وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا - أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بياناً، وذلك على أعتاب يوم القدس العالمي داعياً المسلمين في العالم للمشاركة وإحياء هذا اليوم العظيم.
واعتبر المجمع يوم القدس رمز الوحدة والتعاطف بين المسلمين واحرار العالم، وهو من إبداعات الإمام الخميني (ره) .
النص الكامل للبيان على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...) (سورة المائدة / الآية 82)
إن يوم القدس العالمي هو رمز الوحدة والتعاطف بين المسلمين والأحرار في العالم، ويهتف بشعار الحرية للشعب الفلسطيني المظلوم، كما ويبث صدى صوت الكراهية العامة ضد الاستكبار العالمي، وإن من إبداعات مؤسس الثورة الإسلامية في إيران ومحيي الإسلام المحمدي الأصيل في القرن المعاصر هو تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك باسم يوم القدس العالمي، لم يكن هذا اليوم ليختص بالمسلمين والعالم الإسلامي دون غيرهم فحسب، بل يؤيده أصحاب الضمائر الحية في جميع أرجاء هذا العالم وتحت أي ديانة ومسلك، فهم يترصدون مثل هذا اليوم لدعم الشعب الفلسطيني المضطهد، وان أهم قضية في العالم الإسلامي في يومنا هذا هي وحدة جميع المسلمين بشأن القدس العزيزة، كما وأن الغرب يسعى لعرقلة هذه القضية للمسلمين، وبناءا عليه فإن اليقظة في الساحة المعقدة الحالية والابتعاد عن التفرقة من أهم ما تحتاجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن.
وكانت هذه الرسالة المنبيه للإمام الخميني (قدس سره) إلى المسلمين في رمضان سنة 1399 للهجرة قبل كل شيء تعلن عن بتر أيادي الغاصبة، وتضمن الانتصار على أهل الكفر والطغيان من خلال صحوة وتضامن جميع المسلمين في قضية فلسطين، "وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا"، وعليه فإن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت وما زالت تبطل حسابات المستكبرين الغاصبين لأراضي وبلدان المسلمين، كما وأنها لم تجعل إسرائيل تتهنأ في حلمها للاحتلال وسيطرتها في ما تزعم "من النيل إلى الفرات".
فإنّا لسنين طوال، نشاهد هذا الكيان الصهيوني الغاصب الإجرامي قد عشش في إحدى أهم مراكز الإسلامية، وقد حول القدس التي كانت القبلة الأولى لعباد الرحمن - باتت اليوم وعبر الخطط المشؤومة لمحتالي العالم – إلى محل يصول ويجول فيه الصهاينة الظلمة، وإن المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، من قتل النساء والأطفال العزّل، فهي وصمة عار ختمت بها جبهة هؤلاء المجرمين الغاصبين حتى قيام يوم الدين.
وقد يستقبل العالم الإسلامي هذا العام "يوم القدس" وهو يعيش مشاكل ومصائب جديدة موجه إليه من قبل المستكبرين في العالم؛ فالاحتلال الغاصب ما زال يستمر في غصبه للأراضي المقدسة في فلسطين، ويصرّ على ارتكابه للجرائم بحق الشعب المظلوم الفلسطيني، ومن جهة أخرى فإن الإرهاب التكفيري أخذ مأخذه من أبناء الأمة الإسلامية في مجازره في العراق وسوريا واليمن وباكستان، حتى أن نطاق التفجيرات الانتحارية وصلت إلى مناطق آمنة كتركيا وقسم من أروبا.
وتمر علينا هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، ولكن ـ للأسف ـ إننا نشاهد أن الشعب اليمني يعيش أيام مريرة وصعبة تحت قصف موجه عليه من أضغان عبرية ـ عربية؛ لأنّه يتبرأ من إسرائيل والصهاينة ويهتف بشعار : الله اکبر؛ الموت لأمریکا؛ الموت لإسرائیل؛ اللعنة علی الیهود؛ و النصر للإسلام.
ومن جانب آخر إن النظام الخليفي في البحرين الذي قبل فترة قليلة علّق نشاط " جمعية الوفاق الوطني الإسلامية " باعتباره أكبر تيار سياسي بحريني، فاليوم ومن خلال غطرسته وتفرعونه بادر إلى سحب جنسية سماحة "آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم"، والذي يعتبر أحد مفاخر الأصيلة للشعب البحريني.
ومع ذلك، فإن النظام السعودي القاسي والسفاح الذي يلعب دوراً في جميع المؤامرات التي تقدم ذكرها في البلدان الإسلامية، قد قام بذرائع كيدية وتافهة بمنع حجاج إيرانيين من أداء حج الإسلام، وهذا مخالف تماماً لتعاليم الدين الحنيف، وهو صد عن سبيل الله.
وفي هذه الأيام التي يشاهد العالم فيها الصحوة الإسلامية للشعوب الحرة التى استضاءات نورها من تعاليم الثورة الإسلامية خاصة تعاليم مفجر الثورة الإسلامية، فبناء عليه يشدد المجمع العالمي لأهل البيت (ع) على المشاركة في يوم القدس العالمي، ويطالب علماء الأعلام، والشخصيات الكبيرة، والجمعيات الإسلامية في العالم الإسلامي، والمنظمات الإنسانية، والأمة بتلبية نداءات وهتافات ظلامة الشعب الفلسطيني، والنازح من شيب وشاب وأطفال ونساء، بل وحتى تنهض وتستجيب نداءات الشعوب المسلمة والمظلومة في اليمن، والبحرين، والعراق، وسوريا، وباكستان .
كما ويطالب المجمع من أعضاء الهيئة العليا والذين لديهم صلة بهم بتلبية نداء قائد الثورة الإسلامية سماحة "آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله العالي)"، أن يشاركوا في مسيرات يوم القدس العالمي مستنكرين جرائم أعداء الإسلام الفضيحة بحق المسلمين.
ومما لا شك فيه إن هذا الغضب المقدس للأمة الإسلامية وهتافات "الموت لإسرائيل" على المجرمين والغاصبين ينتهى إلى تحرير القدس العزيزة، وخلاص المظلومين من يد المستكبرين في كافة أنحاء المعمورة.
(وسَيَعلَمُ الَّذينَ ظَلَموا اَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون).
المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
23 رمضان المبارك 1437 للهجرة
..................
انتهى / 278