ابنا: اكد عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، أننا متى ما عملنا بالاسلام استطعنا ان نحقق نجاحات باهرة ، لافتاً الى أن معاناة المجتمع اليوم تكمن في " ضعف التدين " و ليس في المشكلات الاقتصادية ، فإذا ما اوجدنا حلولاً لهذه المشكلة فأن بوسع اقتصادنا أن يتعافى و ينمو و يزدهر .
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها آية الله الشيخ محسن الاراكي في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب المؤتلفة الاسلامي في العشرة الاخيرة من شهر صفر ، لافتاً الى علاقة المجتمع الاسلامي بالرسول الاكرم (ص) و أهل البيت (ع) بالقول : أن مودة ذوي القربى و محبة اهل البيت في مجتمعنا ينظر اليها بمثابة التزام ادبي ، دون الخوض في مضامينها و تحليلها كما ينبغي .
و أضاف سماحته : اذا ما تم تحليل مضامين هذا الامر الهام بشكل سليم ، سوف تتضح المسؤوليات الدينية الملقاة على عاتق ابناء الشعب. فلابد من وعي ابعاد الرسالة التي عمل الرسول الاكرم (ص) على ادائها بالنسبة للمجتمع الانساني .
و استطرد آية الله الاراكي : الامر لا يقتصر على أن النبي (ص) جاء و دعا الناس الى الخير و الصلاح و من ثم رحل عن هذه الدنيا ، و بعد ذلك حاولت عدة اتباع سيرته (ص) و اخرى لم تفعل ذلك ، بل أن الموضوع اكبر و أهم و أسمى من ذلك بكثير .
و تابع سماحته : كل مجتمع - سواء المسلم و غير المسلم - عندما يصبح مجتمعاً واحداً ، يكون جميع افراده شركاء في الافراح و الاحزان ، و تكون المبادىء و القيم التي يهتم بها و يحرص عليها واحدة . أي أن افراد المجتمع الواحد يجب أن يكونوا متساوين فيما يحبون و يكرهون .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر يشكلان الضمانة لصيانة هوية المجتمع الاسلامي ، موضحاً : المجتمع الذي يتمتع بالهوية هو الذي تصان مبادئه و قيمه على ايدي ابنائه . و أن صيانة قيم المجتمع تعني أن يكون لديه موقفاً مناهضاً تجاه المفاسد و الانحرافات .
و أشار آية الله الاراكي : أن احد اسوأ السلوكيات التي ظهرت بعد انتصار الثورة الاسلامية في عهد احدى الحكومات ، هو ان بعض المسؤولين البارزين قام بتكريم متهم ادين من قبل المحكمة الاسلامية ، و كان ذلك عملاً خطيراً للغاية . ذلك أنه اذا ما اريد الاساءة الى مبادىء و قيم مجتمع ما ، فأنه ليس بالامكان القيام بعمل مؤثر أكثر من هذا .
و أضاف سماحته : حتى لو افترضنا ان السلطة القضائية حكمت خطأ على شخص ما ، فأنه لا يحق لمسؤولين رفيع تكريم الشخص المدان من قبل القضاء و تشجيعه للوقوف في مواجهة الجهاز القضائي .
و مضى آية الله الاراكي يقول : اذا ما اردنا أن يحترم افراد المجتمع المبادىء و القيم ، لابد من صيانة حرمة هذه المبادىء و القيم . فلا يحق لنا دعم و مساندة متهم اعتبره الجهاز القضائي مذنباً و مداناً .
و أوضح سماحته : أن التوجهات و التطلعات المتناغمة و المنسجمة توحّد المجتمع . فاذا ما قدّم قائد ما نفسه للمجتمع و قبله افراد المجتمع و اتبعوه ، عندها يتشكل المجتمع الواحد .
و تابع عضو مجلس خبراء القيادة : الارادة الفولاذية لمجتمع ما ، بوسعها تعزيز التلاحم بين ارادات الجمع و تبديل المجتمع الى مجتمع واحد . . الامام الخميني (قدس سره) كان يمتلك ارادة حديدية و استطاع أن يوحّد المجتمع . لقد استطاع الامام بارادته أن يرتقي بالمجتمع الى درجة من القوة و العزيمة تمكّنه من اسقاط اكبر قوة في المنطقة بشعار الموت للشاه .
و لفت آية الله الاراكي : أن اطلاق شعارات الموت لأميركا دفع الرؤساء الاميركيين على الدوام للتعبير عن أسفهم و امتعاضهم لترديد هذا الشعار . فاذا كان المجتمع الايراني مجتمعاً موحّداً و صلباً ، و يهتف بصوت واحد الموت لأميركا ، فمن الطبيعي ان يؤثر في المجتمعات الاخرى و يشجعها لضمّ صوتها الى صوته . و مما يذكر ان التظاهرات التي يشهدها الداخل الاميركي اليوم تعج بشعارات الموت لأميركا العنصرية ، و هذا يعني أن مثل هذا الشعار يعتبراً مؤثراً .
......
انتهى / 278
المصدر : موقع وكالة أنباء التقريب
الخميس
٢٤ نوفمبر ٢٠١٦
٦:٠٧:٠١ ص
793880
آية الله الاراكي: الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الضمانة لصيانة هوية المجتمع الاسلامي
اكد عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، أننا متى ما عملنا بالاسلام استطعنا ان نحقق نجاحات باهرة ، لافتاً الى أن معاناة المجتمع اليوم تكمن في " ضعف التدين " و ليس في المشكلات الاقتصادية ، فإذا ما اوجدنا حلولاً لهذه المشكلة فأن بوسع اقتصادنا أن يتعافى و ينمو و يزدهر .