وفقاً لما افادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال عضو الهيئة العليا المجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله هادوي الطهراني فيما يرتبط بتبعات اعدام الشيخ النمر من قبل النظام السعودي وبث التشت والخلافات في العالم الإسلامي: لم تؤدي استشهاد الشيخ النمر سوى الطائفية والعداء بين صفوف المسلمين وبث التطرف وبالتالي تورط الأمة الإسلامية بنزاعات داخلية، ومما لا شك ان اعدام الشيخ النمر عمل غير عقلائي وبصالح الاستعمار العالمي وأعداء الإسلام.
وأضاف هذا الاستاذ الجامعي والحوزوي: ان آل سعود اتبعوا في السنوات الاخيرة سياسة أدت إلى تحريف مفاهيم الإسلام الأصيل، وبهذه السياسة يريدون أن يشوهوا صورة التشيع وأن يقول: الشيعة تحمل أفكار متطرفة. قبل سنتين التقيت برئيس شؤون الحرمين في مكة وكان يعتبر الشيعة الفكرة المتطرفة، فاحتججت عليه وقلت أن هذه فكرة خاطئة. من جهة أخرى كانت تسعى التيارات الوهابية منذ بدايتها أن تكثر الفجوة بين الشيعة والسنة، فإن التيارات الوهابية فضلاً عن مخالفتها مع التشيع فإنها تخالف المذاهب السنية أيضاً، كما أن معظم سجناء النظام السعودي هم من أهل السنة وقد سجنوا من أجل معتقداتهم وليس لارتكاب جرائم خاصة.
وتابع: وفيما يرتبط بالشهيد النمر فإن المحكمة أعلنت بأن لدى الشيخ النمر ملفاً أمنياً ، ثم بدلت رأيها واعتبرته إرهابياً وقامت باعدامه بهذه الذريعة، ولكن ما قام به الشيخ النمر هو بيان حقائق حول الإسلام وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولم يصدر منه حركة عسكرية أو متشددة، لكن التعتيم الذي بدأ يتفاقم في السعودية هي آلة من أجل بث الطائفية في الإسلام ولا بد من التصدى له، ويجب على المفكرين أن يبينوا أنّ الفكر الشيعي يمثل الفكر المعتدل في العالم الإسلامي وهو الذي يحظى بمبادئ عقلية، وسواء كان من الجهة التي بظاهر شيعة أو سنية فإن تفاقم الطائفية مخالفة لمصالح الإسلام.
*إمكانية القمع الشديد للشيعة وكيفية التصدي لآل السعود
وأشار آية الله الطهراني إلى إمكانية القمع الشديد للشيعة في تلك البلاد انتقد احداث السفارة السعودية، وفيما يتعلق بالتصدي لآل السعودي في العالم الإسلامي قال: لا بد أن يبين في العالم الإسلامي أن الفكرالتكفيري مبني على التشدد والتطرف، ولم يعزوا إلى المفاهيم الإسلامية الأصيلة، وفضلا عنه لا بد للتصدي لتيارات التكفيرية المدعومة من قبل هذه الحكومة، ومن جهة اخرى ينبغي مساعدة الشعوب المضطهدة كالشعب اليمني والسوري والبحريني.
وصرح سماحته: ينبغي الانتباة من التيارات التي تريد أن تتصدى للتيار التكفيري، ولا بد من اتخاذ اجراءات صحيحة وصائبة مبنية على المبادئ الإسلامية حتى تكون تلك الخطوات إيجابية كما أن أي قرار أو إجراء متشدد وخاطئ في هذا الصدد يصب بصالح التيارات التكفيرية.
