وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء – ابنا – انعقد احتفالات في اسطنبول تزامناً بالأعياد الشعبانية ولادة الإمام الحسين (ع) وأخيه أبي الفضل العباس (ع) والإمام السجاد (ع)، كما وشارك فيها الهيئة المبعوثة لقائد الثورة الإسلامية.
واستضافت منظمة تركيا للديانة هذه الاحتفالات وترأس الهيئة الإيرانية عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ورئيس جامعة المصطفى العالمية "حجة الإسلام والمسلمين علي رضا أعرافي" والتقى سماحته مع الأطرف الدينية التركية وبحث معهم تطورات العالم الإسلامي.
كما ورافق الهيئة الإيرانية مساعد الارتباطات الدولية لمكتب القائد الثورة الإسلامية "الدكتور مهدي مصطفوي" ومساعد المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في الشؤون الدولية " حجة الإسلام والمسلمين محمد سالار" ومساعد منظمة الثقافة والارتباطات الإسلامية السيد "عباس خامه يار" وأحد مدراء في قسم الدولي لمكتب قائد الثورة الإسلامية " حجة الإسلام والمسلمين فلاح نجاد".
بدأ الاحتفال بآيات من ذكر الحكيم ثم رحب القنصول الإيراني في مدينة اسطنبول بالضيوف، وألقى رئيس الهيئة الإيرانية سماحة الشيخ أعرافي كلمة جاء فيها:
*حوائج البشر المادية والمعنوية
وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء ـ ابنا ـ في بداية كلمته قدم الشيخ اعرافي الشكر الجزيل لرئيس منظمة تركيا للديانة "السيد مهمت جورمز" على الاستضافت.
وتطرق سماحته إلى حوائج البشر المادية والمعنوية وقال: إن الشريعية الإسلامية اهتمت لرفع حاجات البشر المادية والمعنوية في وقت واحد.
وأضاف: ما إذا اهتمت مدارس أو مجتمعات ما إلى جانب المادي وأهملت القضايا الروحانية والمعنوية لنوع البشر، فهي بذلك اضطهد البشر ، وعكس هذا الكلام صحيح أيضاً.
وتابع عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن دين الإسلام أكد على بعد العبادة والدعاء والتضرع إلى الله معتبراً أنه من حاجات البشر المعنوية، مشيراً إلى سيرة أهل البيت (ع) وتحديداً شخصية الإمام زين العابدين (ع) البارزة حيث خصص (ع) شطراً من حياته المباركة للدعاء وقدم لنا تراثاً قيماً وهي مجموعة من الأدعية "الصحيفة السجادية".
*أقسام العبادات
وردّ رئيس جامعة المصطفى العالمية (ع) عن هذا السؤال: هل جميع العبادات والأدعية على نفس المستوى؟ فقال: بناء على ورد عن الأئمة (ع) إن للعبادات والأدعية أقسام ولكل درجات.
وتابع: إن الخوف من الله هي الدرجة الأولى في العبادة ولكن هي عبادة العبيد، والثانية هي من أجل الوصول الى الجنة وهذه عبادة التجار، ولكن أفضل العبادات هي التي تنبثق من معرفة الإنسان لله ويكون الإنسان فيها شاكراً له تبارك وتعالى وهي أعلى درجات العبادة، وهذه لا من أجل الجنة ولا خوفاً من النار.
وأضاف: لو افتراضنا أنه ليس هناك لا جنة ولا النار، فعبادة الشاكرين لها قيمتها؛ لأنهم عبدوا الله شكرا له.
*عبادة الإمام السجاد (ع)
وأشار عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى نماذج من عبادة الشاكرين، وتناول عبادة الإمام السجاد (ع) من خلال رواية ورد في الكتب أن رجل كان يطوف حول البيت الحرام ليلاً فسمع في الظلمة صوت تضرع وبكاء فقطع طوافه وتوجه إليه فرأى الإمام السجاد (ع) وهو يناجي الله بتمام وجوده حتى غشي عليه؟ ثم أفاق الإمام (ع) فسأله الرجل لماذا هذا التضرع وهذه العبادة وأنت إمام ومن أهل الجنة؟ فرد الإمام : ألم أكن عبداً شكوراً، فهذه عبادة الشاكرين.
وأضاف الدكتور اعرافي أن هناك عبادة أعلى درجة من هذه الدرجات الثلاثة وهي عبادة العرفاء، والعبادة التي من أجل حب الله، فهذه عبادة المتيمين، مضيفاً ان هذه العبادة تختص بالأئمة الهدى عليهم السلام، كما أشير إليها في فقرات من دعاء كميل.
وفي ختام كلمته تحدث الشيخ اعرافي: ان رسالة احتفالنا هذا هو رسالة التي تم بثها من خلال أدعية الإمام السجاد (ع) وهي الترقي في درجات الدعاء والعبادة.
*خطة أعداء الإسلام لتقسيم الدول
وأفاد مراسل ابنا – إن عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في قسم آخر من كلمته تحدث عن أهداف زيارته، كما أشار إلى أوضاع العالم في الوقت الراهن معتبراً ان العالم الإسلامي يواجه تحديات من قبل الأعداء، وهناك خطط وضعت منها للحد من تمدد الأمة فضلا عن نواياهم في تقسم الدول الإسلامية.
وتابع: إن الأعداء في خططهم يبذلون جهودهم كي يلقوا الفتنة والعداء بين المسلمين وذلك من خلال الطائفية والقومية، كما أنهم يسعون أن يبثوا النزاعات الطائفية والحروب الدينية حتى يشوه بذلك الشريعة الإسلامية وبالتالي هناك تضعيف لقوى المقاومة للتهيئة الأرضية المناسبة لأمن الكيان الصهيوني.
*مهمة علماء إيران وتركيا الثقيلة
واعتبر رئيس جامعة المصطفى العالمية إن التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي هو على عاتق العلماء وأن ذلك أثقل بالنسبة إلى علماء إيران وتركيا.
وأضاف سماحته : إننا وتلبية للدعوة الموجهة من "البروفسور جورمز" أتينا إلى تركيا تعزيزاً للعلاقات بين الشعبين والدولتين وللحد من التحديات الموجهة، وذلك من خلال انعقاد ندوات علمية وعلمائية.
وشدد الدكتور اعرافي: إن إيران تسعى بقصارى جهدها من اجل الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية والحد من الطائفية ومن التفرقة بين المذاهب.
والجدير للذكر شارك في هذا الاحتفالات جملة من شخصيات علمائية ودينية من البلدين.
...............
انتهى / 278