ابنا: لم تعلن السلطات النيجيرية اي حصيلة رسمية للقتلى الذين سقطوا في يومين من الاشتباكات بين قواتها وانصار "حركة نيجيريا الاسلامية" الشيعية في مدينة زاريا الشهر الماضي، الا ان دلائل تشير الى مقتل ما قد يصل الى 600 شخص.
ويعد هذا عددا كبيرا حتى في هذه المنطقة التي قتل فيها 17 الف شخص في الارهاب الذي تنفذه جماعة بوكو حرام التكفيرية منذ العام 2009.
وقالت الحركة الاسلامية الشيعية الخميس ان أكثر من 700 من اتباعها ما زالوا في عداد المفقودين بعد أكثر من شهر على الهجوم العنيف للجيش على حسينية "بقية الله" في زاريا بشمال البلاد.
وأعلن المتحدث باسم الحركة الإسلامية في نيجيريا ابراهيم موسى في بيان أنه "وفقا لقائمتنا، هناك نحو 730 شخصا، من الرجال والنساء، ما زالوا في عداد المفقودين منذ السبت 12 كانون الأول/ديسمبر 2015".
وأضاف "هؤلاء المفقودون إما قتلوا بيد الجيش أو اعتقلوا سرا".
واكد مصدر طبي في المستشفى التعليمي التابعة لجامعة احمدو بيلو والتي نقل اليها معظم الضحايا، مقتل عدد كبير من الاشخاص.
وصرح المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول للحديث عن هذه المسألة "، أحصيت ما يصل الى 400 جثة في المشرحة، وتوقفت بعد ذلك عن العد".
وقال مراسل محلي قام بتغطية احداث العنف "كانت هناك اكثر من 300 جثة ملقاة في الشارع القريب من منزل (زعيم الحركة الشيخ ابراهيم) الزكزكي يومي الاحد والاثنين".
واضاف "عندما استدعينا المدير الطبي للمستشفى التعليمي، قال لنا ان 300 جثة وصلت الى المستشفى قبل ان ينتهي من عمله، وربما ارتفع هذا العدد بعد ان غادر المستشفى".
وقال المسؤولان ان الجنود اخذوا جميع الجثث يوم الاثنين 14 كانون الاول/ديسمبر.
- انتهاكات حقوق الانسان -
وتعتقد منظمة "هيومان رايتس ووتش" ان "300 شخص على الاقل" قتلوا في زاريا، فيما تقدر منظمة العفو الدولية هذا العدد بـ"المئات". ودعت المنظمتان الى اجراء تحقيقات كاملة.
الا ان القيادة العليا للجيش النيجيري التي تواجه باستمرار اتهامات بارتكاب انتهاكات حقوقية ضد المدنيين في النزاع مع بوكو حرام، وصفت تلك المزاعم بان "لا اساس لها".
وقالت لوسي فريمان من "منظمة العفو الدولية" ان "تجاوز الجنود للقانون بكل الاشكال" ليس امرا مستغربا.
وتابعت ان "ذلك جزء من نمط مشاكل الاستخدام المفرط للقوة وانتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها الجيش النيجيري".
وقالت الباحثة موسي سيغون المتخصصة في في شؤون نيجيريا في المنظمة ذاتها ان رد فعل القوات يثير مزيدا من القلق نظرا لان الرئيس محمدو بخاري، وهو ضابط سابق، تعهد باصلاح الجيش.
وقالت "ان مستوى هذه الانتهاكات التي قد يكون الجيش قام بها مروع".
واضافت "لا يوجد تحرك واضح من جهة الحكومة لمعالجة هذا الوضع سريعا".
- اطلاق نار وتفجيرات -
ووقع الهجوم الارهابي في 12 كانون الاول/ديسمبر عندما قام الشيعة بنصب حاجزا مؤقتا تحسبا من وقوع هجمات ارهابية تقوم بوكو حرام على طريق خلال مرور موكب ما ادى الى اغلاق الطريق امام موكب قائد الجيش النيجري.
واتهم الجيش النيجيري الحركة الاسلامية بـ"محاولة مقصودة لاغتيال" قائد الجيش توكور بوراتاي، وهو ما نفته الحركة لاحقا.
وعلى اثر ذلك، دمر الجيش منزل زعيم الحركة الشيعية الشيخ الزكزكي في حي غيليسو في زاريا اضافة الى الحسينية التابعة للحركة.
وقتل نائب الزكزكي وثلاثة من انجاله، بحسب المتحدث باسم الحركة، اضافة الى مسؤول الامن في الحركة. واصيب الزكزكي بعيارات نارية عدة قبل ان يتم اعتقاله.
وذكر مراسل اخر ان فتيانا تجولوا بين جثث القتلى تحت نظر الجنود وسرقوا الاموال والهواتف النقالة وغيرها من المقتنيات الثمينة التي كانت في جيوب الشهداء.
واختبأ السكان داخل منازلهم اثناء الهجوم قام به الجيش النيجري الذي استمر طوال الليل.
وصرح احد سكان غيليسو "كان الجنود يطلقون النار، وكان الشيعة يلقون عليهم الحجارة".
واضاف "اشك في ان ايا من الشيعة تمكن من الفرار".
وانسحب الجنود بعد اكثر من اسبوعين من الاشتباكات، الا انه يعتقد ان رجال الامن بملابس مدنية لا زالوا منتشرين في المنطقة. ولا يزال الناس يخشون الحديث علنا عن تلك الاشتباكات.
- قتلنا صاحب الهاتف -
وقال صحافي محلي ان الجنود اخبروه خلال زيارة قائد الجيش بوراتاي انهم سيعتقلون الشيخ الزكزكي "حيا ام ميتا".
وقال انه مع هجوم الجيش النيجيري خلال الليل اتصل بالمتحدث باسم الحركة الاسلامية لاطلاعه على المستجدات، فطلب منه هذا الاخير الاتصال به لاحقا عندما يصل الى منزل الزكزكي.
واضاف "عندما اتصلت بهاتفه النقال في وقت لاحق، اجابني صوت غريب وقال لي +لقد قتلنا صاحب الهاتف+، فادركت على الفور ان المتحدث هو احد الجنود".
...................
انتهى / 232
المصدر : ابنا
الاثنين
١٨ يناير ٢٠١٦
١:٣٣:٣٦ م
731021
انتقادات للجيش النيجيري بعد الهجوم الارهابي على الحركة الاسلامية الشيعية في زاريا
لم تعلن السلطات النيجيرية اي حصيلة رسمية للقتلى الذين سقطوا في يومين من الاشتباكات بين قواتها وانصار "حركة نيجيريا الاسلامية" الشيعية في مدينة زاريا الشهر الماضي، الا ان دلائل تشير الى مقتل ما قد يصل الى600 شخص.