ابنا: شهدت محافظة كربلاء المقدسة، منذ صباح أمس السبت، توجه العديد من المواكب الحسينية صوب العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين لاحياء اليوم الثالث عشر من محرم الحرام ذكرى دفن الأجساد الطاهرة للامام الحسين عليه السلام واصحابه وال بيته النجباء سلام الله عليهم اجمعين بعد واقعة الطف الاليمة.
وقال المتحدث بإسم العتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي، في حديث لوكالة نون الخبرية، إن"التنسيق العالي بين عتبات كربلاء المقدسة والأجهزة الأمنية في المدينة أثمر عن نجاح مراسم إحياء اليوم الثالث لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) من دون حدوث أي خرق امني".
وأضاف الشامي، ان "تدفق المعزين استمر من بعد صلاة الظهرين ولمدة ثلاث ساعات حيث وفدت نساء عشيرة بني أسد أعقبها توافد عشائر بني اسد وباقي العشائر العراقية".
من جهته اكد رئيس قسم الشعائر الحسينية، رياض نعمة السلمان، خلال حديثه لوكالة نون الخبرية، إن "هذا العزاء يعتبر من العزاءات التاريخية التي تقوم بها نساء قبيلة بني اسد وتساندها نسوة القبائل العربية الاخرى التي تقطن محافظة كربلاء المقدسة".
واضاف السلمان، ان "هذا اليوم شهد مسير اكثر من (60) موكبا للعشائر العربية في كربلاء انطلق اولها بعد صلاة الظهر ابتداء من منطقة حي الاصلاح مقابل مرقد السيد جودة (2.5كم) عن مركز المدينة مرورا بشارع قبلة الامام الحسين (عليه السلام) دخولا للصحن الحسيني الشريف ثم الى منطقة بين الحرمين وانتهت في الصحن العباسي المطهر".
ويعتبر عزاء قبيلة بني أسد العربية من الأعراف المتوارثة ونوع من تقليد مثل ثقافة حضارة امتدت منذ شهادة الامام الحسين (عليه السلام)، إلى يومنا هذا، فقد ذكرت الوقائع التاريخية انه في اليوم الثالث من شهادة الامام الحسين وآل بيته (عليهم السلام)، حضر الطف يومها مجموعة من نساء بني أسد فرأين الجثث المقطعة والمتروكة بلا دفن ولا رؤوس في منظر مهيب ينبأ بأكبر فاجعة عرفتها البشرية عبر التأريخ.
نساء بني أسد رجعن يستنهضن الرجال لواجب شرعي وإنساني يتمثل بدفن الجثث الطاهرة، فتوجه بني أسد حاملين أدوات الدفن معهم إلى حيث الواقعة وعندها وقفوا حيارى تجاه الأجساد التي لفحتها شمس كربلاء فلا يعرفون لمن هذه الجثة أو تلك فالرؤوس مقطعوه وغير موجودة في ذلك الوقت، حضر الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وعرفهم بنفسه وطلب منهم الإعانة أن يواروا الجثث الثرى وهكذا فعلوا وشاركوا الإمام (عليه السلام)، فكانت لهم هذه الميزة التاريخية.
ومنذ ذلك الوقت اعتاد بني أسد وتعارفوا على الحضور عند قبر الحسين (عليه السلام)، في يوم شهادته حاملين معهم ما حمل أجدادهم من أدوات الحفر والدفن.
فقد كان هذا العزاء ولغاية سنوات قريبة يمثل خروج هذه القبيلة التي تشرفت بدفن الامام وخدمة مرقده الشريف لقرون الا ان السنوات العشر الماضية شهد هذا العزاء مشاركة العشرات من قبائل الفرات الاوسط ليتوسع بالشكل الحالي.
................
انتهى / 232