ابنا: قال بيل ريتشاردسون السياسي والدبلوماسي الاميركي الذي أمضى سنوات في نزع فتيل الازمات مع كوريا الشمالية، ان الاستفزازات الكلامية المنفلتة والمتزايدة التي يطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون تزيد من مخاطر تحول أي حادث امني صغير إلى حرب.
وبعد أن هدد ترامب كوريا الشمالية ب"النار والغضب" بينما قال وزير خارجيته ريكس تيلرسون ان ليس لديه "اي مخاوف"، صرح ريتشاردسون لوكالة فرانس برس ان الموقف الاميركي غير الواضح خطير بنفس درجة خطورة تهديدات بيونغ يانغ بلاطلاق صواريخ قرب جزيرة غوام الاميركية.
س. هل تجاوزنا نقطة المحادثات؟
ج. "لقد اقتربنا من ذلك، يبدو ان الزعيمين دخلا منافسة حول الاقوى بينهما، ومن يمكن أن يطلق تصريحات أكثر حدة من الاخر، وذلك لا يساعد لأنه يمنع الدبلوماسيين من محاولة التوصل الى حل دبلوماسي.
"هذا امر مؤسف لانني لا اعتقد أن الرئيس سيتغير. فهو لا يصغي لاحد، اما كيم جونغ-اون فلا يمكن التكهن بتصرفاته، ولذلك فإننا نواجه هذه العوائق الخطيرة".
س. ما هي المخاطر؟
ج. "تقترب الأمور من احتمال الخطأ في الحسابات. وربما يكون هذا الخطأ صغيرا، مثل اطلاق كوريا الشمالية النار على قارب صيد، أو اختراق المجال الجوي أو قصف بالمدفعية. وهذه هي الحالات التي استدعت تعاملي مع الكوريين الشماليين في الماضي، عندما كانت هذه الحوادث الصغيرة تصير امكانية حصول عمل عسكري حقيقي ضد الجانب الآخر".
س. ما الذي يحدث في بيونغ يانغ برأيك؟
ج. "إن الوضع في كوريا الشمالية قاتم جدا. فلا تخرج معلومات من هناك باستثناء تصريحات الزعيم. ما يقلقني ليس الهجمات اليومية للكوريين الشماليين، فهم دائما ما يطلقون هذه التهديدات. ما يقلقني هو التصعيد الكثيف لهذه الهجمات، فهم يحددون تهديداتهم مثلا عندما يتحدثون عن غوام، ويشترك وزير الخارجية ري يونغ-هو، وهو الشخص الذي يتسم بالمنطق، في إطلاق هذه التصريحات النارية. لم أشهد في حياتي هذا المستوى من التصعيد".
س. هل تطمئنك تصريحات وزير الخارجية تيلرسون الاكثر اتزانا وغيره من كبار مستشاري ترامب؟
ج. "اعتقد أنهم منطقيون، ولكنهم يطلقون رسائل مختلفة، ولا ينسقون فيما بينهم، والعائق الأكبر هو الرئيس نفسه فهو اما لا يصغي او لا يتحدث مع مستشاريه أو أنه ينطلق من تلقاء نفسه.
"المشكلة هي الرئيس والرسائل المختلطة التي يطلقها فريقه. آمل أن يستمع خصوصا لتيلرسون فهو وزير خارجيته، يجب ان تكون السياسة من خلاله لا من الغير".
س. هل هناك أشخاص حول كيم يدركون مخاطر تصعيد التهديدات؟
ج. "الكثير من الاشخاص في وزارة الخارجية ممن عرفتهم منطقيون وواقعيون. ولكن هل يملكون أي نفوذ لدى الأشخاص المكلفين الامن ولدى كيم جونغ-اون؟ لا أعرف الجواب
"ري (وزير خارجية كوريا الشمالية) شخص منطقي ويتحدث الانكليزية بشكل جيد، ويعرف الولايات المتحدة. ولكنه الان وزير خارجية وعليه أن يتبع خط الحزب.
س. ما الذي يمكن أن ينزع فتيل هذه الازمة؟
ج. "أملي الوحيد هو أن تكون الصين تعمل بهدوء مع الكوريين الشماليين. والصينيون هم الوحيدون برأيي الذين لديهم اتصال (مع كوريا الشمالية) الان".
..................
انتهى / 232