بقلم عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع): حسين الديراني
ابنا: أدى الرئيس الامريي دونالد ترامب اليمين الدستورية وتسلم الرئاسة الامريكية رسمياً، وقام بإلقاء كلمة بعد تأدية القسم تناول بها عدة مواضيع هامة إخترنا منها.
" سنحدد معاً مصير أمريكا والعالم في السنوات المقبلة ".
" نحن امة واحدة ونتشارك في قلب واحد ومصير واحد ونحن دافعنا عن حدود دول اخرى ولم ندافع عن حدودنا " .
" من سيحكم هو امريكا أولاً وأمريكا فقط ".
" سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة ونوحد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامي المتطرف الذي سنزيله تماماً من على وجه الارض ".
" امريكا ستبدأ بالانتصار بشكل غير مسبوق ".
" ننوي تطوير نظام دفاع صاروخي للحماية من الهجمات المحتملة من ايران وكوريا الشمالية ".
وقد إختار لتحقيق هذه الاهداف مجموعة من السياسيين والعسكريين الصقور تجاوزوا بتطرفهم وميولهم للحرب والعدوان اكثر من صقور جورج بوش الابن الذي إجتاح العراق بناءً على أكذوبة اسلحة الدمار الشامل، بدءاً بوزير الدفاع جيمس ماتيس الذي اطلق عليه الرئيس الامريكي ترامب " ذا ماد دوغ اي الكلب المسعور " نظراً لولعه بالحروب وعدائه الشديد لايران ورفضه الصارم للاتفاقية النووية، والاجدر ان يكون هذا اللقب " الكلب المسعور" لترامب نفسه، حتى يصبح فريقه السياسي والعسكري يطلق عليهم " الكلاب المسعورة، ذا ماد دوغز " ثم وزير الخارجية الامريكية الجديد ريكس تيلرسون الذي يشتهر بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلادامير بوتن لاسباب سنذكرها، ومساعده جون بولتون صاحب مشروع الشرق الاوسط الجديد وعدوان تموز عام 2006 على لبنان، وصولا الى وزير الامن القومي مايكل فلين ضابط الاستخبارات السابق بالجيش المتشدد.
لو عندنا الى التصريحات المثيرة للجدل ومناقشتها وقوله :
1-" سنحدد معاً مصير أمريكا والعالم في السنوات المقبلة "، نقول يحق له ان يحدد مصير امريكا، لكن من يعطيه الحق في تقرير مصير العالم؟ وهذا يتناقض مع نفس خطابه الذي قال فيه " اننا لن نسعى الى فرض اسلوب حياتنا على اي احد "، فكيف لن يفرض اسلوب حياته على اي احد؟ ويهدد بتحديد مصير دول العالم.
2-" نحن امة واحدة ونتشارك في قلب واحد ومصير واحد ونحن دافعنا عن حدود دول اخرى ولم ندافع عن حدودنا " فعن اي حدود دول يتحدث هذا المسعور ؟ العراق الذي ارادت الادراة الامريكية تقسيمه الى ثلاثة دول متناحرة ودفعت بتنظيم " داعش " الارهابي الذي اقرت بصناعته وتمويله وادارته لتنفيذ هذا المخطط، ام حدود دولة سوريا التي ارادت تقسيمها الى اربعة دول واستقدمت كل ارهابيي العالم لتحقيق هذا الهدف التدميري، ام حدود اليمن؟ ام حدود السودان؟ ام حدود ليبيا ؟ ومتى تعرضت حدود امريكا الى عدوان ولم يدافع عنها ؟.
3-" من سيحكم هو امريكا أولاً وأمريكا فقط "، وهل يحكم امريكا غير الامريكان؟ حتى يقول امريكا اولاً، ومتى كانت امريكا ثانية منذ نشأتها وتسلطها وهيمنتها على العالم بقوة السلاح والمال والاعلام؟.
4-" سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة ونوحد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامي المتطرف الذي سنزيله تماماً من على وجه الارض "، التصريح هذا هو بيت القصيد، تعزيز التحالفات القديمة يقصد بها الكيان الصهيوني عيناً وتشكيل تحالفات جديدة يقصد روسيا، ويوحد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامي المتطرف !!! فاي عالم متحضر يريد ان يجمعه لشن حرب على " الاسلام الارهابي "!! فإذا "الارهاب" في العالم لم يتم تعريفه لحد الان ولم تتفق الدول العالمية على تحديد هويته ومنشأه، فكيف سيتم تعريف " الاسلام الراديكالي الارهابي " عند هذا " الكلب المسعور "؟، إن دول الممانعة والمقاومة التي قدمت مئات الالاف من الشهداء ودُمر الكثير من مقدارت الدول العربية والاسلامية عسكرياً واقتصادياً في سبيل القضاء على " الارهاب الداعشي " الذي اُلبس الرداء الاسلامي من قبل امريكا لتشويه صورة الاسلام المحمدي الاصيل وتحميله مسؤولية الارهاب في العالم في الوقت الذي كانت القوات الامريكية ترمي بمساعدات عسكرية في اماكن تواجد " داعش "، وقصف مواقع للجيش العربي السوري والجيش العراقي والحشد الشعبي، يأتي اليوم هذا " الكلب المسعور " ليقطف ثمار تضحيات دول المقاومة ويضعها في صميم تطلعاته واهدافه للقضاء عليها تحت الشعار الجديد " الاسلام الارهابي " حسب وصفه.
