ابنا: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة التي القاها في الصحن الحسيني الشريف في التاسع من شهر رجب الموافق (7 /4 /2017م) ان "الامام الجواد عليه السلام كان يحث اتباعه على النشاط الاجتماعي وخدمة الناس والسعي في قضاء حوائجهم خصوصاً من مَنّ الله تعالى عليه بنعمة المال والجاه والمنصب والنفوذ والمقام العلمي ونحو ذلك، حيث قال (عليه السلام): " ما عظمت نعمة الله على عبد الا عظمت عليه مؤونة الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرّض النعمة للزوال".
واضاف ان "الامام كان يؤكد بان كل ما كان للانسان مركزاً مالياً او علمياً او موقعاً اجتماعياً مهماً او منصباً في الدولة كلما كانت حاجات الناس اليه اعظم وان لم يحتمل ضغط وتبعات والحاح الناس في حوائجهم فإن هذه النعمة معرّضة للزوال، منوها ان المحافظة عليها تحتاج الى ان يوظف الانسان هذه النعم لخدمة الناس وقضاء حوائجهم، ومن جملة هذه الحوائج السعي في حل المشاكل والنزاعات واصلاح الاحوال".
وتابع "في نفس الوقت دعا الامام الى مجاراة اهل المعروف والذين يقضون حوائج الناس ويخدمونهم الى شكرهم لان جزاء الاحسان هو الاحسان ولو باشعار المحسن باحسانه وفضله".
واردف ممثل المرجعية العليا "كما ان الامام (عليه السلام) من جملة توجيهاته التربوية بيان كيفية اصول التكامل الاجتماعي البنّاء الذي ينمّي ويحسّن العلاقة بين الاخوة والاصدقاء، فقد روى عن جده امير المؤمنين (عليه السلام): " ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة: الانصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء والرجوع الى قلبٍ سليم، موضحا ان المقصود بالانصاف في المعاشرة أي انصاف الناس من نفسك، اي اذا كنت تحب شيئاً لنفسك لابد ان تحبه للاخرين واذا كنت تكره شيئاً لنفسك اكرهه للاخرين وحاول ان تدفع هذا المكروه عنهم وفي نفس الوقت اذا كنت تحب ان يبادلوك الاحترام والمودة عليَّك ان تبادلهم بنفس هذه المعاملة وان تقرّ بالحق حتى ولو كان على نفسك".
ونوه "لا تجعل اوقات الصداقة والعلاقة مع الصديق في الوقت الذي انت تستفيد منه فاذا وقع في محنة وشدة وهو بحاجة الى صدق الاخوة، مشيرا الى ان العلاقة الاسلامية الصحيحة توجب عليك ان تواسيه في ايام الشدة وايام الابتلاءات وايام الضيق وأن تعينه بالتغلب على المشاكل والمصاعب والمحن التي يمر بها وان تقف معه لتجاوز هذه المشاكل والمحن، وتتعامل معه بقلب ناصح ولا تغشه ولا تخدعه ولا تريه شيئاً وتضمر في قلبك شيئاً آخر".
واوضح انه ورد عنه (عليه السلام): (لا يفسدك الظن على صديق وقد أصلحك اليقين له، ومن وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظ علانية فقد شانه، استصلاح الاخيار باكرامهم، والاشرار بتأديبهم)، مبينا انه في كثير من الاحيان تفسد القلوب والمشاعر والعواطف وتتحول من مشاعر الحب والاحترام والمودة الى مشاعر البغض والتحسس من الاخرين بسبب سوء الظن الذي لا اساس له لا عقلا ً ولا شرعاً".
وعن ما يحتاجه الانسان للنجاح في حياته اشار الكربلائي انه "ورد عن الامام الجواد قوله (ثلاث من كن فيه لم يندم: تركُ العجلة، والمشورة، والتوكل على الله تعالى عند العزيمة، ومن نصح اخاه سراً فقد زانه ومن نصح علانية فقد شانه)، مبينا ان الامام نهى عن التعجل والتسرع، اي اذا اردت ان تتكلم لا تتسرع وتأمل قليلاً في الكلام هل هو مقبول شرعاً او عقلاً فتكلم، واذا اردت ان تتكلم او يكون لك رأي او تقدم على فعل فلا تتسرع، بل عليك ان تتأنى وتدرس الامر جيداً في جميع مجالات الحياة ثم بعد التأني ودراسة الامر بصورة جيدة يمكن اتخاذ القرار، ويمكن استشارة الاخرين خصوصاً من اهل العقل والحكمة واهل الرأي والخبرة حينما تستشيرهم فكأنما فكرّت بعقلين او ثلاثة عقول وهذه المشورة تعطي رأياً ناضجاً حكيماً ينفع الانسان في جميع المجالات".
واستدرك "انت احياناً تفكّر في امر وتريد ان تقدم عليه ثم عزمت عليه وحصل القرار بأن تقدم على هذا الامر، فتوكل على الله تعالى وثق بالله تعالى بأنه يمدك بأسباب النجاح ولا تتردد، موضحا ان الانسان احياناً يعزم على شيء ويتخذ القرار ويبقى متردداً ليس لديه الثقة من النجاح في هذا العمل، انت اذا عزمت وحصلت لك الارادة فلا تتردد وتوكل على الله ولتكن لديك الثقة بان الله تعالى ينجحك في هذه الحياة".
واختتم خطبته بحدث آخر ورد عنه عليه السلام (المؤمن يحتاج الى توفيق من الله، وواعظٍ من نفسه، وقبولٍ ممن ينصحه).
...................
انتهى / 232
المصدر : العتبة الحسينية
السبت
٨ أبريل ٢٠١٧
١١:٤٥:٠٨ ص
822627
أوضح ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الاولى لصلاة الجمعة، في يوم العاشر من شهر رجب ذكرى ولادة الامام الجواد (عليه السلام)، ان من الامور التي اهتم بها الائمة (عليهم السلام) ومنهم الامام الجواد (عليه السلام) تربية اتباعه وشيعته ومتابعته لتربيتهم وتأديبهم وتخلّقهم بمكارم الاخلاق ومحامد الصفات.