وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : موقع "بي بي سي"
الجمعة

٢٣ سبتمبر ٢٠١٦

١٠:٥٧:٣٦ ص
780900

سيدة تحارب المجاعة منفردة في اليمن + (صور)

تحاول طبيبة من مدينة الحديدة في اليمن ان تساهم في انقاذ اهل بلاده الذين يعانون من الجوع بسبب الحصار الذي تفرض السعودية على اليمن منذ 18 شهرا.

ابنا: تحاول طبيبة من مدينة الحديدة في اليمن ان تساهم في انقاذ اهل بلاده الذين يعانون من الجوع بسبب الحصار الذي تفرض السعودية على اليمن منذ 18 شهرا. حيث تقوم بتوزيع الادوية والغذاء على نفقتها الخاصة.

ونقل موقع "بي بي سي" امس الخميس، عن الطبيبة أشواق محرم قولها: أنا أشاهد نفس الوضع الذي كنت أشاهده على التلفاز عندما ضربت المجاعة الصومال. لم أتوقع أبدا أن أشاهد هذا الوضع في اليمن".



عملت أشواق لسنوات مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة، ولكن معظم تلك المنظمات ترك البلاد بعد بداية الصراع في شهر مارس/آذار عام 2015، وخفف من تبقى منها نشاطه بشكل كبير. لذا تقوم أشواق محرم الآن بتوزيع الأدوية والغذاء على نفقتها الخاصة مستخدمة سيارتها كعيادة متنقلة.

ويشكل الحصار والقذائف تهديدا مضاعفا للمرضى، وتقول اشواق محرم: "إذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد"، مضيفة "وأبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة".

واكدت محرم ان احدى حالاتها في منطقة بيت الفقيه التي كانت مزدهرة يوما ما، حيث يعاني طفل رضيع من حساسية ضد المواد التي بها لاكتوز أو سكر الحليب. ولا يزيد وزنه على وزن رضيع يبلغ ستة أشهر، فيما يبلغ 18 شهرا. مشيرة الى انها بحثت بنفسها عن هذا النوع من الحليب من قبل، ولكنها لم تجده في أي مكان.

وبعد المحاولات وجد صديق طريقة للحصول على حليب من السعودية لإنقاذ حياة الطفل عبد الرحمن وبتكلفة معقولة.



واشارت الى ان زوجها مرض بعد بداية العدوان، واصيب في التهاب بالقلب، لكن لم يجد الدواء في البلاد واضطر للسفر الى الاردن مع طفلاهما باحثين عن الامن بعد ان توقفا عن الذهاب الى المدرسة.

وأضافت محرم: "أشعر بالإجهاد كطبيبة وأم وزوجة"، مؤكدة "الأغنياء أصبحوا الآن أبناء الطبقة الوسطى، وأبناء الطبقة الوسطى أصبحوا بدورهم فقراء، أما الفقراء فيموتون جوعا".

ويعاني اليمنيون من الحصار واكثر من 3 ملايين شخص من بين 27 مليون نسمة تركوا منازلهم. وأغلقت، في نفس الوقت، قوات التحالف كل الموانيء، مانعة أي شخص من المغادرة. ليس هذا فحسب، فقد أغلقت في وجوههم أبواب العديد من البلدان التي كانت تستقبل اليمنيين بدون تأشيرة.



واحدى الحالات الاخرى شعيب، ابن الأربعة أعوام الذي اقترض جده من الجيران لكي يسافر به ويحضره إلى المستشفى. ويعاني الطفل من الإسهال والحمى، ولكن الأطباء اضطروا إلى إخبار الجد أنه ليس بوسعهم مساعدته.

حيث ن كل المضادات الحيوية الموجودة لديهم لا تعالج نوع البكتيريا الذي لديه.ومع استلقاء شعيب على السرير، أخذ جسده يبرد بمرور الوقت، ثم يمسك جده بيديه ناحبا. ليتوفي شعيب بعد ساعة. فيما يبكي الجد في صمت ويغطي جسد حفيده بشاله ويحمله إلى والدته المنتظرة في منزلهم.

جدير بالذكر، انه يوجد 20 من بين 22 محافظة على حافة المجاعة. قد يفقد اليمن جيلا بأكمله إن لم يحدث شيء، قريبا جدا، يضع حدا لمعاناتهم.

.................

انتهى/185