ابنا: أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام بأن مفاوضات الكويت استطاعت تعريف المجتمع الدولي بحجم العدوان والحصار الذي يتعرض له اليمن، وعبثية الحرب التي تشن عليه .
وكشف عبد السلام في حوار مع قناة ” المسيرة ” عن أن العدوان كان يستهدف من تلك المفاوضات انتزاع مطلب وحيد هو تسليم السلاح دون النظر إلى باقي المطالب ممثلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية ومعالجة الجانب الأمني والعسكري بشكل كامل، وأن تكون الحلول مكتملة من خلال المفاوضات.
ولفت الناطق الرسمي لأنصار الله بأن الحوار في دولة الكويت المستضيفة مع سفراء دول العالم تمكّن من تعريفهم أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون هناك حرب تحت عنوان شرعية، لأن هذا لا يبرر قتل الشعب اليمني ولا تدمير بناه التحتية .
وفيما يتعلق بسير المفاوضات في الكويت على مدى الشهرين الماضيين قال عبد السلام “تلك الفترة الماضية من المشاورات، لقد استطاع الوفد الوطني الذي مثل الوطن بكل ما تعنيه الكلمة، بمعاناته بجراحه، بآلامه، استطاع الوفد الوطني أن يفند أطروحات المرتزقة ومن يقف معهم، واستطعنا بعون الله، أن نوضح الصورة للمجتمع الدولي سواء فيما يخص الحصار الظالم والغاشم أو فيما يخص استمرار العدوان، أو فيما يخص الحلول السياسية أو عبثية هذه الحرب العبثية والغير مبررة”.
وكشف عبد السلام عن أن المفاوضات لم تقتصر على تعريف المجتمع الدولي وحسب وقال ” كذلك استطعنا أن نوضح الصورة للبلد المستضيف دولة الكويت، وتعرفت أيضا على مجريات الوضع، واستطعنا أن نوجد صورة أخرى وإن لم تكن توازي مغيرات المملكة العربية السعودية لدى الأطراف الدولية “.
ولفت إلى “أن الطرف الآخر ممثلا في وفد الرياض كان يريد من هذا الحوار مسألة واحدة فقط وهي مسألة الانسحابات وتسليم السلاح، لا يريد حوارا حقيقيا، لا يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، لا يريد بحث مؤسسة الرئاسة “.
وشدد عبد السلام بأن الوفد الوطني كان جاد في أن يكون الحوار جاد وشاملاً بشأن تشكيل حكومة وطنية، ومناقشة مؤسسة الرئاسة والجانب الأمني والعسكري بشكل كامل وليس بشكل مجزأ .
وحول ما يتم الحديث به عن الشرعية قال عبد السلام أن “ما يتم التغني به دائما لدى الطرف الآخر الذي يمثل وفد الرياض، لقد استطعنا أن نوضح للرأي العام العالمي وخاصة الوقائع الدبلوماسية لدى السفراء أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون هناك حرب تحت عنوان شرعية”
واسترسل الناطق الرسمي الحديث بقوله ” لأن هذا لا يبرر قتل الشعب اليمني ولا تدمير بناه التحتية، ولا قتل الناس تحت عنوان الشرعية”.
ولفت عبد السلام إلى” أن الحلول السياسية يجب أن تكون بمشاركة الجميع، ولا يجب لهذه السلطة أن تكون منفردة بالحكم، والبلد محكومة بالتوافق“.
وأشار عبد السلام إلى أنه كانت تقف أمام الوفد الوطني الكثير من العوائق سواء فيما يخص التعلل بالقرارات الدولية أو ما يخص ما تمثله المملكة العربية السعودية من ضغط على المجتمع الدولي والدول المؤثرة سواء كانت أمريكا وبريطانيا أو أي من الدول الأخرى” غير أن الناطق الرسمي لأنصار الله أكد مجددا على أن الصورة أصبحت واضحة لدى المجتمع الدولي تجاه العدوان على اليمن وقال ” نحن نلمس أن الصورة الآن أصبحت واضحة مع وجود بعض العوائق”.
