وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء ـ ابنا ـ سینعقد یوم الأربعاء القادم حفل الدورة الرابعة لجائزة المصطفی (ص) العالمیة، الذي خصص لتکریم العالم البحريني الكبير سماحة آية الله الشيخ «عيسى أحمد قاسم» عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لاهل البيت(ع) .
وبهذه المناسبة أجرت وكالة "ابنا" لاهل البيت (ع) مع ممثل آية الله الشيخ "عيسى قاسم" في جمهورية ايران الاسلامية المفکر الاسلامي البحریني حجة الإسلام والمسلمین الدکتور «عبدالله الدقاق» .
وإلیکم نص هذا الحوار:
ابـنا: في البدایة نود أن نتعرف علی حیاة آیة الله قاسم.
الشيخ الدقاق :
بسم الله الرحمن الرحیم.
ولد سماحة آية الله الشيخ المجاهد عيسى أحمد قاسم سنة 1943 ميلادية ونشأ في أسرة دينية صالحة. ثم غادر إلى النجف الاشرف في العراق، وهناك تعلّق بشهيد العصر «السيد محمدباقر الصدر (ره)». آية الله الشيخ "عيسى أحمد قاسم".
وهو من أصحاب الامام الصدر (ره) ومن مروجي فكره وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، أيّد بقوة الامام الخميني (ره) وشكّل وفدا من علماء البحرين، وجاءوا لمبايعة الامام (ره) في طهران والتبریك له وللشعب الايراني.
وسماحة الشيخ عيس قاسم منذ نعومة أظفاره توجهه الديني والسياسي واضح ومعروف، وقد دخل المجلس التأسيسي الذي شكلته السلطة لكتابة دستور البحرين، وكانت له يد بيضاء في إدخال مادة "ان الاسلام مصدر رئيسي للتشريع"، حيث كان العلمانيون يريدون ان يجعلوا الاسلام مصدر من المصادر او ان لا يذكره في الدستور.
كما ان الشيخ عيسى قاسم تزعم الكتلة الدينية بالبرلمان البحريني، فهو دخل مجلسين، الاول التأسيسي الذي صاغ الدستور البحريني، والثاني الوطني.
وكان للشيخ عيسى قاسم مواقف مشهودة ومعروفة، خصوصا في مواجهة قانون أمن الدولة السيء الصيت الذي يخول وزير الداخلية اعتقال اي شخص من دون أي سبب لمدة ثلاث سنوات قابلة لتجديد، فوقف الشيخ أمام السلطة، وهناك برز رأي الشيخ إذ قال له وزير الداخلية : " هذا القانون ليس ضدكم إنما هو ضد الشوعيين واليساريين، وانتم الاسلاميون لن ينالكم"، لانه كانت في فترة سبعينيات التيارات الشيوعية واليسارية هي السائدة.
فقال الشيخ عيسى قاسم :"اليوم اليسارية وغدا الاسلامية، ونحن نعارض هذا القانون لانه ظالم".
وهكذا حينما جاء الى مدينة قم المقدسة وسكن فيها نحو عشر سنوات، وانطلقت انتفاضة تسعينيات، فهو قاد الانتفاضة من الخارج، فالانتفاضة الداخلية قادها الشيخ الجمري داخل البحرين والشيخ عيسى قاسم خارج البحرين، وحينما رجع الى البحرين استقبلته الجماهير من المطار الى مسقط رأسه نحو ستة كليو مترا امتلأ الطريق بالناس لاستقبال سماحة الله الشيخ عيسى قاسم، ولا زلنا نشهد مواقفه الثابتة والصارمة في مواجهة قوات الاحتلال السعودي وفي مواجهة ظلم آل الخلفية بالبحرين، والى الآن هو القائد الاوحد للشعب البحريني الكريم.
ابنا: هل صحيح ان من الثوار من يعتقد ان آية الله الشيخ عيسى قاسم لا يعمل كما ينبغي للثورة البحرينية؟
الشيخ الدقاق: القائد يعرف عند الاختلاف معه واما عند الاتفاق، يعني انا اتبع القائد لانني اتفق معه، ولكن إذا اختلف مع القائد أعمل برأي، إذن أكون انا القائد وليس هو القائد، الكثير من المجتمعات لم تنضج فيها فكرة القيادة والانقاد، وان الانقاد يكون بصورة واضحة وملموسة عند الاختلاف في وجهات النظر، وخلاصة المسألة في تعين القائد ان الرأي الأخير عند الاختلاف بين الشخصين او مجموعتين او عدة مجموعات، الرأي الراجح للقائد، إذن الاختلاف أمر طبيعي كل المجتمعات يحصل فيها الاختلاف، ويبقى الكلام ان الرأي الراجح لمن، وفي بداية الثورة بالبحرين كان هناك البعض يقول نحن لا نتفق مع الشيخ في آراءه، ولكن بعد سقوط الشهداء ودماء الشهداء وامتلأت السجون بالمعتقلين والمعتقلات اكتشف الناس عظمة هذا الرجل وشجاعته، قبل الثورة كان هناك تشكيك في الوعي والشجاعة وفي الكثير من الامور، ولكن القيادة تخرج من رحم الواقع، والشيخ عيسى احمد قاسم عرفه الناس وآمنوا به عند دخول قوات الاحتلال السعودي لانه لم نسمع صوت اي جمعة الا جمعة الشيخ، وحينما دخلت القوات السعودية في البحرين سكت الجميع الا الشيخ، واعلن من منبره هذه دمناء هذه رؤوسنا فداء لديننا ولعزتنا، ولم يقف امام الاحتلال السعودي الا آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم في ذلك الوقت، أدرك المؤالف والمخالف ان هذا الرجل شجاع يمتلك رؤية وبصيرة واضحة، لذلك آمن به أغلب الشعب، ومن لا يؤمن بقيادته، يحترمه ويرى انه عالم جليل القدر وصاحب رؤية وشجاعة، وغاية في امر انه لا يتفق معه في الرؤية السياسية، ويحترمه كعالم وكشخص قوي في الساحة البحرانية .
