ابنا: ذكر الكاتب والباحث الفلسطينيّ الدكتور وليد القططي إنّ الثورة البحرينيّة السلميّة انطلقت في خضم الأحداث التي عصفت بعدد من الدول العربيّة في ما سمي بالربيع العربي، وهي تعدّ نسبة إلى سلميّتها ومطالبها المحقة وتنظيمها الراقي، الثورة الأكثر تعرّضًا للظلم والتهميش من بين كلّ الثورات.
القططي أضاف أنّ الثورة البحرينيّة هي ثورة حقيقيّة ضدّ الظلم وتنادي بأبسط الحقوق المشروعة للمواطن، وهي الثورة التي تعرّضت لشتى أنواع الاتهامات من أجل إفشالها وإيقافها، عندما اتهموها بالثورة المذهبيّة وأخذوا يحاولون الترويج في وسائل الإعلام المأجورة التي تخدم الأنظمة الحاكمة في دول الخليج، والتي لم تستطع أن تقف مع الحق بمواجهة الظلم والفساد والاضطهاد، فما كان منها إلا أن أطلقت الاتهامات الكاذبة والمزورة ضد هذه الثورة للحفاظ على الاستبداد وعدم إسقاطه.
ولفت القططي إلى أنّ الحملة الإعلاميّة الضخمة التي تقودها الأنظمة الخليجيّة وتموّلها أسهمت بشكل كبير في هذا التهميش الذي لحق بالثورة البحرينيّة، والحرب الشعواء التي تشنّها وسائل الإعلام المختلفة ووصفها الثورة بأنّها مذهبيّة، فضلًا عن المسرحيات التي يقوم بها نظام آل خليفة بين مدّة وأخرى بإعلانه القبض على خلايا إرهابيّة مدربة في الخارج وتخطط للقيام بعمليات إرهابيّة للإخلال بالأمن، وللمفارقة فإنّ الأجهزة الأمنيّة البحرينيّة ادّعت بأنّها استطاعت أن توقف كلّ الخلايا قبل تنفيذ أي عملية إرهابيّة، بجهد أمنيّ واستخباراتيّ جبّار، في حين أنّ أهمّ الدول على مستوى الاحتراف الأمنيّ والعمل المخابراتيّ، سواء أكانت الولايات المتحدة الأمريكيّة أم حتى روسيا وفرنسا، لم تستطع أن تمنع الأعمال الإرهابيّة على أراضيها، وهنا يكمن السؤال: لماذا لم تستطع الخلايا في البحرين تنفيذ أي عملية، بل إن السلطات البحرينية كانت تقبض عليها دائمًا في حين أنّ دولة مثل أمريكا لم تستطع أن تمنع مثل هذه العمليات؟ وهنا تبقى الإجابة رهن الرأي العام.
وأشار القططي إلى أنّ البحرينيّين عندما خرجوا في ثورتهم لم يكن ذلك لأنهم من هواة التظاهرات، بل هم خرجوا بكلّ فئاتهم، صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم للتعبير عن رفض الوضع القائم، من فساد واضطهاد وأوضاع متردية من كافة النواحي، لافتًا إلى أنّهم بحراكهم قدموا الكثير من التضحيات، ولم يتراجعوا أمام القمع الوحشي الذي واجههم به النظام، بل لم يتراجعوا أمام قوّات درع الجزيرة التي ساعدت آل خليفة في القمع وأسهمت بشكل كبير في الحفاظ على أركان النظام البحرينيّ وحمايته من السقوط.
وشدّد القططي على أنّ الفتنة المذهبيّة التي حاول النظام البحرينيّ زرعها بين أبناء الشعب البحرينيّ لم تؤت أكلها، وأنّ محاولات اتهام الثورة بالمذهبيّة لم تلق آذانًا صاغية سوى من المتطرفين والحاقدين الذين لا يهمهم أن يروا شعبًا واعيًا كشعب البحرين ينال حقوقه ويسقط الطغيان، مؤكدًا أنّه يريد أن يكرر ما قاله سابقًا أنّ الثورة البحرينيّة هي ثورة شعبيّة قام بها السنّة والشيعة معًا ضدّ استبداد نظام الحكم العائليّ في البحرين.
..................
انتهى/185