ابنا: برعاية مركز الامام الخميني للابحاث و الدراسات ، عقد بمدينة قم المقدسة الاجتماع الثالث في سلسلة لقاءات " الفقه االحكومي " ، تحت عنوان " دور الجماهير في نظام الحكم الاسلامي " .
و في كلمة لسماحته اشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى أن انظمة الحكم بحاجة القوة موضحاً : المشروعية ذات صلة مباشرة بالعدالة ، و لهذا ينبغي لنظام الحكم المشروع أن يتسم بالعدالة ، و ان يضع في طليعة اهتماماته ارساء النظم و تحقيق العدالة الاجتماعية .
و شدد آية الله الاراكي، أن ظلم النظام غير العادل أهون من ظلم المجتمع الذي يفتقد للنظام ، مضيفاً : الاخلال في النظم يعتبر شكلاً من اشكال الفساد ، لأنه يفضي الى انهيار النظم الاجتماعي .
و لفت سماحته الى ان مفهوم الامر يعني أنه واجب الاطاعة ، موضحاً : الامر يتطلب التفرد و الافضلية ، و باعتباره حقاً ذاتياً لله تعالى لذا يختص به وحده جلّ و علا ، و إذا كان الحاكم مفوضاً من قبل الله تعالى بالدعوة لإطاعته ، فأن بوسعه أن يبلغ امر الله الى الناس .
و أشار آية الله الاراكي الى أن وجوب الاطاعة لا يتجزأ ، موضحاً : أن بوسع كل شخص التصرف بما يعمل على ايجاده ، و ان الانبياء الالهيين و الائمة الاطهار (ع) و ولي الفقيه ، و ببركة اتباعهم للحق المتعال ، يعتبرون حكّاماً في اطار مهامهم و صلاحياتهم ، فضلاً عن ايصال الرسالة و تحمل اعباء المسؤولية.
و استطرد سماحته : الحكم بالمشروعية ينبغي أن يصدر عن شخص يمتلك مثل هذا الحق ، و في غير ذلك فأن الذي أصدر الحكم يكون قد تخطى حدوده ، و أن آيات القرآن الكريم تنعته بالطاغوت .
و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى ضرورة اقامة الحكم التمهيدي في عصر الغيبة ، لافتاً : ينبغي للفقيه الاعلم أن يتسلم الحكم في المرحلة التمهيدية ، كي يعمل على اسقرار اوضاع المجتمع و توفير متطلبات الظهور .
و رأى سماحته أن المشروعية وحدها لا تعد كافية في تأسيس الحكومة ، موضحاً: صحيح أن مشروعية احقية الحكم تفوض الى الحكّام ، ولكن هذا الحق بحاجة الى القوة و الاقتدار ، لأن القوة تعتبر الركن الثاني بالنسبة للحكم .
و تابع آية الله الاراكي : أن خليفة الله في الارض ، و على الرغم من توافر القدرة ، لا يسعى الى اقامة الحكومة الاسلامية بالقوة . و لهذا يتصور البعض أن رسول الله (ص) كان يهدف الى التبليغ فحسب ، و لكن و رغم أن الانبياء هم حكام الرسالة الاصليين ، و لكن ينبغي للمجتمع أن يصل الى الحكومة الالهية من خلال التدبر في الرسائل الواضحة .
و اشار سماحته الى الحكومة باعتبارها فعلاً اجتماعياً ، مضيفاً : أن الامر الفاعل و المؤثر في هذا السلوك هو الاراداة الجماعية ، و بعزل عن هذه الارادة الجماعية للن تكون هناك قوة قادرة على تولي الحكم .
و أوضح آية الله الاراكي : أن وجود الحكومة الاسلامية رهن بالارادة الجماعية ، ففي غياب الرعية لا معنى لوجود الحاكم ، و لهذا تعتبر ارادة المجتمع مصدر و مبدأ وجود الحكومة ، و هي لا تمنح الحكومة مشروعيتها فحسب - حتى و أن كان الحاكم مستبداً – لأنه لا يمكن الحكم من دون توافر الارادة الجماعية .
و أضاف سماحته : الجماهير تعتبر عنصراً فاعلاً بالنسبة للحكومة ، و من خلال مساندتها الحاكم و منحه القوة ، باستطاعتها أن تعمل على تأسيس الحكومة ، و لهذا يشير القرآن الكريم الى ميثاق الاطاعة باعتباره احد العناصر الرئيسية بالنسبة للحكومة .
و شدد آية الله الاراكي على ضرورة مساندة الجماهير للحكومة و دعمها ، لافتاً : لا معنى للحكم بمعزل عن الجماهير و غياب دعمها ، و لهذا ينبغي للجماهير الاضطلاع بدور فاعل و مؤثر في مواجهة العدو و التصدي له و بذل الغالي و النفيس من اجل ذلك .
.....
انتهى / 278
المصدر : موقع وكالة أنباء التقريب
السبت
٤ فبراير ٢٠١٧
٦:٠٨:١١ م
809446
آية الله الاراكي : اطاعة الجماهير و نصرتها مدعاة لبقاء الحكم الاسلامي
شدد عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الاراكي على ضرورة مساندة الجماهير للحكومة و دعمها ، لافتاً : لا معنى للحكم بمعزل عن الجماهير و غياب دعمها.