ابنا: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن برلين «مدينة بمبالغ مالية هائلة» لمنظمة حلف شمال الأطلسي وللولايات المتحدة نظير الدفاع عن ألمانيا، وذلك غداة اجتماعه في البيت الأبيض مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.
وتابع: «بصرف النظر عما سمعتموه من الأخبار الزائفة، فقد حظيت بلقاء عظيم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل».
واستطرد يقول: «ومع ذلك، فألمانيا تدين بمبالغ طائلة من المال لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وللولايات المتحدة، يجب أن يتم دفعها مقابل الدفاع القوى، باهظ التكاليف الذى يقدم لألمانيا!».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، أول من أمس، قال ترامب إنه «في اجتماع غداء، أكدت للمستشارة ميركل دعمي القوي لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وكذلك الحاجة إلى أن يدفع حلفاؤنا في الاطلسي حصتهم العادلة لتغطية تكاليف الدفاع. دول عدة تدين بمبالغ طائلة من المال عن السنوات الماضية، وهذا أمر ظالم جدا للولايات المتحدة. وينبغي أن تدفع هذه الدول ما عليها».
وقال ترامب إنه شكر ميركل لالتزام ألمانيا بزيادة مساهمتها في حلف شمال الأطلسي إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ورغم إشارتهما إلى اجتماع «مثمر»، أكد الزعيمان خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مواقفهما.
وقال ترامب: «لست انعزالياً، أنا مع التبادل الحر لكن (..) تبادلنا الحر أدى الى كثير من الأمور السيئة»، في ما بدا أنه رد على ميركل التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.
وشدد على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكدا رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى «غلق مصانع» في الولايات المتحدة.
وأقرت ميركل بأنّ من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر الإعلام، لكنها لم تخف وجود نقاط خلاف عدة.
ودعت الى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي التي بدأت في 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وحرصت ميركل، الشخصية المركزية في الاتحاد الاوروبي والساعية لولاية رابعة في بلادها، على الإشادة بالاندماج الأوروبي مؤكدة أن «نجاح الألمان» مرتبط في شكل وثيق بالاتحاد الاوروبي.
وأوضحت «هذا أمر أنا مقتنعة به إلى حد كبير» أمام ترامب الذي كان أشاد في الأشهر الأخيرة ببريكست «رائع» وتوقع ضاحكاً أن تخرج دول أخرى قريبا من الاتحاد الاوروبي.
ومع حرص الزعيمين على تفادي الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتي نظرهما كان صارخا في ملف الهجرة.
فقد اعتبر ترامب إنّ الهجرة «امتياز وليست حقا». وأضاف أثناء المؤتمر الصحافي الذي استمر أقلّ من نصف ساعة أنّ «أمن مواطنينا يجب ان تكون له دائما الاولوية»وكان ترامب وصف في منتصف يناير قرار ميركل فتح أبواب بلادها لمئات آلاف طالبي اللجوء في 2015 و2016 بأنه «كارثي».
في المقابل انتقدت ميركل في شكل مباشر مرسوم ترامب حول الهجرة وكانت الزيارة بدأت على نحو عادي بمصافحة بين ترامب وميركل.
لكن وبينما كانا يجلسان لاحقاً جنبا إلى جنب في المكتب البيضاوي، تجاهل ترامب، أم أنه لم يسمع وسط طقطقة كاميرات التصوير ميركل وهي تعرض عليه المصافحة مرة أخرى.
من ناحية أخرى، كرر الرئيس الاميركي القول انه لا يتهم المملكة المتحدة بالتجسس عليه، بعد مزاعم طاولت الاستخبارات البريطانية وبدا ان الناطق باسمه اطلقها على حسابه.
وقال ترامب: «لم نقل شيئا، كل ما قمنا به هو اقتباس كلام شخصية قانونية كفؤة جدا، هي التي قالته عبر التلفزيون».
وكان القاضي اندرو نابوليتانو، اعلن في برنامج عبر شبكة «فوكس نيوز» الاسبوع الماضي ان الرئيس اوباما «لم يستخدم وكالة الامن القومية، ولم يستخدم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي)، كما لم يستخدم مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) ولا وزارة العدل»، قبل ان يشير الى وكالة الرقابة البريطانية.
واستنادا الى هذا التحقيق الصحافي، لمح الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر، الى ان هذه الوكالة البريطانية هي التي تنصتت على ترامب خلال حملته الانتخابية.
من جهة ثانية قال ترامب ممازحا امام المستشارة الالمانية «بالنسبة الى التنصت من جانب الادارة السابقة، على الاقل لدينا قاسم مشترك».
...................
انتهى/185