وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) ـ ابنا ـ مؤتمر حول فاجعة "منى" تعقده وكالة "ابنا" لاهل البيت (ع) في معرض وكالات الانباء والصحف الحادي والعشرين، استضافت شقيقة السفير المفقود في حادثة "منى" "غضنفر ركن آبادي" والاستاذ "مهدي الاصفهاني" احد الشهود في الحادثة، كما حضر في هذا المؤتمر الرئيس التنفيذي للوكالة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد "حسيني عارف" في قاعة المفاوضات للمعرض.
وفي بداية الحديث قال الرئيس التنفيذي لوكالة "ابنا" حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد "حسيني عارف" كانت كارثة منى مؤلمة للغاية، ونتيجة سوء إدارة النظام السعودي أسفر عن قتل أكثر من 7000 آلاف حاج من مختلف بلدان العالم الاسلامية اثناء وقوع الازدحام في حركة المرور.
ولفت الى ان نظام آل سعود يتعمد نسيان الكارثة ولا يعير أي اهتمام لها، مضيفا ان " الحوادث التي حدثت في الحج لها تاريخ طويل، وما يثير الدهشة هو تكرار الحوادث جنبا الى الجنب".
وقال من جانبه الاستاذ الاصفهاني وهو أحد الشهود لفاجعة "منى" "ان كارثة منى حدثت في الساعات الأخيرة لموسم الحج، أي بعد أداء الحجاج لعمرة التمتع، ووقعت الحادثة المؤلمة بعد الوقوف بالعرفات والمشعر في صباح عيد الأضحى".
وأضاف "والمدة الزمنية من المشعر الى منى تستغر في حدود ساعة واحدة، في الساعة الثامنة وعشر دقائق، تحركنا من الخيمة، وأكد أحد الحجاج أن نحمل قنان ماء بسبب حرارة الجو، حملت قنينتين من الماء".
وقال " جميع الحجاج الايرانيين كانوا يعبرون من نفق واحد، وكنا نريد أن نسلك طريقا آخرا، ولكن السلطات أجبرتنا على اتخاذ شارع رقم 204 كممر".
وأضاف الشاهد " عند وصولنا الى شراع 204، بلّلت الجسم شدة العرق، شربت القنينة الأولى من الماء، وأعطيت الثانية حاجا باكستانيا، وأخذ الشراع يزدحم بالحجاج"، لافتا الى ان السنوات السابقة لم تكن بهذا الشكل، لكن مع مرور الوقت كان الزخم يشتد أكثر فأكثر".
وبيّن مراحل حادثة "منى" المؤلمة قائلا " بداية كارثة منى بدأت في الساعة الثامنة لغاية الثامنة والنصف، وفي هذه المدة أمتلأ شارع 204 بثلاثة أضعاف، حتى أصحبنا عاجزين عن التحرك تماماً، ثم حلت الكارثة بعد الساعة والنصف.
وأضاف "وبدأ الاعداد تتراكم، وبسبب ازدحام الحجاج وعدم المياه تعرضوا لضربة الشمس لشدة الحرارة، وكان شاب لم يكن قادرا بالتنفس حتى فقد وعيه، وحملته الى حافة الطريق، والازدحام أخذ يكبر لحظة بعد لحظة، وشاهدت بالقرب من سياج الطريق حالة ذعر وهلع عند الحجاج الأفرقيين كانوا يحاولون الصعود على الخيم.
وأشار الاصفهاني الى السنوات المنصرمة في مواسم الحج كانت عناصر الشرطة تقف في فاصلة عشرة أمتار، ولكن في هذه السنة لم نر سوى شرطين اثنين فقط"، مضيفا عند تقدمنا الى الأمام كانت الغيبوبة حالة سائدة بين الحجاج، وكانوا ينقلون الى حافة الطريق بعد فقدان وعهم، وكلما تقدمت الى الأمام لم يكن متاحا نقل الذين سقطوا بسبب الاختناق، وأصوات الصياح والصراخ كانت باستمرار، عندها أدركنا أننا علقنا، ولم يكن بمقدورنا الوصول الى حافة الطريق، وكان أشخاص يريدون الوقوف بالقرب من الحافة، والذي يصل الى الحافة كان يتعرض للعصر والكبس، فلم تكن الحركة متاحة، إلا الموج الذي يتحكم في حركة الاشخاص ذهابا ورجوعاً".
