ابنا: أوضح عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله محسن الاراكي، أننا نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة ، لافتاً الى انطلاق موجة جديدة من التقارب و الانسجام في العالم الاسلامي ، و أن توجهاً فاعلاً و مؤثراً في طور التبلور لمواجهة التيارات التكفيرية .
جاء ذلك خلال كلمة ألقاه آية الله الشيخ محسن الاراكي ، مساء الثلاثاء ، في جمع من ائمة الجماعة في ممثلية الولي الفقيه بجامعات محافظة لرستان ، مضيفاً : منذ اندلاع الثورة الاسلامية و قيام الجمهورية الاسلامية و حتى يومنا هذا ، كنا قد شهدنا اربع مراحل حساسة ، و ها نحن نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة . و في كل واحدة من هذه المراحل كنا قد شهدنا نوعاً من الاصطفاف المعادي للثورة الاسلامية .
و تابع سماحته : اولى هذه المراحل كانت قد تمثلت في انتصار الثورة الاسلامية ، حيث بذل الغرب بمساعدة حلفائه في المنطقة ، كل ما في وسعه لافشال الثورة الاسلامية و دحرها ، و خلال هذه المرحلة كنا قد شهدنا مختلف انواع المؤامرات نظير تحريض التيارات الداخلية ، و إثارة انواع الفتن و فرض الحرب على مدى ثماني سنوات ، غير أنهم فشلوا في الحاق الهزيمة بالثورة و بالتالي خرجت الجمهورية الاسلامية اكثر قوة و ثباتاً .
و اضاف آية الله الاراكي : عندما انتصرت الثورة الاسلامية برزت الى واجهة الاحداث على الصعيد العالمي ظاهرة جديدة غير مسبوقة شعر الغرب تجاهها بتهديد جاد وحقيقي .
و استطرد سماحته : انتصار الثورة الاسلامية في ايران أحيى الدين و أوجد توجهاً دينياً على الصعيد العالمي ، و بذلك بدأت التيارات الدينية تجربة مرحلة جديدة من حياتها ، حيث لفتت الثورة الاسلامية الانظار الى اهمية الدين و مكانته في الحياة .
و لفت آية الله الاراكي : قبل انتصار الثورة الاسلامية كان المسلمون في الغرب يعانون من الاقصاء كأقلية مهمشة و يفتقدون الى الاحساس بالهوية ، كما أن المساجد كانت محدودة في اوروبا الى حد كبير . و لكن بعد انتصار الثورة الاسلامية اجتاح التوجه الاسلامي الغرب و فرض وجوده في كل مكان ،و شهد تشييد المساجد نمواً متسارعاً ملفتاً .
و اردف قائلاً : لم يعد الاسلام عدواَ و لا يتطلع الى محاربة الثقافات . عندما يجد الاسلام موطىء قدم له في مجتمع ما لن يحاول حذف أو اقصاء ثقافات ذلك المجتمع ، بل يصبح مدعاة لنمو و ازدهار تلك الثقافات ، غير أن الحضارة الغربية بطبيعتها عدائية ، إذ انها بمجرد ان تدخل مجتمع ما تبذل كل ما في وسعها للقضاء على ثقافة ذلك المجتمع .
و تابع آية الله الاراكي : أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ما بعد الحرب ، و هي مرحلة في غاية الاهمية ، لأنها المرحلة التي حرصت فيها الثورة الاسلامية على الترويج لرسائل الحرية و مقارعة الاستكبار و الدعوة لتحرر الشعوب . و في ضوء ذلك حاول الاعداء خلق تيارات سياسية متعددة داخل الثورة الاسلامية و محاولة جرّها للعمل بما يصب في المصالح الغربية ، و بالتالي حرف توجهات و اهتمامات الشباب في العالم الاسلامية ، الذين ضاقوا ذرعاً باساليب الاستكبار و الاستبداد ، و اضحت الثورة الاسلامية في ايران موضع اهتمامهم و باتت هدفهم و مبتغاهم ، و لهذا برزت الى مسرح الاحداث في هذه المرحلة تيارات و تنظيمات نظير القاعدة و طالبان ، استهدفت تحجيم دور الثورة الاسلامية و الحد من نفوذها و انحصار تأثيرها داخل الاراضي الايرانية فحسب .
