وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء – ابنا ـ أقيم مجلس تأبيني بمناسبة ذكرى شهداء كارثة منى في مصلى المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بقم المقدسة، كما شارك فيه ممثل ولي الفقيه في شؤون الحج ومسؤول الحجاج الإيرانيين "الحجة الإسلام والمسلمين قاضي عسكر".
وقال "حجة الإسلام والمسلمين دركاهي" والذي كان من شهود فاجعة منى: إن "الحاج حسين قلبي حسين رضوي" الذي توفي إثر جلطة قلبية قبل فاجعة منى بأسبوع وكان الطبيب قد حذره أن يقلل من عمله، ولكنه قال السيد رضوي له: لا يمكن ذلك؛ لأن لا بد للإنسان أن يكرس عمره في خدمة الحج.
وفيما يرتبط باللواء الشهيد "الحاج أصغر فولادكر" قال سماحته: إن هذا الشهيد في توديعي إياه الأخير سألني الدعاء قائلاً أدعوا الله لي بالشهادة، وأخيراً بلغ أمنيته.
وكان مساعد الحوزات العلمية الدولي "الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور زماني" ألقى كلمة في هذا المجلس، وتطرق فيها إلى شخصية السيد الزهراء (ع)، وبيان ألقابها مشيراً إلى معنى الكوثر وأن المفسرين يذهبون بأن الكوثر نزل في حقها.
وتابع سماحته: إن السيدة الزهراء هي الخير الكثير وهي الواسطة لخلق الكائنات، وأن نورالنبي والأئمة (ع) تجلى قبل أن يخلق الله السموات والأرض.
وأشار الشيخ زماني إلى رحلته لمصر ولقاءه بطنطاوي والذي كان حينها شيخ الأزهر وقال: إن خلال زيارتي للأزهر لم يكن هناك معرفة لهذه الجامعة حول الثقافة الإيرانية، فقرأت أبيات من شعر للشيخ الطنطاوي حول فاطمة الزهراء (ع) والتي اقتبس اسم الأزهر من اسمها كما تم نشر هذه الابيات في مصر، الأمر الذي فتح لنا أبواب الثقافة المصرية.
وشدد: ان المجاهدين وأولاد الأئمة نهضوا من أجل نشر معارف أهل البيت (ع) حتى نالوا الشهادة وصاروا مصدراً للكثير من الخيرات ولهم الأثر في ذلك وأصبح مراقدهم مصدراً للهداية بعد وفاتهم.
وأشار حجة الإسلام زماني إلى شخصية الإمام الخميني (ره) ونهضته معتبراً أن السيد الإمام (ره) هز العالم وثورته من مظاهر الخير الكثير فاطمة الزهراء (ع) كما أن الثورة الإسلامية الإيرانية بمثابة ثمرة شجرة فاطمة الزهراء الطيبة ونحن الآن متنعمون ببركاتها.
وفيما يرتبط بضرورة الأمن والأمان في بيت الله الحرام قرء مساعد الحوزات العلمية آيات من القرآن وقال: للأمن معانيان: الأول الأمان على نفس الإنسان وهذا ما يبحث في الفقه، والمعنى الثاني يرتبط بالأمان في العقيدة والاعتقاد، فإذا كان في البيت الحرام أمان ، فلا بد يشمل هذا الأمان عقيدة الناس والإسلام والأفكار الدينية.
وتطرق سماحته إلى الأحداث التي شهدتها موسم الحج في السنوات الأخير قائلاً: إن مكة افتقدت هذين البعدين من الأمان أي الأمن على النفس والعقدي، فالآية التي تشير إلى أن المشركون نجس فلا يقربوا مكة ليس معناها القرب المكاني فحسب بل يقصد منها عدم سيادة الكفر والسيطرة الثقافية والسياسية عليها، ونحن اليوم نشاهد أن السعودية يحكمها السيطرة الثقافية والسياسية للشرك والمشركين.
وأكد حجة الإسلام زماني: ان الغزو الثقافي أخطر من الغزو الأرضي على البلاد، واليوم افتقد الحج أجوائه الامنية من الناحية العقدية والثقافية والسياسية، وأمست السعودية قاعدة لقرارات وخطط المشركين، ومدينة مكة باتت مركزاً لتيارات الضلال بدلاً أن تكون مصدراً للهداية والرشد، وهذا المكان الذي ينبغي أن يكون مظهراً ومصدراً للأمن والأمان بات مصدراً لأكبر إراقة دماء المسلمين.
ويذكر أن في هذا المجلس التأبيني أقيم إحياء لذكرى المرحوم "حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد قلبي حسين رضوي" والشهيد "الدكتور الحاج غضنفر ركن آبادي" و الشهيد "اللواء الحاج علي أصغر فولادكر" والمفكر الإسلامي الشهيد "الحاج أحمد حاتمي".
وقد شارك في المجلس أسر شهداء كارثة منى فضلاً عن ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج "حجة الإسلام والمسلمين قاضي عسكر" وعضو جامعة المدرسين "آية الله جواد مروي" ورئيس المعهد العالي للثقافة والعلوم الإسلامي ومساعد السابق للقسم الثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) "حجة الإسلام والمسلمين الدكتور نجف لك زائي"، وعضو الهيئة العلمية في بعثة قائد الثورة في الحج "حجة الإسلام والمسلمين غيب غلامي" ، ورئيس قسم البحث والتحقيق وعضو الهيئة العلمية في في بعثة قائد الثورة في الحج "حجة الإسلام والمسلمين ترابي"، ومدير مساعد الحوزات العلمية الدولي في دول أفريفيا والعربية "حجة الإسلام والمسلمين محمد حسن آل أيوب".
...........
انتهى / 278