واعتبر عبد السلام أن إجازة العيد أتت لتفرض علينا وقتا مؤقتا وعودة المشاورات بعد كذا أيام، وتمنى أن نستمر الجهود وأن تتضح الرؤية وأن نقوم بمسؤوليتنا كما كانت في تقديم الحلول المنصفة والعادلة ويتحمل الطرف الآخر المسؤولية”.
وفي رده على سؤال بخصوص الحديثِ عن الحلِّ السياسيِّ، مع أن تحشيداتِ العدوانِ ومرتزقتِهِ لا تزالُ جاريةً :قال الناطق الرسمي “هذا المسار بالتأكيد كان حاضرا بقوة في كل مشاوراتنا وربما حتى مشاوراتنا اليومية، وكنا نسلم المبعوث رسالة يومية من لجنة التهدئة والتنسيق الوطنية التي كانت ترصد الخروق أولا بأول ” وأضاف “لكن ما نلمسه نحن هو الضغط على الطرف الآخر ولذلك نحن نحاول أن نوجد صور أخرى لتسهيل عمل اللجان الميدانية، لأن اللجان الميدانية التي يمثلها الطرف الآخر لا يريدون وقف الحرب “.
واعتبر عبد السلام ” أن إيقاف الحرب بالنسبة للطرف الآخر يعني انه مشاريعهم ستنتهي سواء المادية والسياسية وسيكون هو الخاسر الأكبر” .
وقال مسترسلا في تعرية موقف العدوان من الحرب “نحن الآن نسعى لأن يتم عمل اللجان، وبالتأكيد هذا التصعيد وهذه الحشود التي أصبحت معروفة للجميع هذا أمر يخالف كل الاتفاقات التي تمت، سواء التفاهمات التي تمت مع السعودية، أو اتفاق وقف الأعمال العسكرية الذي حصل في 10 أبريل وما جرى بعدها من مشاورات في الكويت”.
وشدد على أن كل تلك الأعمال تمثل خرق واضح ولهذا نحن نهيب بالجيش، والأمن واللجان الشعبية لأن يكونوا بمستوى اليقظة في مواجهة أي تحدي أو خرق، فهذا أمر لا نحتاج فيه لنقاش”.
واعتبر الناطق الرسمي عبد السلام “بأن أي عدوان يأتي يجب أن يكون له ردع وأن يكون له رد، مشيرا الى أنه يتم التوضيح للرأي الدولي خاصة الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية الفاعلة ما يجري من تحشيد “.
وأوضح عبد السلام “أن هناك نوايا للعدوان واتضحت الصورة في الأيام الأخيرة من مشاورات الكويت بأن هناك تصعيد، وتحشيد وأن هناك من لا يريد السلام وهو الطرف الذي يمثله وفد الرياض ومن يقف معهم”.
وبخصوص الفترة المتبقية لاستئناف المفاوضات في الكويت وما يمكن أن يتوقع من حلول عقب انتهاء الجولة الأولى للمفاوضات قال عبد السلام “نحن نعتقد أننا لم نخسر شيء، الجيش واللجان الشعبية في أماكنهم يقومون بدورهم وواجبهم، ولهذا نحن لم نذهب على أساس أن نجعل للطرف الآخر أي دور فاعل لاستمرار العدوان على حساب بلدنا ” وأضاف عبد السلام ” ولا حتى في التحرك الميداني، نحن عندنا نتحرك في طريق المفاوضات والمشاورات في سبيل إثبات الحجة، وإيضاح الصورة لمن لم تتضح له الصورة ويدعي أن الصورة ليست واضحة لديه”.
وعوّل عبد السلام على عملية تفعيل اللجان الميدانية قائلا ” تفعيل عمل اللجان الميدانية طالما هناك من يطلب أن يكون لجان وأن يكون هناك مراقبة فنحن سنتحرك، وإذا أرادوا أن يستمروا في عدوانهم فإن الجيش واللجان الشعبية والشعب والأمن سيكونون لهم بالمرصاد”.
وأهاب عبد السلام بيقضة الجيش واللجان الشعبية في التصدى للعدوان الغاشم وقال “وإذا ما تحدثنا عن هذه الفترة من مفاوضات الكويت لقد كان يقظة الجيش واللجان الشعبية من أفضل اليقظة التي حصلت في المشاورات السابقة “.