ابنا: ما هي العوامل المشجعة لعقد مؤتمر لنشاطات الشيخ عيسى قاسم ؟
الشيخ الدقاق: أصل الفكرة ان الجامعة المصطفى العالمية لديها مشروع جائزة المصطفى ففي كل عام تكرم شخصية من الشخصيات المعروفة، ففي احدى السنوات كرمت السيد المجتبى الموسوي اللاري (ره)، وفي سنة أخرى كرمت العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي، وقبل سنتين تقريباً وقعت اعيونهم على سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم نظرا لدوره الجهادي والقيادي في البحرين ولانه يمتلك الفقاهة من جهة وعنصر المقاومة من جهة، فهو شيخ الجهاد والاجتهاد وشيخ الفقاهة والمقاومة آثروا ان يعملوا له برنامجا تكريميا فعرضوا علينا المسألة ونحن بدورنا باعتبار اني ممثل عن سماحة الله الشيخ عيسى قاسم في ايران وممثلا في جماعة المصطفى العالمية في البحرين أيدت الفكرة.
ابنا : ما هي اهداف المؤتمر حول الشيخ عيسى قاسم ؟
الشيخ الدقاق: اولا التعريف بالشيخ كعالم اسلامي وعربي، وكان باكورة الاعمال طباعة كتاب اضواء على الفكر السياسي والاسلامي في مجلدين (1200 صحفة) وهو كتاب يمثل الفكر السياسي للشيخ عيسى احمد قاسم.
وثانيا حماية هذا الرجل العظيم حيث انه يواجه صعوبات وتحديات بالبحرين فلا بد من حماية هذه الشخصيات العلمائية فالشيخ لا يختص بالبحرين بل للعالم العربي والاسلامي.
ابنا: متى واين يعقد المؤتمر؟
الشيخ الدقاق: سيعقد المؤتمر الدولي التكريمي لسماحة الله الشيخ عيسى احمد قاسم يوم الاربعاء القادم الموافق 30 ديسمبر 2015 م - و9 دي 1394 هـ ش، والثامن عشر من الربيع الاول 1437 هجرية وبعد المولد النبوي، ويعقد المؤتمر في العاصمة الايرانية طهران في صالة الاذاعة والتلفزون، كما انه يكون مؤتمر الوحدة الاسلامية يوم الاحد والاثنين والثلاثاء ويكون يوم الاربعاء المؤتمر التكريمي للشيخ سماحة آية الله عيسى أحمد قاسم. وضيوف المؤتمر الوحدة الاسلامية (500 شخصية من السنة والشيعة) يحلون ضيفا في المؤتمر التكريمي.
ابنا : من هم الذين يشاركون في إلقاء الكلمة في هذا المؤتمر ؟
الشيخ الدقاق: سيفتتح المؤتمر الدكتور آية الله الشيخ رضا اعرافي رئيس جماعة المصطفى العالمية، ثم كلمة لآية الله محسن الآراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ثم كلمة لسماحة الشيخ نعيم القاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، بالنباية عن الأمين العام السيد حسن نصر الله، وكلمة لعضو الجمعية العامة للمجمع العالمي ومستشار الشؤون الدولية لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد الخامنئي حفظه الله الدكتور علي اكبر ولايتي. وكلمة لسماحة الشيخ مفتي سوريا احمد بدر الدين، وتزاح الستار عن مجموعة مؤلفات الشيخ عيسى احمد قاسم.
ابنا : هل يحضر الشيخ عيسى قاسم في هذا المؤتمر ؟
الشيخ الدقاق: نحن لم نعلن الشيخ عيسى قاسم بالمؤتمر لاننا نعلم إذا اعلن ذلك فسيرفض لشدة تواضعه.
ابنا: هل هناك مؤسسات تشارك في هذا المؤتمر؟
الشيخ الدقاق: هناك مؤسسات كثيرة ستشارك في هذا المؤتمر مثل المجمع العالمي لاهل البيت (ع)، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، والمجمع العالمي للصحوة الاسلامية، ومديرية الحوزة العلمية، وجماعة المدرسين، والإذعة والتلفزون، والوزارة الخارجية، وهناك جهات كثيرة ستكون حاضرة في هذا المؤتمر ويقام المؤتمر برعاية جامعة المصطف العالمية.
ونأمل خيرا في نهاية الحديث ان يحظى فكر الشيخ عيسى قاسم بالعناية اللائقة بحاله كرجل قيادي في العالم العربي والاسلامي، ونأمل انتصار الثورة في البحرين تحت قيادة الشيخ عيسى أحمد قاسم.
إعداد: الشيخ أحمد محبوبي
فاضل السعدي
عدسة: محمد نیکان قمي
...............
انتهی/ 101