ابنا: في إشارةٍ إلى أنّ سيل العزيمة لا يذوب في البلدة؛ ردّ شباب الدراز على “التعدي” بـ”التحدي”، وعلى “المجزرة” بـ”كرة النّار”، وعلى أحكام المؤبدات وإسقاط الجنسية عن تيجان البلدة والوطن بـ”لهيب الفداء”، وكأن كلّ ما يقوم به الخليفيون وعساكرهم يتبخّر في الهواء، وإلى حيث الفشل الذريع.
في ليلةٍ رمضانية موشّحة بدماء أمير المؤمنين والشهداء الفدائيين الخمسة؛ تقدّمت مجموعة من شباب البلدة إلى محيط منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم المحاصر، وأوصلت رسالة لا يخطيء أحد في قراءتها، ولاسيما أولئك الغزاة الذين يوجهون المرتزقة.
عملية غاضبة أطلق عليها أصحابها عنوان “لهيب الفداء”، حملت معها أكثر من رسالة، وأكثر من شُعبةٍ من نار: الحصار المفروض في محيط الشيخ، ومنذ ٢٣ مايو، لن يمرّ بسلام، ولن يطول عليه الصّمت، وأنّ لهيب الأمس هي شرارة اللهيب المتوالي الذي على المرتزقة أن يترقبوه من كلّ حدب وصوب.
هو إشعار بأنّ البلدة، بشبابها، وحركتها، وحراكها، لا تهدأ، وأن عزْمها لا ينفذ، وعزيمتها لا تُستنزَف، وأن شيخها الصامد، رغم الحصار والإقامة الجبرية، لا يزال على العهد، وعلى ذات الطريق التي خطّ فيها كلماته الخالدة: “ستعجزون ولن نعجز”.
يعلم أهل البحرين أنّ طغيان آل خليفة مجرد أنبوبة فارغة، ووعاء خالٍ إلا من الكراهية والحقد والغرور والتكفير.
ويعلمون أيضاً أن هذه “الشرذمة” تقوّي نفسها بالارتماء في أحضان آل سعود، والقبول بأن تكون “دمية” يتلاعب بها الصبي محمد بن سلمان وبقية المراهقين الذين يُسرُّ لهم جلادو آل خليفة الصغار، أمثال ناصر حمد وشقيقه خالد.
ولأن الحال هذه، فإن البحرانيين يعرفون أن بعضاً من الصّبر والصمود، مضافاً إليه قدْر من التحدي في الميدان، وبلاغة في البيان..
كفيلٌ ذلك بإرعابِ الشرذمة، وقلْب الوعاء على رأسه، وإرجاع مشاعر الغرور والكره إلى داخل الأنبوية لتتفجّر بمنْ فيها، وما فيها.
..................
انتهى / 232