و اضاف سماحته : خلال هذه المرحلة تمحورت محاولات الاعداء حول تحقيق هدفين ، الاول محاولة حرف و مصادرة التحرك العالمي الذي يصب لصالح الثورة الاسلامية و يؤيد توجهات و تطلعات الجمهورية الاسلامية . و الثاني محاولة تدنيس صورة و سمعة التيارات الاسلامية بانتهاكات و ممارسات تدفع المجتمعات الاوروبية الى استهجانها و النفور منها ، و بالتالي الحد من انتشار الاسلام في الغرب .
و رأى آية الله الاراكي المرحلة الثالثة تتمثل في المرحلة التي اعقبت سقوط النظام الصدامي ، موضحاً : لم يكن سقوط صدام حسين مجرد حدث سياسي عابر ، و إنما كان بمثابة ظهور قوة مناصرة الثورة الاسلامية في العراق . لقد شكّل سقوط صدام بداية لمرحلة جديدة ، حيث استطاعت التيارات الاسلامية المؤيدة للثورة الاسلامية أن تتسلم مقاليد السلطة في العراق ، و كان ذلك بمثابة الكارثة بالنسبة لاميركا و بريطانيا و الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي ، التي حاولت بكل الوسائل و السبل القضاء على الثورة الاسلامية في ايران .
و اوضح آية الله الاراكي : في هذه المرحلة عمل الاعداء على إذكاء الفتن المذهبية و تأجيج النعرات الطائفية في المنطقة ، و تحريض الشيعة ضد السنة و السنة ضد الشيعة ، و كان ذلك منطلقاً لتحركات التيارات التكفيري و الترويج للدعايات المغرضة في العديد من البلدان الاسلامية بدعم و مساندة مشايخ الوهابية ، من أن الشيعة يقتلون السنة في العراق ، و بالتالي محاولة تعبئة الرأي العام الاسلامي ضد الشيعة . و في المقابل عملوا على ايجاد تيارات متطرفة داخل الاوساط الشيعية ، و محاولة هذه التيارات الاساءة الى مقدسات اهل السنة و الجماعة بواسطة القنوات الفضائية التي وضعت تحت تصرفها ، و عن هذا الطريق تحشيد السنة أكثر فاكثر ضد الشيعة ، و بالتالي تفجير حرب مذهبية شرسة تأتي على الأخضر و اليابس في المنطقة بأسرها .
و تابع سماحته : اما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الصحوة الاسلامية التي عمت العالم الاسلامي ، و حاول الاعداء استغلالها لتفجير الاضطرابات و خلق الازمة في سوريا .
و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : العالم الاسلامي يقف اليوم على اعتاب مرحلة جديد ، مرحلة تتمحور حول هزيمة التيارات التكفيرية . و كما هو واضح أن ثمة توجهاً جديداً من التقارب و التعاضد و الصمود و الثبات يتشكل معالمه في مواجهة التيارات التكفيرية و التصدي لها على صعيد العالم الاسلامي . و لاشك ان هذه المرحلة تعد الانطلاقة لهزيمة التيارات التكفيرية و الطائفية على صعيد العالم الاسلامي ، و أننا نشهد اليوم عن كثب معالم انطلاق هذه المرحلة . و ما يذكر في هذا الصدد - على سبيل المثال - أن شيخ الازهر كان قد اعلن في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في غروزني مؤخراً ، أن الوهابية ليست من المذاهب الاسلامية . و كذلك اعلان شيخ الازهر خلال زيارته لأندونيسيا ، من ان الشيعة و السنة هما بمثابة الجناحين اللذين يحلق بهما الاسلام . كل ذلك مؤشر على انطلاق مرحلة التقارب و التعاضد في العالم الاسلامي .
.......
انتهى / 278
المصدر : موقع وكالة أنباء التقريب
الأربعاء
٤ يناير ٢٠١٧
١٢:١٩:٠٦ م
802660
آية الله الاراكي: هزيمة التيارات التكفيرية و الطائفية في العالم الاسلامي قد بدأت بالفعل
أوضح عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله محسن الاراكي، أننا نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة ، لافتاً الى انطلاق موجة جديدة من التقارب و الانسجام في العالم الاسلامي ، و أن توجهاً فاعلاً و مؤثراً في طور التبلور لمواجهة التيارات التكفيرية .