ابنا: لا يزال يتوجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن خطته المتعلقة بافغانستان حيث يشي تأخره في إماطة اللثام عن استراتيجيته بالتصدع الكبير داخل البيت الأبيض بشأن طريقة التعاطي مع أطول حرب تخوضها أمريكا.
وينعكس التردد في أروقة صنع القرار الأمريكي في تضارب الاقتراحات بشأن الخطوة المقبلة في افغانستان وورود تقارير تفيد بأن ترامب اقترح إقالة الجنرال المسؤول عن الحرب.
فهل ترسل الولايات المتحدة الآلاف من الجنود الإضافيين للانخراط في النزاع الدائر منذ نحو 16 عاما، أم تتخذ موقفا معاكسا وتنسحب؟
ونقلت شبكة "ان بي سي نيوز" عن مسؤولين كبار أن ترامب قال لكبار المسؤولين أثناء توبيخه مستشاريه العسكريين خلال اجتماع في البيت الأبيض الشهر الماضي "نحن لا نربح (...) إننا نخسر".
وأشار قادة الجيش الأمريكي مرارا إلى أن النزاع الافغاني وصل إلى "طريق مسدود".
فبعد سنوات من تلقيها مساعدات مكثفة من امريكا وغيرها من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، لا تزال قوات الأمن الافغانية تحاول جاهدة التغلب على حركة طالبان الارهابية.
وفي تحرك مبكر للتعامل مع الوضع، منح ترامب وزير دفاعه جيم ماتيس سلطات واسعة لتحديد أعداد الجنود الذين ستنشرهم أمريكا في افغانستان وغيرها.
ولكن بعد مرور أشهر، لا يزال الرقم عالقا عند حوالي 8400 جندي أمريكي و5000 من حلف شمال الأطلسي.
ولا يزال ماتيس بانتظار تقديم البيت الأبيض استراتيجية متجانسة ليس فقط لافغانستان بل للمنطقة برمتها، خصوصا في ما يتعلق بباكستان وطريقة تعاملها مع المجموعات الإرهابية، قبل أن يلزم نفسه بأي تعديلات
على أعداد الجنود.
وفي 13 حزيران/يونيو، أبلغ ماتيس النواب أنه سيقدم خطة مفصلة تتعلق بافغانستان بحلول منتصف تموز/يوليو، وهو موعد مضى دون أي إعلان.
وقال ماتيس لصحافيي وزارة الدفاع بتاريخ 21 تموز/يوليو، "هذا عمل صعب ولذا يجب القيام به بشكل صحيح (...) وهو ما نحاول العمل عليه حاليا".
وبحسب شبكة "ان بي سي"، كان ترامب أخبر ماتيس والجنرال جو دانفورد الذي يشغل منصب رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي، بأن عليهما استبدال الجنرال جون نيكلسون، قائد قوات الولايات المتحدة وحلف
شمال الأطلسي في افغانستان.
ورفض البيت الأبيض التعليق، فيما أفادت الناطقة باسم وزارة الدفاع دانا وايت أن "الوزير ماتيس يثق بقيادة الجنرال نيكلسون".
ودافع عدد من النواب عن نيكلسون الخميس، فيما مر 15 يوما على اللقاء ولا يزال الجنرال في منصبه.
في هذه الأثناء، ازداد الوضع في افغانستان سوءا، وقتل 2500 شرطي وجندي افغاني بين الأول من كانون الثاني/يناير والثامن من أيار/مايو.
وتتكبد القوات الأمريكية حتى والتي يفترض أن دورها غير قتالي، خسائر بشرية. فقد قتل تسعة جنود هذا العام، اثنان منهم في قندهار يوم الأربعاء. وباتت الحصيلة منذ بداية العام الجاري مساوية لحصيلة عام 2016
بأكمله.
لا استراتيجية للنجاح
وفي إشارة إلى حدة الانقسامات في البيت الأبيض، أقال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر الذي يضغط من أجل التوصل إلى خطة جديدة تتعلق بافغانستان، مدير الاستخبارات عزرا
كوهين-واتنيك يوم الأربعاء.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مغادرة المستشار المثير للجدل لشؤون الشرق الأوسط ديريك هارفي، في تموز/يوليو.
وأقيل كذلك كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون من منصبه في مجلس الأمن القومي الذي يبت في مسائل الحرب والسلم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بانون وصهر ترامب، جاريد كوشنر، دعوا إلى السماح لمتعاقدين خاصين بالقيام بالأعمال المرتبطة بالأمن في افغانستان بدلا من الجنود الأمريكيين.
وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع إلى أن ماتيس يفكر في إرسال زهاء 4000 جندي فقط إلى افغانستان للقيام بدور غير قتالي عبر مساندة القوات المحلية.
ونقلت مجلة "ميليتاري تايمز" الاربعاء عن مسؤول حكومي افغاني قوله إن ايريك برينس الذي كان الرئيس السابق لشركة "بلاك ووتر" العسكرية الخاصة المثيرة للجدل، عرض حتى اللجوء الى قوة جوية خاصة.
وأعرب السناتور الجمهوري جون ماكين الذي انتقد مرارا سياسات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في التعاطي مع النزاعات، الاربعاء عن سخطه حيال غياب سياسة واضحة لترامب بخصوص الحرب في افغانستان.
وأعلن ماكين أنه في حال عدم التوصل إلى خطة جديدة بحلول ايلول/سبتمبر، فسيقدم خطته المبنية على "نصائح بعض من أفضل قادتنا العسكريين".
وقال ماكين "حتى الآن، لا توجد استراتيجية للنجاح في افغانستان،" دون أن يوضح تفاصيل خطته.
وعندما زار ترامب وزارة الدفاع الشهر الماضي، سأله أحد الصحافيين إن كان سيرسل المزيد من القوات إلى افغانستان فأجاب "سنرى"، قبل أن يغير الموضوع.
...................
انتهى / 232