وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٣ أبريل ٢٠١٧

٥:٥٦:٤٦ ص
821573

عضو تایلندی مجمع جهانی اهل بیت(ع):

عدد الشيعة في تايلاندا تضاعف إلى أربعين ضعفاً بعد الثورة / كتاب "أربعين حديثاً" للإمام الخميني أصبح من الكتب الأساسية

تحدث أمين الجمعية العامة لشباب أهل البيت في تايلند في حواره مع مراسل ابنا عن نشاطات الشيعة في ذلك البلد.

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء - ابنا - إن "السيد كاظم شاه‌حسيني" ناشط شيعي تايلاندي، ومع أن اسمه يبدو إيرانياً، لكنه من الشيعة الاصليين في ذلك البلد، كما أنه أمين "الجمعية العامة لشباب أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في تايلاندا"، وقد أسس مع أصدقائه "رابطة محبي الولي الفقيه" في بلده، ويعمل الآن مسؤول الشؤون الدولية لهذة الرابطة.

شاه‌حسيني من أعضاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وأتى إلى طهران للمشاركة في الجمعية السادسة للمجمع العالمي، وأجرى مراسل ابنا حواراً معه، وقال هذا الناشط التايلاندي: هناك موجة حدثت خلال السنوات الثلاثين والنيف بعد الثورة الإسلامية وكانت متأثرة بها وبالإمام الراحل (رحمه الله) حتى أصبح عدد الشيعة في بلادنا إلى أربعين ضعفاً.

والنص الكامل للحوار مع الناشط التايلاندي بمناسبة يوم تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية (12 فرودين شمسي الموافق 31 مارس) على ما يلي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برعاية: محمد جواد نوروزي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابنا: السؤال الأول من فضلكم، كيف دخل مذهب أهل البيت (ع) إلى تايلند؟

ـــ بسم الله الرحمن الرحيم. قبل ست مائة سنة دخل المذهب الشيعي إلى تايلند على يد "الشيخ أحمد القمي"، ومنذ ذالك الحين حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران اعتنق ما يقارب الف شخص هذا المذهب، وهم الشيعة القدامى، ولكن ارتفع هذا العدد بعد الثورة الإسلامية.

ابنا: ما المقصود من الشيعة القدامى؟!

ـــ نحن نطلق على الشيعة التي اعتنقوا هذا المذهب منذ قدوم الشيخ أحمد بـ "الشيعة القدامى".

ابنا: كم يبلغ عدد شيعة تايلند في الوقت الراهن؟

ـــ هناك موجة حدثت خلال السنوات الثلاثين والنيف بعد الثورة الإسلامية وكانت متأثرة بها وبالإمام الراحل (رحمه الله) حتى أصبح عدد الشيعة في بلادنا إلى أربعين ضعفاً.

ابنا: نرجوا من حضرتكم أن تتحدثوا إلينا حول بعض النشاطات الثقافية والفعاليات القرآنية في بلدكم تايلند؟

ـــ إن تايلاندا لا تخالف النشاطات الثقافية، مع أن 80 بالمئة من سكان هذا البلد هم من البوذيين، فالديانات الآخرى لهم حرياتهم؛ فعليه فإن هناك مساجد، وحسينيات، وجمعيات مختلفة لها فعالياتها في تبليغ الإسلام وتعليم عقائد أتباع أهل البيت (ع).

نحن نعقد مسابقات قرآنية في الحفظ ودورات تعليمة وعقدية للشباب في مختلف المدن، كما وندعو جميع الشيعة من مختلف البلد ليتعارفوا مع البعض، ونطرح لهم أبحاث عقائديةـ ونرد على أسألتها وشبهاتها، وفضلا عن ذلك فنحن نحيي ذكرى ولادات واستشهادات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في شتى المدن، ونقيم مراسيم مختلفي بالمناسبة؛ بالأخص وفي يوم العاشر من المحرم يزدحم الشارع المركزي في تايلند بالمعزين حيث يحيون ذلك اليوم بالطم على الصدور وإقامة العزاء، كما يتحدث المقدم لهذه الطقوس الدينية عن سبب العزاء وارتداء الملابس السوداء والحداد لسائر الناس.

