وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : رويترز+ابنا
الخميس

١١ فبراير ٢٠١٦

٥:٥٣:٣١ ص
734392

تقرير عن حرب اليمن

مستشفيات تحولت الى أنقاض والجوع ينتشر بسبب العدوان السعودي على الشعب اليمني

قبل نحو أكثر من تسعة أشهر والسعودية ودول عربية في الخليج الفارسي أعلنت حربا ظالمة على الشعب اليمني الذي يعاني الفقر والازمات منذ الحكومات التي تفتقر الى الشرعية فالمستشفيات تحولت الى أنقاض وأخذ الجوع ينتشر.

ابنا: نقلت حمامة يوسف وهي سيدة عجوز بسرعة إلى المستشفى الرئيسي في واحدة من أكبر مدن اليمن بعد أن ملأت قذيفة مدفعية صدرها بالشظايا لتجد أن اسطوانات الأكسجين اللازمة لإنقاذ حياتها هناك قد نفدت.

وظهرت المرأة في مقطع فيديو سجلته قناة (يمن شباب) الإخبارية التلفزيونية يحملها أقارب قلقون يتحدثون إلى كل مستوصف ومستشفى تقريبا في مدينة تعز التي تقاسي ويلات الحرب فرضها العدوان السعودي على الشعب اليمني لكن ليس لدى أي منها أكسجين إلى أن توقفت عن الحركة وفارقت الحياة. في النهاية نقلت إلى المشرحة.

شوهت الحرب الظالمة على الشعب منذ عشرة أشهر اليمن الذي كان يعرف يوما باسم اليمن السعيد ليعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم حيث يواجه أكثر من نصف السكان الجوع ولم تسلم المستشفيات.

ولا يجد المصابون والمحتضرون راحة تذكر في مستشفى الثورة بمدينة تعز في جنوب غرب اليمن فقد تسبب القصف السعودي الذي استهدف مباني قريبة في تهشيم كل النوافذ في حين أحالت عدة قذائف أصابت المبنى أحد العنابر إلى حطام.

وقال صادق الشجاع الأمين العام لنقابة الأطباء فرع تعز "وضعنا كارثي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأضاف "أصاب القصف مستشفى السرطان الوحيد ومستشفى الأطفال مما أدى لإغلاقهما.

دفعت الحرب التي بدأت بها السعودية ودول عربية تشاركها بالعدوان على الشعب الأطباء للفرار إلى الريف للنجاة بأروحهم كما أن أساليب الحصار تعني أننا نضطر لتهريب الأدوية عبر ممرات جبلية".

وبعد أن فر الرئيس عبد ربه منصور هادي غير الشرعي إلى السعودية مع حكومته أعلن ما يسمى بتحالف عربي بقيادة السعودية الحرب الغاشمة على الشعب اليمني تحت ذريعة تمكين الحكومة العملية لها من ممارسة عملها باليمن.

وبعد انسحاب قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من عدن الساحلية كبرى مدن الجنوب بالبلاد حيث يقيم الرئيس غير الشرعي عبد ربه منصور هادي حاليا فيها.

ونفذت الرياض وحلفاؤها مئات الضربات الجوية استهدفوا خلالها البنى التحتية لليمن من مستشفيات ومعامل ومدارس بحجة ان فيها مسلحون، كما وأرسلوا قوات برية وضربوا حصارا بحريا لتقييد دخول السلع إلى البلاد.

وأعلنت حركة الانصار الله اليمنية ثورة شعبية سلمية ضد حكومة الرئيس غير الشرعي عبد ربه منصور هادي والفاسدين الذين أوصلوا البلاد الى حافة الهواية بسبب البطالة والفقر والغلاء.

وأسفر الحرب الظالمة أعلنتها العدوان السعودي ودول تشاركه عن سقوط نحو ستة آلاف قتيل غالبيتهم تقريبا من المدنيين الابرياء بينهم اطفال ونساء. ويتعرض أضعاف هذا العدد حاليا للخطر نتيجة للأزمة الانسانية التي خلفها الحرب .

وتحذر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أزمة غذائية "مذهلة" قائلة إن مجاعة تلوح في الأفق لأن أكثر من نصف السكان أو نحو 14.4 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي بسبب الحصار السعودي على اليمن.

وقال محمد الأسعدي من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) "انكمش الاقتصاد بنسبة 35 في المئة في 2015.

وقال "من كانوا بمستويات معيشة كريمة أصبحوا فقراء اليمن الجدد لأنه بدون كهرباء لتشغيل مشاريعهم وبدون وقود للوصول إلى أي مكان ليس لديهم سبيل لجني المال".

وأضاف "هناك 2.4 مليون نزحوا داخليا. في ظل هذه الظروف لا يمكن الحصول بسهولة على الرعاية الصحية ويعاني نحو 320 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد.

على مشارف صنعاء وفي بلدات خارج تعز ظهرت مخيمات من خيام بالية تقيم بها آلاف الأسر التي فرت من الحرب على مقربة حيث يتجول الآباء العاطلون في المكان على غير هدى بينما بدا على كثير من الأطفال الوهن بسبب الحرب.

في وقت السلم كان اليمن الفقير يستورد 90 في المئة من السلع الغذائية الأساسية. وتمثل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نحو أربعة في المئة من البلاد لكن لا يمكن زراعة معظمها الآن بسبب الحرب.

وقال صلاح الحاج حسن من منظمة فاو "إلى جانب الكوارث الانسانية فإن نقص الوظائف يمهد الطريق لأزمة اجتماعية وسياسية تتراجع فيها مهارات العمل وينضم بعض الناس للحرب لكسب قوتهم وهو ما يغذي دائرة العنف".

الاختباء في الكهوف
تعرض عاملون بمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية لهجمات متكررة في محافظة صعدة بأقصى شمال البلاد وتقع على الحدود مع السعودية.

وأطباء بلا حدود واحدة من منظمات إغاثة قليلة تعمل في أسوأ مناطق الحرب باليمن.

هرعت سيارة إسعاف من مستشفى تابع لأطباء بلا حدود إلى موقع يشتبه أن غارة للقوات التي تقودها السعودية استهدفته في 21 يناير كانون الثاني وبينما تجمعت الحشود لمساعدة الضحايا سقطت قنبلة أخرى وقتلت مسعفا.

وقصف مستشفى تابع للمنظمة في 27 أكتوبر تشرين الأول فيما قال التحالف بقيادة السعودية إنها كانت ضربة لاستهداف مقاتلي فصائل على مقربة.

وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف بقيادة السعودية إن التحالف يعمل على الحد من الوفيات بين المدنيين لكن على منظمات الإغاثة مثل أطباء بلا حدود منع قوات الجيش اليمني من الوصول إلى منشآتها.

وبعد أيام من الغارة تحسس فتى صغير كفيف طريقه عبر الأنقاض وانتشل حمامة نافقة في لحظة سجلها مصور محلي جسدت للكثير من اليمنيين معاناة الحرب.

ويخيم الخوف حاليا حتى في الأماكن التي تتوفر فيها المساعدات. وقالت المسؤولة في أطباء بلا حدود تيريزا سانكريستوفال في بيان إن معظم سكان منطقة تقع قرب مستشفى قصف في 10 يناير كانون الثاني تديره المنظمة وعددهم 40 ألف نسمة يعيشون حاليا في كهوف ليتجنبوا الضربات الجوية بقيادة (العدوان السعودي).

وأضافت "منذ الهجوم لم تجر ولادات في غرفة الولادة. النساء الحوامل يضعن في كهوف ولا يجازفن بالحضور إلى المستشفى".

...................

انتهى / 232