وأضاف: إن لا بد للاجراءات أن تكون صائبة ويعتبر فيها المصالح، وإن أراد النظام السعودي مواصلة مسيره هذا وبادر إلى اجراءات اكثر عنفا من قبل، فعليه أن ينتظر ردوداً أكثر قساوة من عمله، ولكن علينا أن لا نهيأ له هذه الأرضية، فالنظام السعودي إن بادر باجراءات قاسية في المنطقة الشرقية، فمن المؤكد أن من واجب العالم الإسلامي أن يقوم بدعم وإسناد المضطهدين، وإن كان يسكنون في منطقة ما داخل السعودية، كما لم يكن من الصحيح التزام الصمت من منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة في قبال هذا السلوك.
وصرح عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قائلا: إننا نعرب عن قلقنا تجاة صحة ومعافاة سماحة الشيخ الزكزاكي في أفريقيا والشيخ علي سلمان والشيخ عيسى قاسم في البحرين، فلا بد من دعم مثل هذه الشخصيات الفذة التي تحمل راية الوحدة الإسلامية والفكر الإسلامي المتعقل، وعلى البلاد الإسلامية وعلمائها ومفكريها أن يقوم بخطوات ايجابية في هذا المجال.
*تبعات هذا الإجراء السعودي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي
وفيما يرتبط بتبعات اعدام الشيخ النمر على ثلاث مستويات داخل السعودية وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي قال هذا الأستاذ في حوزة قم العلمية: على المستوى الداخلي فانكشف للشعب وجه النظام السعودي القبيح، وإن هذا الاضطهاد وهو الدماء التي أريقت من هذا الشعب المظلوم منذ سنوات، فتفور هذه الدماء وبإراقة أي دم يزداد عدد معارضي ومخالفي هذا النظام، فهذه الإجراءات غير العقلية التي تصدر منه هي التي تسبب انهيار الحكومة من داخلها.
وتابع: ان النظام السعودي اليوم يعيش أضعف أحواله من ناحية الاسناد والدعم الداخلي، كما أنه خسر هيمنته من الناحية الإقليمية، ومن الواضح ان ما قام بها النظام السعودي من إجراءات صبيانية وجاهلة تذهب بوجاهتها الداخلية، كما ان شعوب المنطقة أصبحوا أكثر معرفة بواقع النظام السعودي من قبل، الأمر الذي تسبب بإساقطهم من العيون كخادمين للحرمين الشريفين على حد تعبيرهم. أما على المستوى الدولي فإن جل شعوب العالم يعلمون أن النظام السعودي لا يركن على أسس ديمقراطية وقانونية، وهي حكومة معتمدة على حكم قاس، مدعومة من قبل الدول الغربية، فإن هذه الاحداث وتبعاتها ستزلزل مكانة النظام السعودي على المستوى الدولي، تلك المكانة التي ليست تعتمد سوى على الدولارات النفظية، فما يعانيه هذا النظام من أزمة اقتصادية، سيخسر بواسطتها سيادته على في العالم.
تابع آية الله هادوي طهراني: سيدرك بعض داعمي هذا النظام الدولي أنه ليس من صالحهم دعم هذا النظام، ولا بد أن يختاروا له بديلا؛ فبناءا عليه هناك توقع لتحول مكانة النظام السعودي على المستوى الدولي، كما أنه نتوقع لهذه الحكومة ازمات خطيرة في داخل البلاد وعلى المستوى الإقليمي والدولي.
*معايير مؤسسات حقوق الإنسان الثنائية
وتطرق هذا الاستاذ في حوزة قم العلمية إلى معايير مؤسسات حقوق الإنسان الثنائية تجاه قرارات النظام السعودي وقال: إن مؤسسات حقوق الإنسان المطالبين بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان دائماً لديهم مواقف ثنائية ذات معايير غير واضحة تجاه قرارات كهذه، وهي آله لتقوية جبهة الاستكبار، وليست لدعم المظلومين والمضطهدين، فإننا شاهدنا في جميع هذه الاحداث أن هذه المؤسسات لم تكن ولن تكن تنحاز إلى المظلومين أو تقوم بدعمهم.
.............
انتهى / 278