ابنا: اتهم دبلوماسي امريكي سابق الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب بتجاهل الجانب الإنساني لدى إبرامه لصفقات تسلُّح مع السعودية خلال زيارته الأخيرة الى الرياض.
وقال “روبرت جوردن” السفير الأمريكي السابق لدى الرياض في تقرير نشره موقع (CNN) الإخباري “هناك جانب إنساني يميل ترامب لتجاهله”، محذّرا من أن ذلك سيرتد عكسيا على السعودية وعلى الولايات المتحدة التي تزوّدها بالقنابل والرصاص.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أبرم ترامب أكبر صفقة في التاريخ لتصدير الأسلحة إلى السعودية، وبلغت قيمتها 110 مليار دولار من الدبابات والمدفعية وأنظمة الرادار وناقلات الجنود المدرعة وطائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك وشملت الحزمة أيضا سفنا وزوارق دورية وصواريخ باتريوت وأنظمة دفاع صاروخية من طراز “ثاد”.
ومن المرجح أن يتم استخدام جزء كبير من هذه المعدات العسكرية فى الحرب السعودية ضد جارتها اليمن حيث لقى أكثر من 10 آلاف شخص مصرعهم خلال أكثر من عامين بفعل الضربات الجوية الثقيلة والقتال.
وقالت شبكة “سي أن ان” في تقريرها إن “هذا يضع الولايات المتحدة في موقف أخلاقي محفوف بالمخاطر، وفقا لجماعات حقوقية ولدبلوماسيين أمريكيين سابقين”.
وأشارت الشبكة إلى أن الحملة الجوية التي تقودها السعودية ضربت العديدَ من المدارس والمستشفيات والمصانع وغيرها من الأهداف المدنية، كما دفعت الحربُ بالبلاد إلى حافة المجاعة، حيث يواجه أكثر من 17 مليون شخص خطر المجاعة، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
وقال جوردن “لا يعني بالضرورة أنها جرائم حرب، بل هي وصمة عار على سمعة كل من السعوديين وربما الأميركيين لمواصلة هذا النوع من سفك الدماء مع الهجمات العشوائية على السكان المدنيين”.
ومن جانبه قالت منظمة العفو الدولية “لقد ألقى ترامب البنزين على النار بهذه الصفقة ثم أقفل الباب في طريقه نحو الخروج”.
وأثارت الصفقة جدلا قانونيا في الولايات المتحدة، إذ أرسل مركز حقوق الإنسان التابع لجمعية المحامين الأمريكيين رسالة إلى الكونغرس الأمريكي اعتبر فيها استمرار مبيعات الأسلحة “غير قانوني بموجب القوانين الأمريكية التي تحظر المبيعات للدول التي تنتهك القانون الدولي”، مشيرة إلى توافر “تقارير متسقة وموثوقة عن انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا”، من قبل القوات المسلحة السعودية.
وقال مسؤولان أمريكيان سابقان إنهما يتوقعان من ترامب أو فريقه حث المسؤولين السعوديين على السعي لإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن ويبدو أن الحكومة السعودية قد توقفت عن خطة تم الإعلان عنها سابقا للاستيلاء على ميناء الحديدة في البحر الأحمر اليمني، وهي خطوة يمكن أن تعمق الأزمة الإنسانية.
وقال جيرالد فيرستين، السفير الأمريكي السابق لدى اليمن في عهد الرئيس أوباما، لـ “تايمز” إن المسؤولين الأمريكيين يأملون في أن يؤدي تغيير الخطط؛ إلى توقع جهود أوسع نطاقا من أجل التوصل إلى حل سياسي، وقال: “إنها تكلفهم خسائر بشرية ومالية جسيمه”، وأضاف: “ليس لدي أي سبب للاعتقاد بأن السعوديين يريدون أن يستمر هذا الأمر أكثر من ذلك”.
..................
انتهى/185