وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : البحرين اليوم
الخميس

٨ يونيو ٢٠١٧

٥:٣٣:٣٨ ص
835089

هدم بيوت الدراز على أهلها وتغيير تركيبة المنطقة الديموغرافية

مستشارة حكومية لآل خليفة تدعو الى التأسي بما يقوم به النظام السعودي بالعوامية في الدراز

دعت مستشارة وزارة شؤون الإعلام سوسن الشاعر إلى هدم بيوت منطقة الدراز المحاصرة على قاطنيها وتغيير تركيبتها الديموغرافية كمرحلة ثانية بعد العملية الأمنية الوحشية التي أقدم عليها النظام البحريني مخلفاً 5 شهداء ومئات الجرحى وأكثر من 280 معتقلاً غالبيتهم منقطعة أخبارهم منذ 23 مايو/أيار الماضي.

ابنا: دعت مستشارة وزارة شؤون الإعلام سوسن الشاعر إلى هدم بيوت منطقة الدراز المحاصرة على قاطنيها وتغيير تركيبتها الديموغرافية كمرحلة ثانية بعد العملية الأمنية الوحشية التي أقدم عليها النظام البحريني مخلفاً 5 شهداء ومئات الجرحى وأكثر من 280 معتقلاً غالبيتهم منقطعة أخبارهم منذ 23 مايو/أيار الماضي.

الكاتبة في صحيفة الوطن التابعة للديوان الملكي دعت إلى التأسي بما يقوم به النظام السعودي في منطقة العوامية في مناطق الدراز والنويدرات وبعض مناطق جزيرة سترة وفق تحديدها قائلة بأن “العلاج الأمني وحده لا ينفع بل لابد من إعادة تخطيط -هذه المناطق- بحيث يخدم التخطيط خطط تفكيك التجمعات وإعادة دمجها الوطني من جديد” وفق تعبيرها.

المستشارة الحكومية اعترفت بأن دعواتها قد تنضوي -عند البعض- تحت عنوان الطائفية أو إبادة وتهجير الشيعة وفق تعبيرها إلا أنها وصفت هذه العملية بـ “المهمة الوطنية التي تستحق العناء وتستحق التعب وتستحق أي مبالغ مالية تكون كلفة لها”.

الكاتبة التي تتقاضى أكثر من 10 آلاف دولار شهرياً نظير كتاباتها التحريضية عادت في مقالٍ آخر لتبرر دعواتها وقالت إن ما تدعو إليه ليس تهجيراً للشيعة فـ “البحرين بإلإمكان التجول فيها بالسيارة خلال ساعة واحدة فقط” كما أنه لا يصل للتهجير الذي جرى لأبناء الموصل الذين هجروهم من مدنهم للعراء” على حد قولها.

وهاجمت الشاعر في سلسلة مقالاتها علماء الدين الشيعة ووصفتهم بالإرهاب وقالت إنهم يستغلون ما أسمته الانغلاق العمراني بانغلاق فكري وعزلة المواطنين عن الدولة على حد ما نشرت في صحيفة الوطن.

وكانت الكاتبة الشاعر قد رحبت بالهجوم الدموي على منطقة الدراز التي لن تكون مقبولة داخل دولة عربية وإن قوانين البحرين ستسري على الجميع في محاولة لتضليل الرأي العام عن الجريمة التي ارتكبت في ساحة الاعتصام أمام منزل أعلى مرجعية دينية في البحرين والخليج الفارسي سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم.

الجدير ذكر أن منطقة الدراز تعتبر من أقدم المناطق التاريخية في البحرين وأعرقها حيث ما زالت آثار العمارة والفنون الدلمونية بارزة شرق المنطقة، كما آثار العيون العذبة والمباني التاريخية فضلاً عن رجالات المنطقة وعلمائها الأعلام من بينهم كبار فقهاء المذهب الجعفري.

أبناء منطقة الدراز وكما شعب البحرين متمسك بالدين ومقدساته منذ أن جاء العلاء بن الحضرمي بكتاب الرسول الأعظم “ص” في عهد المنذر بن ساوى، فكانوا وما زالوا يدافعون عن الدين والمقدسات أمام كل الدعوات التحريضية والاعتداءات التاريخية المتكررة منذ قدوم قبيلة آل خليفة إلى البلاد.

ومن بين العوائل التاريخية في هذه المنطقة المحاصرة التي تدعو المستشارة الحكومية لهدمها هي عائلة آل مصلي التي ينتمي إليها سماحة آية الله قاسم، والتي تقع بيوتها بين جنبات مسجد القدم التاريخي الواقع في حي “أفيليد” والذي يناهز عمره 11 قرناً، أي قبل دخول قبيلة آل خليفة إلى جزيرة البحرين بتسعة قرون.

11 قرناً تاريخ مسجد القدم الشاهد على أصالة الوجود الشيعي المُحارب اليوم في شعائره وفرائضه في البحرين كما هو الحال مع شعائر الجمعة ففي الوثائق المعتبرة مثل الكشكول ولؤلؤة البحرين وغيرهم، هناك ما يشير إلى تاريخ وقِدَم صلاة الجمعة والجماعة لدى الطائفة الشيعة في البحرين، حيث مدح الشيخ عيسى بن صالح عم جد الشيخ يوسف العصفور الدرازي البحراني ويسمى الشيخ إبراهيم بن الحاج أحمد بن صالح العصفور الدرازي البحراني، مدح أحد العلماء وهو الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني والذي توفي سنة 1088هـ أي قبل 350 سنة، قبل دخول قبيلة آل خليفة إلى جزيرة البحرين بقرن وعقدين تقريبا.

الدراز عانت من التمييز الطائفي البغيض الذي ينتهجه النظام منذ زمن وحرمت المنطقة من أبسط الخدمات ومشاريع البنى التحتية حتى مطلع الألفية الجديدة، وكانت الطرقات في المنطقة ترابية غير معبدة بالإسفلت فضلاً عن غياب المراكز الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية عن المنطقة رغم اتساع رقعتها الجغرافية والكثافة السكانية المرتفعة فيها.

تسعة قرون لا تفصل الدراز عن قبيلة آل خليفة فحسب، وإنما تفصل عراقة وأصالة وجذور تاريخ شعب البحرين الأصيل عن العائلة الحاكمة التي تدفن وتطمس وتغيّب التراث والحضارة والتاريخ، باحثةً عن موطئ قدم لها، مرة بالحديد والنار وأخرى بالدعوات التحريضية ورسائل الكراهية المتزايدة هذه الأيام ولكن.. يأبى تراب البحرين إلا أن يلفظ الوجود المزّيف.

..................

انتهى / 232