفرصة واحتضان هذا الدور من المؤسسات في الدولة ومن المكوّنات في البلد، وهذا التوجه بهذه الروح كفيل بإحباط قوى العدوان التي تضرب بلدنا بمعاول هدمها وتحمل على شعبنا الضغائن والأحقاد.
إن المنطقة اليوم تشهد الانتصارات الكبيرة في سوريا والعراق ولبنان للقوى الحرة في مواجهة مكائد الاستكبار والصهيونية التي نفذتها قوى العمالة والارتهان لأمريكا و إسرائيل، ونحن إذ نهنئ ونبارك لأخوتنا الأحرار وعلى رأسهم حزب الله في لبنان ولشعوبنا الحرة في البلدان المذكورة لنؤكد لشعبنا العزيز أن قدره في مواجهة العدوان هو الانتصار، وما علينا جميعاً إلا الثقة بالله تعالى والتوكل عليه والأخذ بأسباب النصر المعنوية والمادية والحفاظ على وحدة الصف والحذر من التنازع قال تعالى [ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ] صدق الله العظيم
وفي الختام نأمل من كل الميسورين وذوي السعة في شعبنا العزيز المعطاء أن يقدّموا المساعدة في هذا العيد إلى المعسرين والمعانين من أسر الشهداء والفقراء راجياً من الله أن يبارك لهم ويزيدهم من الخير والبركات.
نسأل الله تعالى بفضله وكرمه أن يرحم شهداءنا الأبرار ويشفي جرحانا ويفرج عن الأسرى وينصر شعبنا المظلوم وكافة المظلومين من أبناء أمتنا الإسلامية والعاقبة للمتقين..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.....................
انتهى/185