ابنا: رأى الباحث والمحلل السياسي التركي أحمد طوسون أن الأزمة الخليجية القائمة حاليًّا مع قطر أظهرت النفاق السعودي والأمريكي والازدواجية في التعاطي، وظهر هذا النفاق بشكل واضح في اتهام قطر بدعم الإرهاب متجاهلين الدعم اللامحدود والمفتوح للحركات الإرهابية والمتطرفة التي قامت بها السعودية منذ اندلاع الأزمات في الدول العربية.
وأضاف طوسون أن «السعودية أظهرت حقيقة طموحاتها التوسعية وأطماعها بالدول المحيطة بها ولا سيما دولة قطر، وكشرت عن أنيابها المتوحشة من أجل إحكام السيطرة على منطقة الخليج بالكامل وعدم السماح لأي صوت مخالف لها، لأن النظام الوهابي الحاكم في السعودية لا يريد أي دور للدول الأخرى بل يريد فقط أن تكون هذه الدول تابعة ومنفذة لسياساته».
ولفت الباحث التركي إلى أن النظام في البحرين هو مجرد تابع وأداة بيد السعودية، وهو يعمل على تنفيذ ما يطلبه منه حكام السعودية دون أي اعتراض، وأن موقفه من قطر ليس نابعًا إطلاقًا من موقف ذاتي، إنما من توجيهات سعودية حازمة بوجوب الالتزام بكل ما يقرره آل سعود دون أي نقاش، معتبرًا أنّ الحديث عن موقف بحريني مستقل هو أمر سخيف جدًا، ويستهزئ بعقول الرأي العام الذي يدرك جيدًا طبيعة التبعية المطلقة للسعودية.
وأشار طوسون إلى أن كل ما يجري في البحرين من انتهاكات وحشية وعمليات قمع واستبداد كبير، يتم بغطاء سعودي مطلق وأن كل الإجراءات التي قامت السلطات في البحرين باتخاذها تمت بالتأكيد بضوء أخضر سعودي، دون إغفال الضوء الأخضر الأمريكي الوقح، لملك البحرين حمد بن عيسى في لقائه بالرئيس دونالد ترامب خلال زيارته إلى الرياض.
وشدد طوسون على أن الإجرام في البحرين والاعتداء على الرموز الأساسية للشعب البحريني، لا يمكن أن يؤدي إلى حل للأزمة القائمة، وأن كل هذه الإجراءات الاستبدادية والدموية بحق المواطنين السلميين من شأنها أن تؤدي إلى إطالة أمد الأزمة وإلى تفجير الأوضاع بشكل أكبر في البحرين.
طوسون عدّ أن أزمة السعودية والبحرين والإمارات مع قطر تظهر الخلل الواضح والأزمة داخل دول مجلس التعاون، وتؤكد أن العلاقات بينها تشهد عوائق كثيرة وأن الأمر ليس مجرد اتهام لقطر بدعم الإرهاب، حيث إن السعودية أيضًا والبحرين والإمارات لم توفر جهدًا في دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكانت تتنافس مع قطر في كسب ولاءات هذه الجماعات خصوصًا في سوريا.
وأضاف أن قطر ليست بريئة على الإطلاق من جرم دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية وإيوائها ومدها بكل الإمكانات، وأن دورها كان مؤذيًا جدًا في تزايد العنف في المنطقة، وفي المجازر والجرائم التي ارتكبت في بعض الدول، لكن فتح هذا الملف في هذا التوقيت بالتحديد رغم أن قطر مارست هذا الدعم طوال السنوات الماضية، يدل على أن للسعودية والإمارات ومعهما البحرين أجندة مختلفة لا تتعلق أبدًا بملف الإرهاب الذي تورطت فيه كل هذه الدول.
وختم الباحث التركي حديثه بتأكيد أن سياسة الدول الخليجية المتصارعة هي الاشتراك في دعم الإرهاب لكنها تختلف على طريقة توزيع الأدوار والنفوذ في المنطقة، معتبرًا أن الضحية الأولى من هذه السياسات المتطرفة والإرهابية هي الشعوب، ولا سيما الشعب البحريني الذي يعاني منذ أكثر من ست سنوات من إجرام حكّامه ودمويتهم دون أن يرف أي جفن لأنظمة هذه الدول.
....................
انتهى/185