ابنا: كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) “إميل نخلة” مقالة نشرها موقع “LobeLog” تطرق فيها الى التقارير التي أفادت بأن وزارة الخارجية الاميركية قررت رفع الشرط المتعلق بحقوق الإنسان عن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى البحرين.
واعتبر الكاتب – الذي شغل منصب مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي لدى “الـCIA” وهو صاحب مؤلفات عن البحرين- أن السياسة الأميركية هذه (برفع شرط حقوق الانسان عن مبيعات الأسلحة الى البحرين) إنما تدل على النفوذ المتزايد لمجموعات الضغط في واشنطن التي تعمل لصالح النظام البحريني.
كما رأى أنها تدل كذلك على الود الذي نشأ بين كبار المسؤولين الأميركيين مثل وزير الخارجية “Rex Tillerson” ووزير الحرب “James Mattis” مع النظام البحريني وكذلك مع أنظمة دول خليجية أخرى مثل دولة الإمارات. إلا أنه شدد بالوقت نفسه على أن الدول الخليجية هذه ومن بينها السعودية يحكمها “ملوك عشائريون ينتهكون أبسط حقوق مواطنيهم بشكل فاضح وشرس وممنهج”.
وبينما أشار الكاتب إلى أن إدارة ترامب تبرر سياسة دعم هذه الدول على أساس أنها حلفاء للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، لفت إلى أن مبيعات الأسلحة إلى بلدان مثل البحرين والسعودية والإمارات لم تؤد إلى تقليص التهديد الإرهابي. كذلك قال إنه لا دليل بأن هذه الدول منخرطة بشكل فاعل في المعركة ضد “داعش”، سواء كان في سوريا أم العراق.
الكاتب اتهم النظام في البحرين بالمشاركة بعمليات قتل “خارج نطاق القضاء” بحق المواطنين البحرينيين واستخدام الاعتقالات غير القانونية والقضاء من أجل سجن المعارضن السلميين. كما أضاف بأن أجهزة الأمن التابعة للنظام البحريني قامت بحل جمعيات سياسية ملتزمة بالقانون مثل جمعية الوفاق وتستهدف جمعية وعد واعتقال قادتها، وذلك من خلال استخدام قوانين ما يسمى محاربة الارهاب.
كذلك تابع الكاتب بأن “الحكام المستبدين” (بحسب تعبير الكاتب نفسه) من النظام في البحرين أنفقوا أموالاً طائلة على مجموعات الضغط ووسائل الاعلام مراكز دراسات “صديقة” و كذلك مستشارين، بمن في ذلك ضباط عسكريين واعضاء في الكونغرس والجناح التنفيذي، وذلك من أجل تبني خطاب مؤيد للنظام البحريني. وأشار الى وجود عدد لا بأس به مما يسمى الخبراء وغيرهم في واشنطن مستعدين لتبني خطاب “نظام آل خليفة”.
كما قال الكاتب ان النظام البحريني و من خلال زعمه بأن ايران توفر التجهيزات التسليحية للمعارضة البحرينية، فإنه يحاول قصارى جهده لإقناع الحكومات الغربية بأن طهران هي التي تقف وراء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، لافتاً إلى أن النظام نقل هذه المزاعم عبر مراكز دراسات صديقة له في واشنطن مثل معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى الذي يعد بنفس الوقت من أبرز المعاهد الصهيونية-الأميركية.
الكاتب شدد على عدم صحة مزاعم النظام البحريني، مشيرا الى أن “أغلب المعارضة” (بحسب تعبيره) في البحرين هي سلمية. كما وصف مساعي النظام البحريني بربط المعارضة السلمية بالارهابيين بانها مخادعة، واعتبر ان تصديق هذه الرواية من قبل دول الغرب سيكون امراً مؤسفاً.
وبينما قال الكاتب إن البحرين استفادت من وجود الاسطول الأميركي الخامس على أراضيها من أجل القول إنها تدعم السياسة الأميركية، أضاف بأن البحرين هي المستفيدة الاساس من وجود هذا الاسطول وليس الولايات المتحدة. ودعا واشنطن الى النظر جدياً بنقل الأسطول الخامس إلى مكان آخر “داخل او خارج” منطقة الخليج، معتبراً أن نقل الأسطول من البحرين سيوجه رسالة أميركية واضحة بأن واشنطن لا تقبل “بالقمع المستمر الذي يمارسه نظام آل خلفية بحق الغالبية الشيعية”، وفقاً لتعبير الكاتب.
أما حول السعودية فلفت الكاتب الى أن الرياض وبينما تقول انها تدعم السياسات الأميركية ضد الإرهاب في المنطقة، إلا أن العقيدة الراديكالية التي تحملها منظمات مثل “القاعدة” و”داعش””تأتي بشكل أساس من السعودية.
واتهم واشنطن “بالجبن” بسبب عدم مواجهة السعودية بهذا الملف، متسائلاً عن سبب عدم وضع السعودية على لائحة الدول التي منع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة، إذا كان المراد من حظر السفر هذا منع الارهابيين والراديكالية من التسلل الى الأراضي الأميركية.
كما تساءل بنفس الاطار عن سبب الاستقبال الحار الذي لقيه محمد بن سلمان في الزيارة الأخيرة الى واشنطن.
..................
انتهى/185