ولفت إلى أن هذه اليقظة دليل وعي كامل وثابت على أساس أن مسار المفاوضات يجب أن يوجد حلا سلميا لا أن يوجد فرصة للتصعيد.
ودعا عبدالسلام الى استمرار النقاشات الداعية الي السلام وقال “هذا الذي نحن نطمح إليه أن نستمر في نقاشاتنا السياسية في الاستجابة لأي دعوة من الدعاة السلام ولتفعل اللجان الميدانية “.
وأضاف نحن الآن عبر طريقة تحديث لعمل اللجان الميدانية بنزول لجنة التهدئة والتنسيق إلى الميدان فإن ثبتت فاعلية هذه اللجان فهذا الذي نريد، وإذا لم تثبت فالجيش والشعب هو الذي سيكون بمستوى اليقظة والحذر في مواجهة أي تحدي، نحن نواجه عدوان ظالم وغاشم لا مبرر له وسنستمر في مواجهته بالتأكيد”.
وفي إجابته عن بروز دور اللجان الميدانية في ظل الحديث عنها ونقلها الى ظهران الجنوب والقيمة الفعلية لنقلها قال عبد السلام “نحن نرى أن نزول لجنة التهدئة والتنسيق خطوة فاعلة، على أساس ألّا يبقوا في الكويت، بدلا من بقائهم في الكويت، ثم تكون لجنة التهدئة والتنسيق في ظهران الجنوب قريبة من لجان التنسيق بمحافظة صعده للقرب من الوضع العسكري ومن أماكن العمليات العسكرية وكذلك للقرب من لدى الطرف السعودي الذي هو يمثل الطرف الأول المعتدي على اليمن “.
ولفت إلى أن بقية الأطراف لا تمثل أي قيمة أو رقم ولا بيدهم شيء، نحن كنا نتحدث مع لجنة التهدئة والتنسيق التي تمثل وفد المرتزقة هناك، نقول هناك غارات جوية يقولون ليس بيدنا، هم ليس بيدهم شيء، نحن نرى أن لجنة التهدئة والتنسيق الوطنية يجب أن تكون على تواصل مباشر بالطرف المعتدي لإيقاف أي عمليات عسكرية “.
واسترسل قائلا “أو على الأقل لنسقط الحجة التي يريد أن يتبجح بها أمام المجتمع الدولي أنه لا يعلم ذلك أو أن لديه معلومات تحشيد أو ما شابه ذلك، ثم القرب من مسرح العمليات سيسمح للجنة التهدئة والتنسيق أن تزور أكثر من محافظة يمنية وأن تزور أكثر من جبهة عسكرية للتأكد من وجود هذه الغارات “
ولفت الناطق الرسمي في حديثه إلى أن الأمم المتحدة لديها فريق من المراقبين موجودين في هذه اللجان، وهم عليهم على الأقل أن يقوموا بدورهم في هذا الإطار، ثم هذا سيمهد للوصول إلى آلية إن كان هناك جدية لتفعيل وقف إطلاق النار بشكل ثابت وجاد”.
وشدد على أن ” المسألة بكلها هي عسكرية وأمنية، ومتعلقة بوقف الحرب والحصار وإزالة هذه القيود الاقتصادية، وفي هذا النشاط يجب أن يكون هناك تواصل مباشر لأطراف الصراع، وأن يكون هناك نزول ميداني في ساحة الحرب”.
وفيما يتعلق بتقديم النظام السعودي نفسه كوسيط والتنصل من قيادته للعدوان والحصار، قال عبد السلام “نحن لا يعنينا ماذا يريد النظام السعودي أن يقدم نفسه، نحن عندما نتحدث عن السعودية كبلد مجاور وشعب عربي مسلم، نتحدث من وقائعنا الثابتة والصحيحة، ولا تنسى أن السيد عبد الملك الحوثي في أكثر من خطاب قبل الثورة وما بعد الثورة وقبل الحرب كان يدعو دول الجوار وعلى رأسها السعودية إلى التنبه وإلى أن يمدوا يد السلام، وأن تتنبه بأن لا تقوم بأي عدوان عسكري على الشعب اليمني.
