ابنا: قال سماحته في جانب من كلمته الأسبوعية التي ألقاها في مكتبه بمدينة كربلاء، قال، إن “المذهب السلفي جرثومة يجب اقتلاعها من الجذور إذا ما أراد العالم اليوم أن يعيش بسلام”.
ولفت سماحته إلى أن المذهب الوهابي يحظى برعاية من بعض الدول والأنظمة العربية، وأن هذه الأنظمة مررت مخططاتها لتمزيق المنطقة عبر هذا المذهب المتطرف الذي لا يمثل الإسلام إطلاقاً.
ورأى أن السلفيين والوهابيين أصبحوا اليوم يشكلون خطراً حتى على مؤسسيهم فانقلب السحر على الساحر.
وأكد أن الإعلام الوهابي الذي اسسته بعض الأنظمة العربية هو من يصدر الذي الإرهاب للمنطقة والعالم، مبيناً أنهم سوف يفشلون حتماً ما داموا مستمرين على هذا النهج الخاطئ إذا لم يعودوا إلى رشدهم.
ونبّه المرجع المدرسي إلى أن السلفيين الجهاديين هم من صنيعة الأفكار المتطرفة التي وضعها أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من أئمة السوء الذين بثوا الكراهية والعنصرية لهدم البلاد والعباد.
وقال، إن “الوهابيين والسلفيين الذين تطوروا وتحولوا إلى ما يمسى اليوم بداعش لا يمثلون أهل السنة في العالم”.
واستبعد سماحة المرجع المدرسي، أن تكون للتحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية بمشاركة 35 دولة إسلامية أي جدوى في محاربة الإرهاب، في إشارة منه إلى عدم قدرة السعودية على قيادة مثل هذا النوع من التحالفات خصوصاً وأنها قد شكلت في وقتٍ سابق تحالف خليجي ضد “اليمن” وفشل في تحقيق أهدافه.
وقال، إن “ما يسمى بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لن يغير شيئاً في المنطقة لأن قادته لا يملكون الإرادة الكافية لمحاربة الإرهاب الذي هم جزء منه”.
وكان وزير الدفاع السعودي “محمد بن سلمان” قد أعلن في وقت سابق عن تشكيل ما يسمى بـ “التحالف العسكري الإسلامي” الذي تزعم السعودية أنها ستحارب من خلاله “الإسلام المتطرف”.
وقال المرجع المدرسي، إن “الدول التي تدعوا إلى تحالفات إسلامية عسكرية لمحاربة “داعش” فشلت في اليمن ولن تنجح اليوم في محاربتها للإرهاب ما لم تصحح مسارها وتحارب أبواق الفتنة وعلماء السوء الذين تقدم لهم الدعم والرعاية”.
واستغرب سماحته من تشكيل السعودية لتحالف إسلامي يستهدف القضاء على “الجماعات المتطرفة” في الوقت الذي كانت ولا تزال تقدم لها الدعم المالي والإعلامي.
وأكد أن رعاية هذه الجماعات ودعمها بإعلام ممنهج وفضائيات لبث روح الكراهية والطائفية كفيل بتهديد عروشهم أيضاً، وعلى العالم أن يفكر بمحاربتهم بشكل جدي.
ودعا سماحته إلى ضرورة إسكات ابواق الفتنة من علماء السوء الذي يبثون الكراهية ويتهمون الشيعة بتهم باطلة ويعتبرونهم أكثر عداوة من اليهود.
ولفت سماحة المرجع المدرسي إلى أن اعداد الملتحقين بالجماعات المتشددة في تزايد مستمر بسبب الافكار التي يروج لها أتباع “المذهب السلفي” بحرية وأمام أنظار العالم، فيما دعا إلى ضرورة فسح المجال للدعاة الصادقين لمحاربة هذا المذهب من جذوره ومنع الشباب من الالتحاق بهذا المد الجاهلي.
وحذر سماحته من انتشار “القوى الغير منضبطة” مع توفر الأسلحة وانتشارها في العالم إذ باتوا يشكلون اليوم الكثرة في المنطقة.
وقال، “لقد حذرنا في وقت سابق ومنذ احتلال الموصل ومناطق مهمة في سوريا من أن هذه الجماعات لا تتورع عن الإتيان بأي عمل إجرامي يقود العالم إلى نهاية مجهولة”.
واعتبر سماحة المرجع المدرسي، أن تنظيم “داعش” الإرهابي يحمل أفكاراً مشابهة لأفكار الغزو “التتري” وأنهم يستخدمون ذات الأساليب في القتل.
وقال، إن “على جميع الدول في العالم أن تخطط لمحاربة امتداد هذه الجماعات ومنها داعش ولا تفكر كل دولة بمصالحها على حساب الأخرى”.
وأشار إلى أن “التتار” دمروا البلاد الإسلامية ولم تقم للإسلام حضارة منذ خراب بغداد واستطاعوا خلال ثلاثة أيام أن يحولوا لون مياه العراق بلون الدم وارتكبوا أفجع الجرائم.
ووصف سماحة المرجع المدرسي، الحركة الإسلامية الشيعية في نيجيريا بـ “السلمية” و “الهادئة” مؤكداً أن استخدام العنف ضد هذه الحركة والحركات الأخرى لن يولد إلا مزيداً من العنف والاقتتال الطائفي.
وقال، إن “هجمات جماعة بوكوحرام المتكررة على شيعة نيجيريا وقتلهم أعداداً كبيرةً منهم لن تولد إلى المزيد من الكراهية والعنف في العالم”.
واعتبر سماحته أن انتشار التشيّع في نيجيريا يعود إلى “الرسالة العالمية” لزيارة الأربعين التي ضرب فيها العراقيون أروع أمثلة الإيمان والولاء فكانوا أسوة للنيجيريين.
....
انتهى / 278