ومن نشاطاتنا الاخرى إقامة دورات تعليمة حول إيران والإسلام والتي تنعقد في جامعات تايلند، حيث يشارك فيها حتى البوذيين، وأننا نقدم معلومات بهذا الشأن فيها، وذلك بمساعدة المحلق الثقافي الإيراني. ومن القضايا الملفة النظر أن هناك رغبة للإسلام وهناك من يقدر أن ثلاثين إلى أربعين في المئة من شيعة تايلاندا هم من البوذيين الذين انضموا إلى أتباع أهل البيت (ع) بعد الثورة الإسلامية.

ابنا: كيف وضع الحوزات العلمية في تايلاندا؟

ـــ هناك حوزاتان علميتان في تايلاندا احداهما حوزة المهدي (ع) وهي خاصة للرجال، وتقع في مدينة ناخان سي تامارات (Nakhon Si Thammarat) جنوبي البلاد حيث تخرّج الطلاب بدرجة الزمالة، والأخرى "حوزة المهدية العلمية" وهي خاصة للسيدات، وتقع في العاصمة التايلاندية بانكوك.

[نعم هناك "مدرسة دار العلم" التابعة للسيد الخوئي ومن المؤسسات الخيرية له وهي في العاصمة بانكوك]
وقد أسست "جامعة المصطفى (ص) العالمية" جامعة في بلادنا يلحق بها الطلاب، وتمنح شهادة بدرجة البكاريورس، وتسعى أن ترفع المستوى منح شهادتها إلى درجة الماجستير.
                 


ابنا: إنكم أمين الجمعية العامة لشباب أتباع أهل البيت (ع) في تايلاندا، وفضلا عنه، لكم نشاطات دينية وثقافية في "رابطة محبي الولي الفقية في تايلاندا"، من فضلكم تحدثوا عن هذه الرابطة أيضاً.

ــــ نعم، منذ حوالي ثلاث سنوات قمنا بتأسيس "رابطة محبي الولي الفقيه" في تايلاندا، وحتى يومنا هذا وقد انضم إليها ما يقارب من ثلاث مائة عضو، ومن نشاطاتنا أن نقدم برامج تلفازية في شهر رمضان المبارك، وفي هذا المجال استأجرنا قناة باسم قناة 13 Siam Thai وهي من قنوات تايلاندا التلفازية حيث نبث برامج خاص لهذا الشهر المبارك، أضف إلى ذلك هناك لدينا برامج متنوعة نقدمها في المعارف الإسلامية، كما نرفع أفلام هذا البرامج بصورة أسبوعية أو شهرية على موقع الرابطة، ويتم بث هذه الأفلام أيضاً من خلال الموقع YouTube.

ابنا: هل في تايلاندا يمكن استخدام الإعلام الشيعي؟

ـــ للأسف الذريع إن القنوات الشيعية الأساسية وكذلك القنوات الإيرانية مشفرة في تايلاندا، ولكننا نتابع الإعلام عبر الانترنت.

ابنا: أي عمل من الأعمال السينمائية أو المسلسلات الدينية الإيرانية تم ترجمتها إلى اللغة التايية.

ـــ إن مسلسل "مريم مقدس" [القديسة مريم] وفلم "سفير" و"روز واقعة" [يوم الواقعة] وهما يتعلقان بأحداث كربلاء وواقعة الطف تم ترجتمها وبثها.

ابنا: ما هي أهم الكتب التي تم ترجمتها إلى اللغة التايية؟

ــ من الكتب الأساسية التي تم ترجمتها إلى اللغة التايية هو كتاب "أربعين حديثاً" للإمام الخميني (ره)، وكتاب "ثم اهتديت" للأستاذ التيجاني، وكتاب "ليالي بيشاور"، ومن يقرأ هذه الكتب يرغب للتشيع، كما أن الشعب التايلاندية لديه رغبة إلى أعمال ومؤلفات "الأستاذ الشهيد مرتضى المطهري".

