ابنا: بات المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية دونالد ترامب في ورطة تهدد فرصته بالفوز بعد التصريحات البذيئة التي أدلى بها حول النساء رغم اعتذاره عنها، لكنها أثارت اشمئزاز شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، وسارعت هيلاري كلينتون إلى استثمارها لإستمالة الناخبات الأمريكيات.
صحيفة واشنطن بوست وزعت تسجيل فيديو لدونالد ترامب يعود إلى عام 2005 يتفوه فيه بكلام بذيء عن النساء وحتى المتزوجات منهن ينم عن سلوك مهين تجاههن.
والتسجيل هو لكلام يجري بين ترامب وبين أحد مقدمي البرامج تم من دون علمهما أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تلفزيوني حيث يستخدم ترامب في التسجيل كلاما فاضحا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وتقول صحيفة واشنطن بوست انها حصلت على الفيديو ولم ينف ترامب صحته.
وسعيا منه لاحتواء تداعيات تصريحاته البذيئة حول النساء، سجل ترامب شريط فيديو ووزعه على الصحافة قال فيه "كنت مخطئا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا"، مدعيا أنه تغيّر.
واضاف ترامب "قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين"، متهما الرئيس السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه "أساء فعليا معاملة نساء، وهيلاري قامت بمضايقة ضحاياه ومهاجمتهن وإهانتهن وتخويفهن"، مضيفا أن بيل كلينتون قال له "ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف".
وإثر هذه الفضيحة حاول العديد من كبار شخصيات الحزب الجمهوري ان ينأوا بسرعة بأنفسهم عن دونالد ترامب، وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب الامريكي بول ريان الذي قال انه يشعر بالإشمئزاز من الكلام الوارد في الفيديو.
وسحب ريان دعوة لترامب لزيارة ويسكونسن، وظهرت دعوات تطالب ترامب بالتنحي جانبا وإتاحة المجال للمرشح لمنصب نائب الرئيس مايك بنس ليصبح حامل لواء الحزب، وقال النائب جيسون تشافتز وهو من أشد المنتقدين لكلينتون انه يسحب تأييده لترامب.
اما رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبس فقد أدان تصريحات ترامب وحتى كيليان كونواي رئيسة حملة ترامب قالت إن التصريحات "لا تغتفر" وإنه يحتاج أن يشرح للأميركيين أنه ليس الشخص الذي كان عليه قبل 11 عاما.
ولكن كونواي حاولت التخفيف من وطأة الموقف وقالت "أن الشعب الأمريكي غفر لبيل كلينتون بعد فضيحته الجنسية، التي اتهم بسببها بالتقصير، مشيرة إلى أن ترامب لم يترشح لمنصب الرئيس في عام 2005 بل كان جزءا من عالم مختلف.
اما هيلاري كلينتون فقد استفادت من هذه الفرصة المتاحة وفضيحة ترامب وطلبت من النساء في الولايات المتحدة منع منافسها دونالد ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض بعد الكشف عن شريط الفيديو الذي أدلى فيه بتعليقات بذيئة عن المرأة وتفاخر خلاله بأفكاره المنحرفة.
وقالت كلينتون في تغريدة لها على تويتر "هذا أمر مثير للاشمئزاز، لا يمكن أن نسمح لهذا الرجل أن يصبح رئيسا". وفي تغريدة أخرى قالت "النساء لديهن القدرة على وقف ترامب".
وأظهر مسح لرويترز- إبسوس صدر قبل ثلاثة أيام في أمريكا أن كلينتون تتقدم على ترامب بخمس نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين، وهي تقريبا نفس النسبة التي تتقدم بها على ترامب منذ عدة أسابيع.
من جهة اخرى رد ترامب على دعوة بعض القادة الجمهوريين له للإنسحاب من السباق، وأكد السبت أنه لا ينوى اتخاذ هذا القرار، وقال المرشح الجمهوري في حوار مع صحيفة وول ستريت جورنال "لا يوجد أدنى احتمال للانسحاب... أنا لا أستسلم أبدا".
وإدعى ترامب أن حملته "لا تواجه أزمة"، قائلا أنه يحظى بـ"دعم هائل" وأن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون "مرشحة سيئة للغاية".
ومهما قيل فإن هذه الفرصة المتاحة أمام خصوم ترامب في داخل الحزب الجمهوري تعتبر فرصة هامة لسماع الخبر المفرح بتنحيه عن السباق الرئاسي.
لكن ما يهم هو ان هذه اللعبة التي قامت بها صحيفة واشنطن بوست لم تكن مسموحا به لولا موافقة وسماح الأيادي الخفية التابعة للجهات العليا حيث يقول بعض المحللين ان قصة إنتشار هذا الفيلم هي قصة خيالية وان هذه القضية مصطنعة من قبل واشنطن بوست وشبكة ان بي سي التلفزيونية، ويضيف هؤلاء ان الأيادي الخفية الموجودة في أوساط خصوم ترامب داخل الحزب الجمهوري أو أعدائه في الحزب الجمهوري تريد حذف ترامب عن السباق الرئاسي وهي التي تقف خلف إنتشار هذا الفيلم.
وهناك من يقول ان انتشار الفيلم هو لعبة قام بها الجمهوري مايك بينس ليصبح هو المرشح للجمهوريين بدلا عن ترامب لأنه ربما يكون الشخص الأفضل بالنسبة للجمهوريين ليحل محل هذا المرشح كثير الفضائح، والان ينتظر الامريكيون القرار الذي سيتخذه قادة الحزب الجمهوري بهذا الشأن.
................
انتهی/185