وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت للأنباء ـ ابنا ـ تزامناً مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لإنطلاقة ثورة الکرامة في البحرین، أصدر المجمع العالمي لأهل البیت(ع) بیاناً هاماً دعا فیه المجتمع الدولي إلی حماية شعب البحرين وتوفير الضمانات اللازمة لممارسة حقه في تقرير المصير.
وفیما یلي نص هذا البیان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان المجمع العالمي لأهل لبیت(ع) في الذكرى السنوية الخامسة للثورة الشعبية في البحرين
مع إقتراب حلول الذكرى السنوية الخامسة لإنطلاقة الثورة الشعبية في البحرين وشعبها لا يزال يسجل صموداً أسطورياً لكسر العهود السوداء الكالحة من تاريخه والتي بدأت منذ إستيلاء آل خليفة على الحكم ومصادرة النظام السياسي في البلاد.
وها هي الثورة التي انطلقت في 14 فبراير 2011م لتضع حداً لسنوات طويلة من الديكتاتورية والإستبداد تواصل مسيرتها رغم قسوة القمع ووحشية الإجراءات ودموية البطش الذي بلغ درجات قياسية في التنكيل والإنتقام، ولاتزال حركة الشعب مستمرة للخلاص من الديكتاتورية والإستبداد رغم تدخل العديد من القوات الأجنبية وفي مقدمتها قوات درع الجزيرة بقيادة جيش الإحتلال السعودي التي جاءت لتفتك بجماهير الناس وتقمعهم للحيلولة دون تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة في قيام نظام سياسي يستمد شرعيته من الإرداة الشعبية ومن إختيار الناس له لكنهم رغم مرور أربع سنوات كاملة لم تفلح في القضاء على الثورة وإرجاع الناس إلى بيوتهم دون تحقيق مطالبهم التي خرجوا من أجلها .
تنهي الثورة الشعبية في البحرين عامها الخامس لتدخل عاما جديد وهي مثخنة بالجراح والآلام ، لكنها في نفس الوقت محملة بالآمال العريضة لتحقيق غد أكثر إشراقا ينعم فيه شعب البحرين بأجواء العدالة الإجتماعية والمساوة وتكافؤ الفرص.
لقد دشنت الجماهير عامها الخامس بفعالية "عصيان النمر" التي بدأت منذ يوم الجمعة 12 فبراير الجاري بمظاهرات ومسيرات في مختلف مدن وقري وبلدات البحرين وفاءً لشهيد العزة والكرامة والعدالة الذي دافع عن مطالب الشعب البحراني وطالب بخروج القوات الأجنبية الغازية والمحتلة من البحرين .. وأطلقت شعارات الموت لآل سعود وإستنكرت إعدام فقيه الإيمان والجهاد الذي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وطالب بالحقوق العادلة والمشروعة لأبناء شعبه.
وبفضل الدماء الزاكية والطاهرة للشهيد آية الله نمر باقر النمر فإن فعاليات "عصيان النمر" المتمثل في العصيان المدني الشامل قد حققت أهدافها وأوصل الشعب البحراني رسالته الِِي العالم بحقه في تقرير المصير وإنتخاب نوع نظامه السياسي القادم.
وفي هذه المناسبة لابد من التوقف عند أبرز الحقائق المتعلقة بالثورة الشعبية في البحرين :
أولاً) إن الثورة في البحرين هي شعبية بإمتياز وقد شاركت فيها جميع فئات الشعب وقد سجلت ثورة البحرين أعلى نسبة مشاركة شعبية على مستوى جميع الثورات والإنتفاضات التي حدثت في تاريخه بل وفي تاريخ كل المنطقة حيث تجاوزت نسبة المشاركة الشعبية في الثورة ما يفوق السبعين بالمئة من مجموع السكان.
ثانياً) إنطلقت الثورة الشعبية في البحرين لخلفيات متصلة بالديكتاتورية والإستبداد والظلم الفاحش الذي كانت تمارسه السلطة الحاكمة ضد الناس من خلال الإستئثار المطلق للسلطة والموارد ، وحرمان الشعب من أبسط حقوقه في المشاركة والعدالة الإجتماعية وإتباع السلطة سياسة التهميش والإلغاء الكامل للإرادة الشعبية . وإعتماد السلطة على سياسة التمييز على أسس طائفية في الوظائف العامة وحرمان المكون الأساسي من شعب البحرين من كافة حقوقه السياسية والمدنية والإقتصادية.
ثالثاً) إستهدفت الثورة الشعبية في البحرين في حركتها الشعبية الواسعة لمطلب الإحتكام الى صناديق الإقتراع بدل فوهات البنادق وفرض الأمر الواقع ورفعت شعارات متحضرة متصلة بحق تقرير المصير حسب ما نصت عليه القوانين والعهود والمواثيق الدولية.
رابعاً)لقد أسقطت الثورة الشعبية في البحرين شرعية نظام الحكم الحالي بشكل حاسم وقاطع ، ولا يمكن التردد بشأن أن فرض الأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه القوى الإستكبارية في العالم من خلال فوهات البنادق وظهر الدبابات، لا يمكن أن يخلق شرعية لنظام سياسي في أي مكان في العالم.
خامساً) كسبت ثورة شعب البحرين تضامنا شعبيا كبيرا من مختلف دول وشعوب العالم، وقد أحدثت ثورته تحولات كبرى في النظرة القائمة حول طبيعة الأنظمة القائمة في المنطقة الخليجية وأصبحت جميع الأنظمة الخليجية أمام تحدي التغيير والمشاركة الشعبية في الحكم والموارد.
سادساً) حققت الثورة الشعبية بالإضافة إلى الإنجاز الكبير في إسقاط شرعية النظام الحالي الحاكم عدد كبير من الإنجازات منها بروز بل وسيطرة ما يتعرض له شعب البحرين من إضطهاد وقهر سياسي وقمع إلى العالم وأصبح ملف البحرين حاضرا على طاولات معظم اللقاءات الدولية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الحقوقية أو تلك التي تهم المنطقة في أي من جوانبها.
إن المجمع العالمي لأهل البيت(ع) قد أعلن مراراً وتكراراً عن نصرته لقضايا الشعوب العادلة والمشروعة والمحقة بدون تردد، ويعلن اليوم عن كامل تضامنه مع الإرادة الشعبية ويدعو المجتمع الدولي بعد مرور أربع سنوات وفشل خيار القوة الغاشمة في قمع الناس وإسكاتهم في البحرين أن يتخذ خطوات شجاعة في مراجعة الموقف وأن يبادر إلى حماية شعب البحرين الأعزل من بطش الجيوش المحتلة وطوابير المرتزقة الذين جندهم النظام للتنكيل والبطش والإنتقام من الشعب الأعزل وأن يقوم بدوره المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تتعرض فيه شعوب المنطقة لأعمال التفتيت والتمزيق وتعريض الأمن والسلام العالمي لمخاطر المجهول عبر تأمين الحماية والرعاية الكاملة ولتمكين شعب البحرين من تقرير مصيره وفق القانون الدولي وآلياته المعتمدة.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
5 جمادي الأولی 1437 هـ
14 فبراير 2016 م
...........................
انتهی/ 101