ابنا: كيف يرى الشعب التايلاندي مواقف إيران ازاء القضايا السياسية والدينية؟

ـــ إن معظم الشعب التايلاندي له نظرة إيجابية بالنسبة إلى إيران، ويرى الشعب البوذي التايلاندية إيرانَ كقوة عظمى، فإنهم يعتبرون إيران كمحارب ومنافس لأميركا؛ فنراهم عندما يسمعون باسم إيران يذكرون أميركا بصورة عفوية!

وإجمالا فإن إيران لها وجه إيجابي عند الشعب التايلاندي، وإن معظم مفكريهم يتابعون ويرغبون إلى سياسة إيران الخارجية، وان تعامل إيران مع القوى الكبرى في العالم والرد عليهم ملفة لأنظار هؤلاء المفكرين.

كما وهناك عدد قليل ولعدم الاطلاع يعتقدون أن إيران ما زالت في الحرب، على سبيل المثال إن بعض الطلاب الجامعيين التايلانديين عندما يعلمون بأننا متخرجون من إيران يسألوننا هل إيران ما زالت في الحرب؟ ونحن نجيب عن ذلك: ان الحرب كان مع "صدام" وقد انتهى منذ سنين!

ابنا: كيف تكون نظرة أهل سنة في تايلاندا إلى إيران؟

ـــ هناك شخصية مهمة في تايلاند اسمها "الاستاذ شافعي" وهو زعيم إحدى الفرق السنية، وله أتباع ومريدون كثيرون، وقد أشار في احدى كلماته قائلاً: "إن الدولة الوحيدة التي تتحدث عن الإسلام الحقيقي هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن الشعب الإيراني كرسول الله (ص) في الرد على المشركين عندما طلبوا منه أن يكفوا عن أداء الرسالة، فقال لهم: والله، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته.

ابنا: ما هي الصدمات والمخاطر بلادكم الداعية إلى قلقكم؟

ــــ إن أهم خطر الذي يمكن أن يسبب لنا مشكلات هو الخلافات بين المسلمين وحتى بين الشيعة، وبما أن عددنا في تايلاندا قليلون، نتضرر كلما كنا متفرقون، فبناء عليه كلما كان المسلمين والشيعة متحدين ومتضامنين فيما بينهم، وكان لهم صلات وعلاقات بأتباع المذاهب الأخرى، فعندئذ يتمتع الجميع بثمرة هذه الوحدة والتضامن.


ابنا: نظرا إلى هذه المخاطر فكيف علاقة الشيعة والسنة في تايلاند؟

ــ كانت لدينا علاقات حسنة بين أهل السنة سابقا، وكنا نشارك في احتفالاتهم ومراسيهم، خاصة وإن كبار علماء الشيعة والسنة كانوا يشاركون في مراسيم الآخر، ولكن خلال السنتين الأخيرتين وبعد عودة طلاب من السعودية حيث يحملون أفكار تكفيرية ضعفت تلك الصلات، ولم يأتوا علمائهم إلى مجالسنا بعد، ولكننا نتواصل معهم ونشارك في مراسيمهم، على نحو المثال، أقيم معرض للكتب بمناسبة ميلاد النبي الأعظم (ص) وقد شاركنا معهم في ذلك؛ حتى تبقى تلك الصلات مستدامة.

ابنا: لماذا أمست علاقة علماء أهل السنة بكم ضعيفة؟

ــ هذا الأمر يعود إلى الفكر التكفيري الذي يحمله الطلاب الذين يأتون من السعودية حيث ينشرون هذا الفكر بينهم، مما اتهم هذا الفكر علماءَ أهل السنة الذين لديهم علاقات بالشيعة بدعمهم للتشيع وإيران؛ فعليه إن هؤلاء العلماء خشية هذه التهم تركوا مجالسنا.