لقد اقام الكيان الصهيوني عرساً بتنصيب " ترامب " لانه وعد بتحقيق كل احلامه بدءاً من مغامرة ضرب الجمهورية الاسلامية الايرانية وما ينتج عنه من إضعاف او شل قدرات المقاومة في لبنان وفلسطين، ونقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة لتكون عاصمة دولة الكيان الصهيوني الغاصب الابدية، والاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وطرد العرب مسلمين ومسيحيين منها.
5 - " امريكا ستبدأ بالانتصار بشكل غير مسبوق "، إنتصارات غير مسبوقة على من؟ وأي دول ينوي الاعتداء عليها عسكرياً ليسجل إنتصارات غير مسبوقة ؟، واي دول ينوي محاربتها إقتصادياً ويعلن الانتصارات عليها ؟.
6- " ننوي تطوير نظام دفاع صاروخي للحماية من الهجمات المحتملة من ايران وكوريا الشمالية "، إذا كانت كوريا الشمالية هددت بضرب امريكا نووياً في حال تعرضت الى اي عدوان امريكي، فالجمهورية الاسلامية الايرانية لم تهدد يوماً بقصف امريكا بالصواريخ، لكن نعم هددت الكيان الصهيوني بقصفه بالصواريخ وابادته في حال تجرأ هذا الكيان على ضرب اي موقع عسكري او مدني في ايران، فاختيار هذا " الكلب المسعور " كوريا الشمالية وايران في كلمته هو تهديد واعلان حرب مسبقة، وقد سبق وان صرح بإن الاتفاقية النووية اسوء إتفاقية في تاريخ امريكا وسيعمل على نقضها وإلغائها وهو جاهلٌ بان الاتفاقية بين ايران والدول الست، وفي حال تنصل من الاتفاقية ستصبح حينها بين ايران والدول الخمس وتبقى امريكا في مواجهة جميع الدول المتضررة لان تلك الدول ستشعر فقدانها للاستقلالية، وتساق الى المحرقة التي يريدها " ترامب " وفريقه المسعور، وهذا ما لن ترضخ له تلك الدول التي تحترم القرارات والاتفاقات والمعاهدات الدولية.
خطاب ترامب هو بمثابة إعلان حرب عالمية عسكرية وإقتصادية على جميع دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني الذي سيكون محطة إعلان الحرب على دول المنطقة المقاومة، وإستخدام حكام الخليج مطية يمتطيهم لانهاء مهمته العسكرية ثم يرميهم الى كلابه المسعورة من دون ان يرحمهم، وقد اصبحوا جاهزين لركوبهم بعد ان زحفوا على بطونهم لطلب الرضى والاسترحام من الكيان الصهيوني وتقديم كل ما لديهم من ثروات من اجل إطالة امد حكمهم البائس الذليل، وقدموا بين يدي هذا الكيان الاضاحي من الابرياء من البحرين واليمن والعراق وسوريا رعبون ولاءً وطاعة.
ما يجهله هؤلاء " الكلاب المسعورة " بإن هناك اسوداً تنتظرهم في كل الميادين ليجعلوا منهم عبرة لكل من يتجرأ ان يفكر في الاعتداء على عاصمة المقاومة الجمهورية الاسلامية الايرانية.
لم يشهد العالم إنقساماً وتوتراً منذ الحرب العالمية الثانية كما يشهده اليوم بعد تنصيب " ترامب " حتى الداخل الامريكي يشعر بالغليان والتوتر والقلق مما سيجلب لهم من دمار وخراب على كافة الاصعدة المعيشية والحياتية والنفسية والاجتماعية، المواجهات السلمية والعنيفة بدأت منذ اليوم الاول لتنصيبه ولن تتوقف في امريكا وجميع دول العالم الغربي المتضرر من سياسة هذا الكلب المسعور، واواسط عالمية تتوقع عدم تمكنه من إنهاء ولايته وخروجه بسلام.
الشيء الوحيد الحسن في اختيار الشعب الامريكي لترامب هو إظهار الوجه الشيطاني الحقيقي للادارة الامريكية منذ نشأتها، هذه الادارة التي كانت تخفي الوجه الشيطاني بالديمقراطية والعدالة والانسانية المزيفة بينما تمارس ابشع صور الارهاب في العالم وتمارس الهيمنة والاستعباد والغطرسة على الدول المستضعفة الفقيرة، وتمارس تقسيم الدول حسب ما تقتضيه مصالحها الاستعمارية، فرحم الله الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره الذي وصف امريكا الوصف الحقيقي " امريكا الشيطان الاكبر ".
......
انتهى / 278
المصدر : خاص ابنا
الاثنين
٢٣ يناير ٢٠١٧
٧:٥٥:٤٧ م
806851
ان ترامب هو الوجه الشيطاني الحقيقي للادارة الامريكية منذ نشأتها، هذه الادارة التي كانت تخفي الوجه الشيطاني بالديمقراطية والعدالة والانسانية المزيفة بينما تمارس ابشع صور الارهاب.