ابنا: أصدر المجمع العالم لاهل البيت (ع) بمناسبة ذكرى الولادة العطرة لمنقذ البشرية الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) الذي يصادف 15 من شعبان لسنة 1437 هـ .
التعاليم التي جاء بها الأنبياء الإلهيون وبشّرت بها الكتب السماوية ترسم آفاقاً ومستقبلاً مشرقاً لمستقبل العالم ومصير البشرية، وكل الأديان تخبّر عن مصلح سيظهر في آخر الزمان يقيم حكومة عالمية واحدة على أساس العدل والحرية. في الرؤية الإسلامية، وخصوصاً في التعاليم الشيعية، سيظهر منقذ للبشرية هو أحد أحفاد رسول الإسلام (ص) ويقيم سلاماً عادلاً. هذه الرؤية الإلهية رؤية متحركة نشطة مواكبة للزمان والمكان، وانتظار ظهور المنقذ يعتبر سبب حراك ونهضة وكفاح لتأسيس نظام عالمي توحيدي صالح.
منتظرو المنقذ المصلح في هذا النظام ليسوا هم أنفسهم صالحين وحسب، بل و يعملون باتجاه تأسيس نظام عالمي قائم على العدالة والكرامة الإنسانية. والواقع أن رسالة الإسلام عالمية وخطاب المهدوية هو تكريس الحق والعدالة على المستوى العالمي. انتظار الفرج والتفاؤل حيال مستقبل العالم في الفكرة المهدوية، عامل بناء يستدعي الالتزام ويفجّر الطاقات ويصنع الثورات. فالانتظار بهذا التوصيف يعدّ أفضل العبادات ويشجع الإنسان على تسويد القيم، أي المحبة والأخلاق والتآلف والتقارب، ومحو القيم السلبية.
المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) كمؤسسة إسلامية شعبية، وباستلهامه المعارف المهدوية للذوات المقدسة لأهل البيت والأفكار العالمية الشاملة للإمام الخميني الراحل (رض)، إذ يبارك ويهنّئ سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، والأمة الإسلامية، وخصوصاً أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة حلول ذكرى الولادة السعيدة للإمام المهدي الموعود (عج) وأمل المستضعفين في العالم، يسترعي الانتباه للنقاط التالية:
1 - الاعتقاد بالمهدوية يجب أن يتمتع بمكانة مميزة على صعيد الدبلوماسية الثقافية. وعلى المؤسسات الثقافية والمدنية أن تدرس آفات وسلبيات النظام العالمي القائم على اللاعدالة، مضافاً إلى دراستها وشرحها أسس قيام نظامٍ عادل.
2 - بإقامة حوارات مستمرة مع زعماء الأديان الإلهية، يجب شرح مبدأ المهدوية، وتبيين وإشاعة القواسم المشتركة بين الأديان الإلهية في خصوص فضح ومكافحة الفكرة القائلة بأن «خلق الرعب، ونشر الفزع والخوف، وإشعال الحروب، وإفشاء انعدام الأمن في العالم هو مقدمة لظهور المنقذ العالمي»، ودراسة السبل العملية والإيجابية لتنفيذ هذه القواسم المشتركة.
3 - على العالم الإسلامي أن يضع استراتيجية الدفاع عن المهدوية لمواجهة مؤامرات الاستكبار العالمي وكذلك مرتزقته، أي الحكام المستبدين في العالم العربي بزعامة آل سعود، ويتولى الشيعة في العالم الدور الرئيسي في هذا السياق. وينبغي نقد وفضح أخطار أبعاد الفكر المنحرف لـ «التكفيريين المتظاهرين بالإسلام، والمسيحيين المتطرفين، واليهود الصهاينة» ودوافعهم السياسية في اجتماعات واحتفالات وجلسات وملتقيات دولية تقام في الأيام المهدوية، وأن توضع هذه النشاطات ضمن أولويات البرامج الثقافية - الإعلامية في العالم الإسلامي.
4 - لقد ورد خبر ظهور السيد المسيح عيسى بن مريم (ع) في زمن ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) وتعاونه معه في الثورة المهدوية العالمية، في نصوص الأحاديث الإسلامية بصراحة ووضوح، وعلى مفكّري الأديان الإبراهيمية، ومنها الإسلام والمسيحية، أن يطرحوا نظراتهم المنصفة التابعة للحق بشأن مستقبل العالم، وأن يتعاونوا بشكل مشترك في مجابهة الأخطار المذكورة التي تهدّد السلام والعدالة العالمیين.
...................
انتهى / 232
المصدر : خاص ابنا
السبت
٢١ مايو ٢٠١٦
١٢:٣٤:٣٤ م
755523
بيان المجمع العالمي لاهل البيت (ع) بمناسبة ذكرى الولادة العطرة لمنقذ البشرية (عج) في نصف شعبان
أصدر المجمع العالم لاهل البيت (ع) بمناسبة ذكرى الولادة العطرة لمنقذ البشرية الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) الذي يصادف 15 من شعبان لسنة 1437 هـ .