ابنا: شهدت العاصمة صنعاء أمس الجمعة مسيرة جماهيرية كبرى بساحة باب اليمن للتنديد باستهداف العدوان السعودي الأمريكي للعاصمة صنعاء والمدن بالقنابل العنقودية تحت شعار " استهداف صنعاء والمدن بالعنقوديات جريمة إعدام جماعي ".
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام واللافتات والشعارات المنددة بالعدوان وما ارتكبه من جرائم في اليمن، وصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان والدفاع عن أرضه وسيادته باعتباره حق مشروع تؤكده كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.
وخلال المسيرة ثمن رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد الجماهير الوفية التي خرجت تحت أزيز الطائرات ودوي القصف ومن بين أوساط الركام ليقولوا كلمتهم للعالم المتواطئ والمنحاز .
وأكد سقوط كل الأقنعة مع العدوان السعودي الأمريكي وتكشفت الكثير من الحقائق والعناوين التي كان يتشدق بها العالم المتحضر وإدعائه لرعاية حقوق الإنسان وحرية الرأي واستقلال وكرامة الشعوب وظهر العالم والمنظمات الدولية بشكل يثير الكثير من التساؤلات عن هذه المواقف المخزية .
وقال " نحن في الشهر العاشر الذي صعًد فيها العدوان السعودي الأمريكي من حربه وهجماته واستخدامه للقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليا على العاصمة والمحافظات والذي جاء متزامنا مع تصعيد في كل ضرباته على المنشآت الاقتصادية والصناعية الحيوية وكل بنية الشعب التحتية ومقدراته ".
وأكد أن الدور السلبي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي شجع العدوان السعودي الأمريكي وجعله يتمادى في عدوانه .. وقال " كل ما تحرك ضمير حي في العالم وبعض المنظمات والأحرار في بعض الشعوب تأتي المنظمة الدولية لتصنع بعض المفاوضات فقط لإخراج النظام السعودي الأمريكي من حرجه وتخفيف الضغط عليه إنسانيا وأخلاقيا".
وأضاف " وما دار في جنيف في المفاوضات السابقة أكبر دليل على ذلك أنهم فقط حاولوا أن يعطوا للعدوان فرصة لاستعادة أنفاسه وتصعيد عدوانه وها هم اليوم يتحدثون عن مفاوضات جديدة هي فقط لتحقيق مكاسب ميدانية ".
ودعا الشعب اليمني إلى عدم الإصغاء لهذه الأكاذيب والافتراءات وعليه أن يعد العدة لأنه ليس هناك من حل إلا وتم طرقه من أجل رفع معانات الشعب اليمني إلا أن المال السعودي والنفط السعودي اشترى كثيرا من الذمم وكثيرا من المواقف الدولية والإقليمية .
كما أكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله أن الرهان على الله سبحانه وتعالى والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في التحرك لمواجهة العدوان وعدم الإصغاء لما سيتردد في وسائل الإعلام في الأيام القادمة .
وقال "إن العدو يعد العدة ويجهز لعدوان كبير سواء في تعز أو الحديدة أو حرض أو الجوف ويحاول استغلال تلك الإثارة والضجيج الإعلامي لتحقيق أي خرق ميداني فعلينا أن لا نكون سطحيين وأن لا نستمع لهذه الافتراءات وأن نكون بمستوى الوعي " .. مبينا أن عشرة أشهر كانت كفيلة بأن يصل الشعب اليمني إلى مرحلة من النضج و الوعي والصمود تعجز كل قوى العالم عن أن توهن من عزيمته أو أن ينخدع بأساليبها .
وأَضاف " نحن في هذه المسيرة الحاشدة التي خرجت للتنديد بالصمت الدولي ولتقول للعالم أجمع إن صمتكم على هذه الجرائم لن يثنينا عن مواجهة العدوان " .. مؤكدا أن موقف وقضية الشعب اليمني العادلة والثقة بالله هي السبيل إلى النصر وأن العدوان أقرب إلى الانهيار والسقوط .
كما ألقيت في المسيرة الجماهيرية كلمات من نائب رئيس المنظمة العربية لذوي الإعاقة عبدالله بنيان وعن منظمات المجتمع المدني عبدالله علاو، أشارا إلى أن هذا الحشد الكبير في المسيرة اليوم يعبر عن الإرادة المدنية للشعب اليمني الذي يدافع عن نفسه ووطنه ضد العدوان ويمد يده للسلام ويرفع صوته عاليا لرفض الإجرام وقتل الأبرياء.
وأكدا أن عدم المبالاة بحقوق الإنسان هو ما جعل أمريكا والسعودية من بين 116 دولة وقعت على معاهدة عدم استخدام القنابل العنقودية مما يدل على النوايا المسبقة والإجرام المتأصل ضد الإنسان وحقوقه ودعمهما للإرهاب المنظم العابر للقارات .
واستعرضا المواد الخاصة بحقوق الإنسان وذوي الإعاقة وحماية المرأة والطفل في الاتفاقيات الدولية والمنظمات والقانون الدولي واتفاقيات جنيف لحماية المدنيين .. لافتين إلى أن العالم لم يحرك ساكن تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان.
تخلل المسيرة قصيدة شعرية للكفيف مجاهد الصريمي، وقصيدة للشاعر عباد أبو حاتم بعنوان " حرب الشرف ".
وصدر عن المسيرة بيان ألقاه الناطق الرسمي للحراك الجنوبي أحمد القنع أدان الصمت والتواطؤ الدولي جراء استمرار العدوان والحصار السعودي الصهيوأمريكي على اليمن واستخدامه للأسلحة المحرمة دوليا ومنها القنابل العنقودية باعتبارها جرائم إبادة جماعية بحق اليمنيين.
وجدد البيان التأكيد على تأييد قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، واستمرار ومواصلة الالتحاق بجبهات القتال أفرادا وجماعات ودعمها ومساندتها بالمواد التموينية حتى تحقيق النصر المبين مهما طال الزمن وكلف ذلك من تضحيات.
وأكد البيان التضامن مع أبناء المحافظات الجنوبية التي تحتلها قوات العدو السعودي الإماراتي وإدانة عمليات الاغتيال بحق الكوادر الجنوبية على أيدي العناصر المخابراتية المسماة " داعش " وتحت مظلة ما تسمى زورا بالشرعية.
وطالبت الحشود الجماهيرية الجاليات اليمنية واليمنيين المقيمين في الخارج للتحرك في الدول التي يتواجدون فيها للتعريف بجرائم وانتهاكات العدوان السعودي اليمن وشعبه وفضح شراكة الإدارة الأمريكية في تزويد السعودية بالأسلحة المتطورة والمحرمة دوليا.
وأشاد البيان بصمود الشعب اليمني تجاه صلف العدوان وقال " هاهي قد انقضت عشرة أشهر من العدوان السعودي الصهيوأمريكي الغاشم على بلادنا أرضاً وإنساناً؛ لم يزدد خلالها شعبنا إلا ثباتاً وصموداً وفداءً وتضحية " .
وأكد البيان رفض كل الجهود والمبادرات السياسية التي تلتف على صمود وتضحيات الشهداء والجرحى وحق اليمنيين في الاستقلال والسيادة على البلاد ومقدراتها .. وقال " ما عجزت دول الهيمنة والاستكبار عن تحقيقه بالعدوان والحصار لن نسمح لها بتحقيقه بالسياسة والخداع ".
ونوه البيان بما حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصار في مختلف مواقع العزة والشرف على العدوان ومرتزقته وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .
...................
انتهى / 232