وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ويكي شيعة
السبت

٢٦ ديسمبر ٢٠١٥

١٢:١٨:٣٤ م
726970

15 ربيع الاول ذكرى تأسيس مسجد قباء

مسجد قباء موقعه تاريخه وفضله

مسجد قباء؛ هو أول مسجد بني في الإسلام، وقد تم تشيّده على يد النبي الأكرم (ص) والذي فيه نزلت الآيات (107- 110) من سورة التوبة.

ابنا: مسجد قباء؛ هو أول مسجد بني في الإسلام، وقد تم تشيّده على يد النبي الأكرم (ص) والذي فيه نزلت الآيات (107- 110) من سورة التوبة.

يقع مسجد قباء في قرية على مشارف المدينة المنورة تحمل نفس الاسم، وبعد أن توسّعت المدينة وتمدد البناء فيها انضم إليها المسجد والقرية فهو من معالم المدينة اليوم. وقيل في وجه التسمية إنّما سمّي قباء باسم القرية التي شُيّد فيها، وقيل أصله اسم بئرٍ هناك عُرفت القرية بها.[١]
الطبيعة الجغرافية والبيئية لمنطقة قباء

قباء قرية على ميلين من المدينة ستة كيلومترات، على يسار القاصد إلى مكة، مربّعة الشكل تبلغ مساحتها 1225 كيلومترا مربعا، بها أثر بنيان كثير وهي ذات فضاء حسن وطبيعة خلّابة وآبار كثيرة، تعدّ المصدر المائي للمدينة ولكثرة مياهها وطيب هوائتها انتشرت فيها الأشجار والبساتين بكثرة.[٢]
وصول النبي الأكرم (ص) إلى قباء وتشييد المسجد

دخل النبي الأكرم (ص) قرية قباء يوم الاثنين المصادف للثاني عشر [٣] أو الرابع عشر من شهر ربيع الأول، فشيّد خلال إقامته هناك مسجداً بمساعدة سائر المسلمين حيث وضع (ص) الحجر الأوّل له، وقيل إنّ ذلك تم بطلب من المسلمين أنفسهم [٤] وهناك من قال إنه تم بطلب من عمار بن ياسر خاصة.[٥]
فضل مسجد قباء

وردت في فضل مسجد قباء الكثير من الروايات نشير الى بعضها:
روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: «صلاة في مسجد قباء كعمرة».[٦]
وروى ابن النجار في تاريخ المدينة عن سهل بن حنيف عن النبي (ص) أنّه قال: «من توضأ فأسبغ الوضوء وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة».[٧]
ورى صاحب الطبقات ما يدل على الأهمية التي كان النبي (ص) يوليها لمسجد قباء عندما قال: «كان رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا». وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال: «لقد رأيت رسول الله (ص) يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا».[٨]


إعادة عمارة المسجد

قيل إنّ أوّل عمارة وتوسعة للمسجد حصلت في خلافة عثمان بن عفان.

إلا أنّ أبا البقاء المكي الحنفي نقل عن الحافظ محب الدين قوله: «ولم يزل مسجد قباء على ما بناه رسول الله (ص ) إلى أن بناه عمر بن عبد العزيز حين بنى مسجد رسول الله (ص) ووسّعه، ونقشه بالفسيفساء وسقفه بالساج وعمل له منارة، وجعل له أروقة وفي وسطه رحبة».

ولما تهدم حتى جدده جمال الدين الأصبهاني وزير بني زنكي في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.[٩]

ثم توالت العمارة عليه في القرنين الثامن والتاسع الهجريين فاحدثت فيه تغييرات جديدة.[١٠] وكذلك تم توسعة المسجد وإعادة عمارته في العصر العثماني وخاصة إبّان الحكم السعودي.

ويوجد في المسجد مجموعة من الأروقة ذات القبائب الخاصة.[١١]
مسجد قباء في القرآن الكريم

ذهب أكثر المفسرين إلى القول بأنّ الآيات 107 الى 110 من سورة التوبة نزلت في مسجدي ضرار الذي بناه المنافقون ومسجد قباء الذي بناه النبي الاكرم (ص).[١٢] محذّرة من الصلاة في الأوّل وحاثة على الصلاة في الثاني بوصفه بني على التقوى:

آيات حول مسجد ضرار:
قال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى‏ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ تَقْوى‏ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
القرآن الكريم، التوبة:107.


مما يكشف عن مكانة مسجد قباء ومنزلته في الفكر الاسلامي والذي من خصائصه أن «فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتت
الهوامش

1ـ عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص25 وبهرام نسب، استوانه نور ص10.
2ـ بهرام نسب، استوانه نور ،ص 11و12.
3ـ المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص634.
4ـ قائدان، تاريخ و[ال] آثار [ال]اسلامي [ة في] مكة [الـ]مكرمة و [الـ]مدينة [الـ]منورة، ص226.
5ـ الصديقي ،حسن البناء في فضل مسجد قبا، ص34.
6ـ ابن كثير، البداية والنهاية، ج3 ص210.
7ـ النجار، اخبار مدينة الرسول، ص112.
8ـ ابن سعد، طبقات، ج 1، ص189.
9ـ أبو البقاء محمد بن أحمد بن محمد ابن الضياء المكي الحنفي، تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف،ج1، ص 298.
10ـ محمد باقر النجفي، مدينه شناس ، ص14تا 16.
11ـ قائدان، تاريخ و[ال] آثار [ال]اسلامي [ة في] مكة [الـ]مكرمة و [الـ]مدينة [الـ]منورة، ص195.
12ـ ابو الفتوح الرازي، روح الجنان و روح الجنان، ج6،ص111، الطباطبائي، الميزان، ص618، السيد قطب ، في ظلال القرآن، ص305.

.........

انتهى / 278