ابنا: جاء ذلك في حوار خاص أجرته قناة RT مع هيكمان السبت 23 يناير/كانون الثاني، كشف خلاله بعضا مما جرى في معتقل غوانتانامو.
وذكر هيكمان أن عملاء "CIA" قتلوا عددا من المعتقلين في عام 2006 لـ"يتخلصوا من المشاكل"، في حين أكدت الحكومة الأمريكية أن المعتقلين اتفقوا (مع بعضهم البعض) وانتحروا.
يذكر أن البنتاغون كان قد أعلن في تاريخ 10 يونيو/حزيران 2006 أن المواطنين السعوديين مانع العتيبي وياسر الزهراني والمواطن اليمني أحمد العبدالله "أقدموا على الانتحار بالتآمر"، وأكد البنتاغون أن "حارسا في غوانتانامو عثر على سعوديين (العتيبي والزهراني) ويمني (العبدالله) ميتين في زنازينهم".
وبعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على هذه الحادثة ينقل هيكما ما رآه وحقيقة ما حصل، حسب رأيه، حيث أوضح خلال المقابلة لماذا يعتبر أن إدارة المعتقل متهمة في قتل المعتقلين الذين "يتسببون بمشاكل كثيرة".
يقول هيكمان: "في الـ9 من يونيو/حزيران 2006 جئت إلى حراس البرج، ورأيت عربة لنقل المعتقلين تدخل عبر البوابة.. أخذت العربة أحد المعتقلين ومن ثم غادرت به إلى وجهة غير معلومة".
ويضيف: "بالنسبة لي بدا هذا الأمر مشبوها، لم أعلم لماذا فعلوا ذلك وإلى أين نقلوه.. وتكرر الأمر خلال 20 دقيقة مع اثنين آخرين من المعتقلين، ليصل بذلك مجموع المعتقلين الذين نقلوا إلى خارج السجن انذاك إلى 3".
وذكر هيكمان أن إدارة المعتقل حينها كانت تحقق مع 200 معتقل في الأسبوع، وكانت العقبة الرئيسية أمامهم في ذلك، حسب قوله، هي إضراب المعتقلين عن الطعام احتجاجا على ظروف الاعتقال، في وقت أقرت فيه واشنطن قانونا يحظر استجواب المضربين عن الطعام.
ويقول: "كان المعتقلون الثلاثة (المنتحرون) قادة المحتجين منذ ظهورهم في المعتقل، وكانوا يتسببون لإدارة المعتقل بالكثير من المشاكل".
وأضاف هيكمان "حتى أن المعتقل ياسر الزهراني الذي فارق الحياة تلك الليلة، كان قد كتب رسالة لأبيه قال فيها إن إدارة المعتقل تريد التخلص منه وإنها على استعداد للتخلص منه بأي ثمن لوقف الإضراب" وفي غضون ذلك وبناء على بيانات هيئة التحقيقات الجنائية التابعة للبحرية الأمريكية، فإن 3 معتقلين اتفقوا على الإنتحار فيما بينهم، قبل أن يقوموا بذلك بواسطة قمصان ممزقة.. في وقت كانت أيديهم موثقة.
لكن وبحسب هيكمان، فإن كثير من نزلاء قسم ذلك المعتقل قالوا إنه لم يقدم احد على الانتحار في تلك الليلة.
ويضيف: "بعد حالات الوفاة الثلاث تلك، إنتحر أيضا معتقلان اثنان آخران، لا أستطيع القول على وجه اليقين، لكن بناء على خبرتي (في العمل هناك) أعتقد أن ذلك لم يكن انتحارا".
ويقول هيكمان إنه بعد انتهاء خدمته في غوانتانامو، قرر الحديث عن مخاوفه مع الحكومة (الأمريكية)، وقال: "ذهبت في احد الأيام إلى وزارة العدل، وإذا أردت الاختصار (بخصوص ما حصل معي في الوزارة)، فقد أشاروا لي إلى الباب (للخروج) عندما بدأت بسرد القصة لهم، هم ببساطة لم يرغبوا بالاستماع لي".
وأكد هيكمان أنه يعتقد أن"هناك الكثير من العقبات السياسية التي تحول دون إغلاق معتقل غوانتانامو، هناك الكثير من المجانين في الكونغرس.. لكن سأستمر في العمل حتى تسود العدالة".
ويؤكد هيكمان أنه يرى في المنام كوابيس بعد الذي شاهده خلال عمله في معتقل غوانتانامو.
...........
انتهى/185