وأضاف ” فلا مشكلة لدنيا مع أي بلد عربي، مجاور، عربي مسلم، مشكلتنا هي مع الطغيان الأمريكي، مع الاستكبار الامريكي ومن يقف معهم أو يعمل معهم “.
وأوضح عبد السلام إلى أن هذا أمر واضح وقد كنا في السعودية قبل الحرب وذهبنا على أساس نحن ندرك ان هناك من يحاول أن يثير لديها مخاوف من أي نوع سواء من عمل الثورة او من اكتساحها للساحة الشعبية او من وجود دولة ذات استقرار وذات قرار سيادي شامل.
وخلص إلى القول بخصوص الموقف السعودي “لهذا نحن نعتقد الآن المملكة العربية السعودية تقدم نفسها بما تشاء وما زالت تعتدي على بلدنا في أي غارة أو في أي طلقة أو في أي حصار أو في أي امتهان لمواطن يمني في أي مطار من مطارات العالم، ستظل عدوا لدودا لهذا الشعب ولن يتحدث أحد بعكس ذلك”.
وفيما يتعلق بمواجهة داعش وقيامها بأعمال إجرامية في مختلف الدول وآخرها ماوقع من تفجير في الحرم النبوي قال عبد السلام “نحن نعبر عن استنكارنا الكامل لكل التفجيرات الإجرامية التي تحصل بحق المدنيين والأبرياء سواء ما حصل في تركيا وما حصل من تفجير إجرامي بشع في العراق وما حصل مؤخرا في القصيم وما سمعنا قبل دقائق في المدينة المنورة “.
وقال ” هذا الفكر الداعشي والمتطرف الذي يمثل القاعدة وداعش هو نفسه ما يتحرك في اليمن وما يتحرك ويعيث فسادا في المنطقة، وهو ما يجري بغطاء تحت عناوين أخرى يدعم بشكل أو بآخر من هذه القوى.
وتساءل عبد السلام بخصوص جرائم داعش قائلا من الذي يدعم داعش والقاعدة في اليمن؟ إنه النظام السعودي ومن يقف معه من الأمريكان، من الذي يدعم القاعدة وداعش في سوريا؟ من الذي يدعم القاعدة وداعش في ليبيا؟ من الذي يدعم هذا المجموعات الإجرامية في أي مكان؟
وقال هذا أمر طبيعي ونحن نعتقد أن الغرب سيجعل من الصراع التكفيري الذي يمثله القاعدة وداعش وسيلة لضرب هذه الأمة في مقوماتها ".
وأضاف "نحن نستنكر هذه التفجيرات الإجرامية، ونحن نعتقد أن السعودية عاجلا أم آجلا ستدرك أنها بشكل أو بآخر تتحرك مع المشروع الأمريكي لخدمة المشروع الأمريكي والصهيوني وليس لخدمة الطموح أو لخدمة المشروع السعودي.
وقال عبد السلام الناطق الرسمي لأنصار الله نحن نعتقد أن ما يجري لاستهداف مكة أو المدينة أو أي بقعة أو مسجد في أقصى الأرض أو في مغاربها هو استهداف للإسلام بكل قيمه ومعانيه الجميلة بكل معانيه الأصيلة المتمثلة في المنهج القويم الذي يمثله القرآن الكريم وما يمثله من قيم وحضارة معروفة" .
وخلص إلى القول "من الذي يستهدف هؤلاء المسلمين ويشوه سمعتهم حتى خارج الأراضي العربية والإسلامية، هم هؤلاء العناصر الذين هم بشكل أو بآخر للأسف يتلقون دعما من هذه الأنظمة الموجودة في هذه البلدان”.
...................
انتهى / 232
المصدر : المسيرة
الثلاثاء
٥ يوليو ٢٠١٦
٧:٥٣:٣٧ ص
764238
أنصار الله تؤكد ان مفاوضات الكويت كشفت للمجتمع للدولي حجم العدوان الغاشم على اليمن
أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام بأن مفاوضات الكويت استطاعت تعريف المجتمع الدولي بحجم العدوان والحصار الذي يتعرض له اليمن، وعبثية الحرب التي تشن عليه .