ابنا: كيري الذي زار منطقة الشرق الاوسط، والاراضي الفلسطينية المحتلة اكثر من 25 مرة منذ توليه منصبه، اتهم کیان الاحتذل الاسراظیلی ببذل جهود كبيرة من اجل الاستيلاء على الاراضي في الضفة الغربية، وانها لا تؤمن الا باقامة "اسرائيل العظمى"، وترفض كليا حل الدولتين، واقامت اكثر من مئة حاجز جعلت حياة الفلسطينيين جحيما تحت الاحتلال.
كلام مهم وقوي يعبر عن الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي دون رتوش او مبالغات، وبلغة واضحة قوية، ولكن لماذا لم يقل كيري ورئيسه باراك اوباما هذا الكلام على مدى الثمانية سنوات الماضية من فترتي حكمهما، ولماذا انتظر حتى انتهت ولايتهما، وقبل 25 يوما من مغادرتهما السلطة؟
ادارة اوباما ووزير خارجيتها دون كيري الذي يذرف دموع التماسيح على الاوضاع المتدهورة في الارض المحتلة، ويوجه الانتقاد الاشد لدولة الاحتلال، هذه الادارة، كانت الاكثر دعما لهذه الدولة، ماليا وعسكريا وسياسيا، ولم تقدم للشعب الفلسطيني غير المطالبات بالصبر والمزيد من الاعتدال، والابتعاد عن العنف ومقاومة الاحتلال، واعتراف بـ"اسرائيل دولة يهودية"، وهم الذين يمثلون امیركا العلمانية التي لا تعترف بكل اشكال العنصرية الدينية، والهوية الطائفية، والتمييز الديني او المذهبي.
الرئيس اوباما الذي تعرض لاهانات مخجلة من قبل نتنياهو، ادار الخد الايسر للاخير وصفعاته، عندما قدم لحكومته 38 مليار دولار كإعانات مالية وعسكرية على مدى عشر سنوات، وهي الاضخم في تاريخ العلاقات بين البلدين، مثلما زودها بطائرات اف 35 الاحدث في الترسانة الامیركية التي كانت محصورة في الجيش الامیركي فقط، ولم تقدم الى اي دولة حليفة اخرى لامیركا، بما فيها المملكة العربية السعودية.
لا نريد هذا الكلام المعسول، فاقد القيمة، من وزير خارجية امیركي يحزم حقائبه للرحيل، ولو كانوا يؤمنون به، ويتعاطفون مع الحق، ويطبقون القيم الامیركية ويحترمونها، لقالوا هذا الكلام قبل ثماني او ست سنوات، او حتى قبل عام من انتهاء ولايتهم، ولذهبوا الى الامم المتحدة ومجلس امنها مبكرا لاصدار القرار الاخير الذي طالب بوقف فوري للاستيطان، طالما انهم قادرين على ذلك، مثلما شاهدنا قبل اسبوع بأم اعيننا، وجعلوه، اي القرار، تحت البند السابع الملزم باستخدام القوة لفرضه على کیان الاحتلال الاسرائيلي في حال عدم التزامه به.
لن ننخدع في هذه الصحيفة "راي اليوم" بكلام كيري، ولن نصفق له، ونؤمن بأن ادارته خذلت الشعب الفلسطيني، وتخلت عن كل تعهداتها له بفرض حل الدولتين، وفرض عقوبات اقتصادية عليه لانها قوضته من كل مضامينه، وصمتت على نهب معظم اراضي الضفة الغربية والقدس المحتلين، وشنت حروب دموية بغطاء ودعم اميركيين على العُزل في قطاع غزة، مرتكبة جرائم حرب ضد الانسانية، وظل جون كيري وادارته يبررونها بانها جاءت، اي الحروب على القطاع، من اجل الدفاع عن النفس.
بعد هذا الكلام الخالي من اي قيمة حقيقة، سنجد جون كيري غدا ضيفا عزيزا على الحكومات العربية، ويفرش له السجاد الاحمر كبطل مؤيد للحقوق العربية، واكثر وزراء الخارجية انتقادا لدولة الاحتلال.. والايام بيننا.
..................
انتهى/185