ابنا: برأيكم كيف يمكن الحافظ على وحدة المسلمين؟

ـــ أفضل طريق للحافظ على الوحدة هو نترك العقائد الخاصة لهم، ولنا عقائدنا ولهم عقائدهم، نعم إذا كان لديهم رغبة للتعرف على عقائدنا نقدمها لهم. كما يجب علينا أن نتضامن معاً وأن نؤكد على المشتركات والقضايا الأساسية.

ابنا: هل هناك تواجد للجماعات الإرهابية والتكفيرية  ـ كداعش ـ أو لفكرهم في بلدكم تايلند؟

ــ حسب علمي واطلاعي ليس هناك أي تواجد لداعش في بلدنا؛ لكن وللأسف قد دخلت عقائد الدواعش إلى بعض بلدان جنوب شرقي آسيا حيث يحشدون قوات لهم من تلك البلاد، وإننا نعلم أن داعش تمكنت من التنامي في أندونيسيا وماليزيا، وبما أن الشيعة في تايلاندا لديهم علاقات حسنة مع الدولة وزعيم شيعة تايلاندا هو مستشار رئيس الوزراء البلاد في شؤون السياسية والإسلامية، فلم يكن لداعش أي تواجد حتى الآن في تايلاندا، نعم إن أفكار الدواعش موجودة في تايلاندا.

ابنا: كيف يرون مسلمي تايلاند ـ سواء الشيعة منهم والسنة ـ أفكار وعقائد الدواعش؟

ـــ إن شيعة تايلاندا يعتقدون أن داعش لم تمثل الفكر الإسلامي، وأن هؤلاء أناس لا يعتقدون بالإسلام وبالله، فهذه لم تكن نظرة الشيعة إلى الدواعش فحسب، بل إن أهل السنة في تايلاندا يحملون المعتقد نفسه بالنسبة إلى هذه الجماعات؛ لأن أفعال وتصرفات هذه الجماعات ليست لها أي ارتباط بالإسلام.    

ابنا: كم تمكن المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) أن يساعد في تعالي فكر وثقافة أتباع أهل البيت (ع) في تايلاندا؟

ـــ إن المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) بدأ نشاطه في تايلاندا منذ فترة طويلة، كما ويدعم النشاطات الثقافية لأهالي تايلاندا.

ابنا: ماذا تتوقعون من المجمع؟

ـــ إننا في مجالات الأبحات التعليمة والعلمية نحتاج إلى المزيد من المساندات والتعاون، ونطالب إيران أن تدعمنا مالياً، بل وإننا نطلب منهم أن يزودونا من علومهم ومعارفهم. إن في تايلاندا شباب ذا مواهب وقابليات عالية ولديهم الرغبة أن يلحقوا بالجامعات الإيراني في الطب والهندسة، ونأمل أن الجامعات الإيرانية تدعمنا في هذه المجالات.

بالنسبة إلى القضايا القرآنية فإننا نستعين بأساتذة القرآن من أهل السنة، إذ ليس لدينا أساتذة وقراء دوليون، كما نرغب أن يكون للشيعة أيضاً حفّاظ وقراء للقرآن الكريم كي نتمكن أن نبرز في الساحة الدولية.

وعليه، فإننا نطالب المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) أن تدعمنا حتى يتقدم شبابنا في المجالات العلمية، وأن يربوا لنا الطلاب التايلانديين للعلوم الدينية بأفضل وجه حتى يكون منهم أصحاب الاختصاص وعلماء بارزين؛ بغية تمكنهم من تقديم إنجازات كبيرة عند عودتهم إلى الموطن.

ابنا: نشكركم جزيل الشكر على منحكم إيانا هذه الفرصة.

ــ وأنا أشكركم أيضاً.
.........
انتهى / 278