ابنا: بعينيها الغائرتين شبه المغمضتين كانت جميلة علي عبده تبدو بالفعل وكأنها في سبات الموت خلال 12 يوما قضتها في عنبر علاج حالات سوء التغذية بمستشفى الحديدة في اليمن.
ويوم الثلاثاء لف أقارب جميلة ابنة السبعة أعوام جثمانها النحيل في كفن لونه أخضر زاه خليق بطفولتها وواروها الثرى وهم ينتحبون.
زج العدوان العسكري الذي أعلنته السعودية ودول عربية واسلامية تشاركها منذ عامين باليمن الذي كان بالفعل أفقر دول العالم العربي في أزمة إنسانية عميقة.
فقد عمت الفوضى المخصصات العامة للرعاية الصحية وتسبب القصف السعودي الهجمي في إعطاب الطرق والجسور المستخدمة في نقل السلع الأساسية.
كانت جميلة تعاني من ديدان عجز الأطباء في قريتها النائية عن علاجها ولم تستطع أسرتها تحمل نفقات نقلها لتلقي الرعاية المتخصصة في العاصمة صنعاء.
وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بوقت قصير وقف والدها علي يتحسر عليها ويقول "حالتها ظلت تتدهور في العامين الماضيين... وفي كل مرة كنا نذهب إلى المستشفى كانوا يقولون لنا إن عندها ديدان وبكتريا. ولم نستطع الذهاب لأي مكان. فنحن فقراء ولا نستطيع الذهاب لصنعاء أو أي مكان آخر".
وحتى قبل العدوان العسكري السعودي كان أهل القرية، الواقعة في سهول شديدة الحرارة تنتشر يها أشجار النخيل على ساحل اليمن على البحر الأحمر، يجدون صعوبة في الحصول على المياه النظيفة والغذاء والدواء.
والآن تسببت آلاف الغارات الجوية لطائرات تابعة للسعودية والمعارك في مختلف أنحاء البلاد في انهيار الاقتصاد اليمني الهش والضغط على الإمدادات الغذائية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن طفلا دون الخامسة في اليمن يموت كل عشر دقائق تقريبا من أسباب يمكن الوقاية منها مثل الجوع والمرض وسوء الصرف الصحي أو نقص الرعاية الصحية.
كما حذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي من "تجويع جيل كامل وإصابته بإعاقات".
وتقدر منظمات المساعدات الإنسانية أن حوالي 17 مليونا من بين سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة يعانون من غياب الأمن الغذائي وأن حوالي سبعة ملايين لا يعرفون أين يحصلون على وجبتهم التالية.
وتسبب العدوان العسكري السعودي في خلق ازمة الغذاء والدواء في اليمن، كما أسفر الهجوم اليومي بالطائرات التي ترمي قنابل تمزق أجساد المدنيين عن استشهاد أعداد كبيرة لليمنيين غالبيتهم نساء وأطفال .
..................
انتهى / 232