وأكد الاصفهاني أن السلطات أغلقت الخيم ولم تسمح لاحد الدخول فيها، وكان الاشخاص يساقطون وحدا تلو الآخر من شدة التدافع، ولم يكن بمقدور أحد على القيام، وكان الحجاج بعد السقوط يتكدسون فوق بعضهم البعض، وكان الافريقون يحاولون الصعود على شاحنات تقف على حافة الطرق، لكنّ القوات الأمنية تضربهم". لافتا الى أن المكان كان ضيقا وقرابة 15000 ألف شخص تجمعوا فيه مما تسبب بكارثة كبيرة.
وقال الاصفهاني ان "السفير السابق في لبنان السيد "ركن آبادي" كان حاضرا في مكان الحادث".
وفي جانب آخر من المؤتمر قالت السيدة "ايران ركن آبادي" شقيقة السفير السابق " ان فاجعة منى هي نتيجة العجز وسوء ادارة آل سعود، وانهم قتلوا الحجاج الأبرياء ظلما وهم عطشى".
وأشارت الى امكانية دراسة كارثة منى في مختلف جوانبها في اوساط دولية وحقوق الانسان، وقالت " ان القرآن الكريم والفقه الاسلامي جعلا الأمن لمكة والكعبة، والذي يريد البعث بأمن المدينة وحرمها فهو يتعرض لأشد العقاب".
وقالت السيدة "ايران ركن آبادي" ان "السعودية لم توقع على ميثاق حقوق الانسان، وهي لا تتعاون مع المنظمات الانسانية، لكن هذا لا يعني عدم التعامل معها ومحاسبتها".
وأضافت انه "أصغر المسائل التي تتعلق بجثة الانسان تأخذ بعين الاعتبار، وطبقا لميثاق القاهرة، على كل الدول الالتزام به، والسلطات السعودية تعاملت مع جثث ضحايا منى المؤلمة بصورة سيئة بدرجة لا يتسنى التعرف عليهم".
وقالت "من المسائل الرئيسية هو حق العيش والحياة الذي لم تلتزم السعودية بمراعاته، حيث الكثير من الناس الابرياء استشهدوا في هذه الحادثة المؤلمة، كما ان على جميع الدول ان توفر مياه صالحة للشرب، إلا ان معظم من مات في هذه الحادثة بسبب الازدحام والعطش" مضيفة ان "كما انه تم أهمال المصابين في هذه الحادثة، وأكثرهم ماتوا بهذا السبب، وهو يعتبر أبسط الحقوق".
وأكدت السيدة "ركن آبادي" ان "السعودية لم تتعاون في نقل ضحايا كارثة منى، كما أنها أهملت التعاون مع دول أخرى البحث عن المفقودين في هذه الحادثة"، ووفقا لفقه أهل السنة ان الذي يحصل على "التأشيرة" يتمتع بالأمن، ولكن السعودية لم تعر أي اهتمام لهذه القضية أيضا".
وأضافت على السعودية ان تجيب عن مسائل تتعلق بحقوق الانسان في احكام القانون الدولي، وينبغي تدويل فاجعة منى في محافل دولية.
وقالت "ان جمهورية ايران الاسلامية أعلنت استعدادها في تقديم التعاون اللازم في هذه الحادثة الكبيرة والمؤلمة، ولكن السلطات السعودية لم تستجب، وانتهكت بهذا التعهدات الدولية".
واشارت السيدة "ركن آبادي" الى ان السعودية من خلال أموالها الطائلة عمدت الى إسكات وسائل الاعلام والمنظمات الدولية، من نشر ما جرى في هذه الحادثة العظيمة.
وقالت " ان السعودية عاجزة عن القيام لإدارة الحرمين الشريفين، وعلينا ان نسخر كافة ما نملك من الامكانات من أجل كشف الحقائق في محافل دولية".
وقالت فيما يتعلق بصحة السفير السابق الدكتور "ركن آبادي ان " آخر الآخبار تشير الى ان ركن آبادي على قيد الحياة، وان مسؤول كبير في الوزارة الخارجية أكد ذلك".
وقالت " نحن فعلنا الكثير في متابعة وبمشاركة عوائل الضحايا، أسسنا منظمات حقوق الانسان، حتى نصل الى نتائج مرضية ونرفع الظلم والجور".
...................
انتهى / 232