ابنا: طوفان بشري كبير اجتاح شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت ملتحفًا بالسواد عزاء بأبي عبد الله الحسين (ع) وحزنا على مصابه في كربلاء. الشوارع والأزقة في الضاحية غصت بالجموع المفجوعة. ولفت الرايات السوداء أحياءها وشوارعها وتهيأت لاحتضان عشاق الحسين (ع) الباكين لمصابهم والمواسين لآل البيت عليهم السلام.
المحبون افترشوا الطرقات منذ ساعات الصباح الاولى قبل انطلاق المصرع الحسيني، تلبّية لنداء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي دعا الى اوسع مشاركة في هذا اليوم الاليم.
جموع بشرية، اطفال وشبان وعجائز تجمعوا أمام مجمع سيد الشهداء (ع) الذي امتلأ في ساعات الفجر الاولى، مع توافد المحبين لسبط رسول الله لتجديد البيعة والولاء لسيد الشهداء.
ولم ينس محبو الامام الحسين (ع) جرح ونزف المظلومين في اليمن الجريح الذي كان للعدوان عليه وقع مدو على المسيرة التي حمل المشاركون فيها رايات اليمن وشعارات منددة بالعدوان السعودي.
وعند السابعة صباحًا افتتحت مراسم إحياء يوم العاشر من محرم، تلاها تلاوة للقرآن الكريم، وبعدها اعتلى المنبر الشيخ علي سليم ليبدأ بقراءة المصرع الحسيني، الذي أثلج قلوب الموالين، فتعالت اصوات بكاء المحبين وانهمرت دموعهم حزنا أمام المصيبة التي نزلت بآل بيت رسول الله "ص" ومع ذلك كانت القبضات مشدودة والرايات مرفوعة بكلمات العز والكرامة والاباء التي تعلمها المشاركون من ابي الفضل العباس ومن الحسين (ع). والكثيرون ممن لم يحالفهم الحظ بدخول المجمع افترشوا باحاته الخارجية وعلى ارصفة الطرقات.
وبعد الانتهاء من تلاوة المصرع سارت المسيرة الحسينية للرجال من مجمع سيد الشهداء، اوتوستراد السيد هادي نصر الله، الجاموس وانتهاء الى الساحة العاشورائية المركزية في الجاموس. أما مسيرة النساء فسارت من امام المجمع-الرويس- بئر العبد-انتهاء بالساحة العاشورائية المركزية التي خطت عليها رسومات خاصة بالمناسبة وشعارات منددة بالعدوان على الشعب اليمني.
كما كان لافتًا الاجراءات الامنية التي انعكست اطمئناناً عند الجمهور الذي كان ينتظر بلهفة حضور سماحة الأمين العام لحزب الله.
وتحت اشعة الشمس الحارقة انتظر المشاركون بلهفة لحظة الاعلان عن كلمة سماحة السيد حسن نصر الله، القلوب خافقة والعيون دامعة والقبضات مشدودة والانتظار سيد الموقف.
بعدها، اعتلى مقدم الحفل المنبر وكل الرقاب اشرأبت منتظرة الاطلالة البهية لسماحة السيد نصر الله، وبعد أن اعتلى سماحته المنبر ارتفعت قبضات المشاركين واعتلت الصرخات ملبية النداء "لبيك يا حسين" و" هيهات منا الذلة" و"الموت لآل سعود" و"كلنا يمن".
كثير من المشاركين رفعوا صور المجازر في اليمن تعبيرا عن غضبهم من العدوان السعودي وعن تضامنهم مع الشعب اليمني الشقيق، "الذي يظلم ويقتل كل يوم على يد اعتى الطغاة" بحسب الحاجة أم علي التي حملت علم اليمن تضامنا وحزنا على ما يحل بالبلد من عدوان ومجازر.
بالدموع والصوت المرتجف يقول الفتى "محمد" ان "السعودية ظالمة ودمرت اليمن وقتلت اطفاله وحرمتهم من المدارس" وان على الشعب اليمني ان يبقى يقاتل كما قاتل المجاهدون في لبنان وحرروا الجنوب".
أما علي وهو شاب عشريني لف على يده علم اليمن وحمل صورة لمظلومية الشعب اليمني فقال ان "السعودية اليوم تدق المسمار الاخير في نعشها المهترئ وان الشعب اليمني مصيره النصر الحتمي لانه شعب مظلوم وشعب لا يقف معه سوى قلة في هذا العالم".
................
انتهى / 232