وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ قام النظام في البحرين بجريمة انسانية عندما سحب الجنسية عن "آية الله الشيخ عيسى قاسم"، وذلك في خطوة غير مدروسة لتأجيج الشارع البحريني .
وعلى أثر هذا القرار السخيف أصدر المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بياناً هاماً، على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحیم
«سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِين». (سورة الأعراف، آیة 146).
یعیش المسلمون شهر رمضان المبارك، وإنهم في ضيافة مباركة لهذا الشهر الكريم يقضون أيامهم ولياليهم بطاعة الله وعبادته، وما أجمل هذا الشهر في انسجام أمة الإسلام و تعاطف الناس کافة، بحیث حتی أننا نری تضامن غير المسلمين مع أتباع الدین الإسلامي الذین يهيئون الأجواء لصيام المسلمین وقيامهم.
ولكن في نفس هذه الأيام المباركة، يستمر الکیان الحاکم في البحرين ــ الذي كأنه لا يعرف من الإسلام والقرآن وتعاليم النبي الأكرم(ص) شیئاً ــ في تغطرسه وأنانيته وجرائمه، ويمارس اجراءات تسعفية ظالمة وعجيبة وغريبة بحق المؤمنين، ويأتي سلوكه بدلاً عن الرأفة والعطف بالشعب وتوفير الظروف المناسبة لقيام القائمين وصيام الصائمين.
إن النظام الخليفي قبل أيام بادر إلى تعليق نشاط "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" أكبر حزب سياسي في البحرين وبتبعه حل جمعيتين أخرى هما "الرسالة" و"التوعية"؛ واستدعاءات لعلماء الدين وأئمة الجمعة إلی المحاکم، ونشر أجواء الرعب والخوف في المساجد والمراكز الدينية، ثم اتخذ خطوات غير مسبقة بالنسبة إلى الحقوق الشرعية و الخُمس، حتی بلغ جنونه ـ اليوم الاثنین ـ وفي قرار آخر إلى ذروته!
وفي هذا القرار العجیب ان الأسرة الحاكمة في البحرين المتكبرة والمتفرعنة بغطرستها، أجازت لنفسها أن تسقط الجنسية البحرینیة عن أحد المفاخر للشعب البحرين، فسلب «سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» اليوم من حقه كمواطن بحرين، مع أن سماحته من رجال الدين الزهاد ومن الأسر المرموقة وله قاعدة شعبية كبيرة، حيث كرس وقدّم عمره المبارك لخدمات علمية ودينية وثقافية واجتماعية.
لكن النظام الخليفي وبكل وقاحة أسقط عن هذه الشخصية البارزة جنسيته باتهامات كـ : "الخروج علی واجبات المواطنة"، و"الإخلال في التعايش السلمي للشعب"، و"تعميق مفاهیم الطائفية السياسية"، و"ترسیخ الخروج علی الدستور ومؤسسات الدولة" و"شق المجتمع طائفياً" (!!) مع أن کل ذي عقل وعينين وأذنين يعلم بأن الشيخ قاسم لم يقم بإثارة فتنة أو نشر الطائفية، بل كان له الدور البارز والعظيم في سلمية احتجاجات الشعب البحریني المضطهد وإخماد لهيب الطائفية في السنوات الأخيرة.
ومن جانب آخر وجّه النظام الخليفي تهم أخرى لسماحة آية الله قاسم كـ "وكيل" لمراجع الدین العظام في الأمور الحسبية، وجمع أموال الخمس وصرفه على المستحقين، وخدماته العلمية والثقافية ـ والتي تعتبر من واجبات رجال الدين على مدى تاريخ التشيع ـ حيث اعتبره هذا الکیان الوقح "خادم مصالح أجنبية من خلال تأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية" و"القائم بتبني الثيوقراطية"، و"العامل على تقسيم المجتمع تبعاً للطائفة" وزعم النظام ان ما تقدم من تهم وأکذوبات یكفي لتجرد الشیخ قاسم من حقوقه كمواطن بحريني!
فضلاً عن "الأحكام الدينية والإسلامية" التي لم و لا يلتزم بها هذا النظام الجائر، و فضلاً عن "حق الإقليم" أو "حق المواطنة بالولادة" المعترف به دولیاً، فهناك "المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" التي تؤکد علی انه لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفاً.
فهنا سؤال يطرح نفسه للعالم؛ أسرة ليست لها صلة بالبحرين بل استولت علیه بالقهر والغلبة والدعم من الكفار کیف تتحكم بمصير الأهالي الأصليين في البلاد؟ وکیف تجيز لنفسها أن تسقط الجنسية عن أبناء الشعب؟ وتحرمهم من حق المواطنة؟ وتحكم على الأغلبية المضطهدة والمظلومة في البلد دون رضاها؟
إنّ المجمع العالمي لأهل البيت(ع) وباعتباره منظمة دولية تنتمي إلیها مئات الأعضاء من نخب وعلماء وشخصيات ومفكرين في العالم الإسلامي، يشدد في هذا المجال على ما يلي:
1. یدين المجمع بشدة مختلف المضايقات الدينية والاجتماعية والسياسية بحق الشعب البحريني المظلوم وعلمائه ومساجده وجمعيتها الدينية والسیاسیة.
2. إن على دول العالم ــ ومنها دولة البحرين ــ أن تدعم وتحمي حق المواطنة لأبناء شعبها، وان لا تجيز لها أن تفصلهم عن بلد آبائهم وأجدادهم، فمن الحقوق القانونية والمسلم بها لأي شخص هو حق المواطنة وامتلاكه لجنسية بلده؛ وأن الحكومات لا تملك المواطنین حتى تجرأ على حرمان حقوقهم وسلبها؛ بل لا بدّ ان تعتبر الحکومات نفسها خادمة للمواطنين.
3. إن إجراءات النظام البحريني الأخيرة ــ كتعلیق أنشطة منظمات المجتمع المدني، وغلق مقارها، ومضايقة العلماء، وتخريب المساجد، والاعتقالات التعسفية، وإسقاط الجنسية عن الشخصيات البارزة ــ ليست بصالح الحكومة ولا بصالح الشعب البحريني، بل تجعل الأمور تخرج من السيطرة، وتجرّ البلد إلى حرب أهلية وأزمات لا يمكن التحكم بها.
4. وإن كان واضحاً تماماً أن «حمد بن عیسی آل خليفة» ليس له إرادة مستقلة، وإنما ينفذ أوامر أسیاده من الأمريكان وآل سعود، لكنه عليه أن يتحمل مسؤولية إعلان هذا الإجراء غير القانوني والشرعي بالنسبة إلى إسقاط الجنسية عن سماحة آية الله عیسی قاسم، وما يترتب على هذه الاجراءات فعلى عاتق النظام ومرتزقته.
5. وفي الختام يطالب المجمع العالمي لأهل البيت(ع) الشخصيات ورجال الدول والمتتنفذين في مختلف البلدان، وکذلك المنظمات الدولية وحقوق الإنسان بأن يمنعوا استمرار إجراءات غير عقلائية لحكام البحرين، وذلك من خلال تسخير قابلياتهم وقدراتهم في هذا المجال.
المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
14 رمضان المبارك 1437هـ.
20 يونيو 2016 م.
...............................
انتهى / 278