وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ديوان الشريف الرضي
الأحد

٢٥ أكتوبر ٢٠١٥

٣:١٣:٤٢ م
716863

من القصائد الخالدة التي أنشدت في واقعة الطف قصيدة "كربلا لا زلت كربا وبلا" لجامع نهج البلاغة الشريف الرضي، والشاعر في هذه القصيدة يتفجع لهذه المصيبة العظمى بمشاعر صادقة تجاة آل بيت رسول الله (ص).

ابنا:يقول الشريف الرضي (ره):

كَربَلا لا زِلتِ كَرباً وَبَلا*** ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
كَم عَلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا***مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى
كَم حَصانِ الذَيلِ يَروي دَمعُها***خَدَّها عِندَ قَتيلٍ بِالظَما
تَمسَحُ التُربَ عَلى إِعجالِها***عَن طُلى نَحرٍ رَميلٍ بِالدِما
وَضُيوفٍ لِفَلاةٍ قَفرَةٍ *** نَزَلوا فيها عَلى غَيرِ قِرى
لَم يَذوقوا الماءَ حَتّى اِجتَمَعوا *** بِحِدى السَيفِ عَلى وِردِ الرَدى
تَكسِفُ الشَمسُ شُموساً مِنهُمُ ***لا تُدانيها ضِياءً وَعُلى
وَتَنوشُ الوَحشُ مِن أَجسادِهِم***أَرجُلَ السَبقِ وَأَيمانَ النَدى
وَوُجوها كَالمَصابيحِ فَمِن***قَمَرٍ غابَ وَنَجمٍ قَد هَوى
غَيَّرَتهُنَّ اللَيالي وَغَدا***جايِرَ الحُكمِ عَلَيهِنَّ البِلى
يا رَسولَ اللَهِ لَو عايَنتَهُم***وَهُمُ ما بَينَ قَتلى وَسِبا
مِن رَميضٍ يُمنَعُ الذِلَّ وَمِن***عاطِشٍ يُسقى أَنابيبَ القَنا
وَمَسوقٍ عاثِرٍ يُسعى بِهِ***خَلفَ مَحمولٍ عَلى غَيرِ وَطا
مُتعَبٍ يَشكو أَذى السَيرِ عَلى*** نَقِبِ المَنسِمِ مَجزولِ المَطا
لَرَأَت عَيناكَ مِنهُم مَنظَراً***لِلحَشى شَجواً وَلِلعَينِ قَذى
لَيسَ هَذا لِرَسولِ اللَهِ يا*** أُمَّةَ الطُغيانِ وَالبَغيِ جَزا
غارِسٌ لَم يَألُ في الغَرسِ لَهُم***فَأَذاقوا أَهلَهُ مُرُّ الجَنى
جَزَروا جَزرَ الأَضاحي نَسلَهُ*** ثُمَّ ساقوا أَهلَهُ سَوقَ الإِما
مُعجَلاتٍ لا يُوارينَ ضُحى***سُنَنَ الأَوجُهِ أَو بيضَ الطُلى
هاتِفاتٍ بِرَسولِ اللَهِ في***بُهَرِ السَعيِ وَعَثراتِ الخُطى
يَومَ لا كِسرَ حِجابٍ مانِعٌ*** بِذلَةَ العَينِ وَلا ظِلَّ خِبا
أَدرَكَ الكُفرُ بِهِم ثاراتِهِ ***وَأُزيلَ الغَيِّ مِنهُم فَاِشتَفى
يا قَتيلاً قَوَّضَ الدَهرُ بِهِ ***عُمُدَ الدينِ وَأَعلامَ الهُدى
قَتَلوهُ بَعدَ عِلمٍ مِنهُمُ***أَنَّهُ خامِسُ أَصحابِ الكِسا
وَصَريعاً عالَجَ المَوتَ بِلا***شَدَّ لَحيَينِ وَلا مَدَّ رِدا
غَسَلوهُ بِدَمِ الطَعنِ وَما***َفَّنوهُ غَيرَ بَوغاءِ الثَرى
مُرهَقاً يَدعو وَلا غَوثَ لَهُ***بِأَبٍ بَرٍّ وَجَدٍّ مُصطَفى
وَبِأُمٍّ رَفَعَ اللَهُ لَها***عَلَماً ما بَينَ نُسوانِ الوَرى
أَيُّ جَدٍّ وَأَبٍ يَدعوهُما***جَدَّ يا جَدَّ أَغِثني يا أَبا
يا رَسولَ اللَهِ يا فاطِمَةٌ***يا أَميرَ المُؤمِنينَ المُرتَضى
كَيفَ لَم يَستَعجِلِ اللَهُ لَهُم*** بِاِنقِلابِ الأَرضِ أَو رَجمِ السَما
لَو بِسِبطَي قَيصَرٍ أَو هِرقِلٍ*** فَعَلوا فِعلَ يَزيدٍ ما عَدا
كَم رِقابٍ مِن بَني فاطِمَةٍ *** عُرِقَت ما بَينَهُم عَرقَ المِدى
وَاِختَلاها السَيفُ حَتّى خِلتَها ***سَلَمَ الأَبرَقِ أَو طَلحَ العُرى
حَمَلوا رَأساً يُصَلّونَ عَلى*** جَدِّهِ الأَكرَمِ طَوعاً وَإِبا
يَتَهادى بَينَهُم لَم يَنقُضوا ***عَمَمَ الهامِ وَلا حَلّوا الحُبا
مَيِّتٌ تَبكي لَهُ فاطِمَةٌ***وَأَبوها وَعَليٌّ ذو العُلى
لَو رَسولُ اللَهِ يَحيا بَعدَه***قَعَدَ اليَومَ عَلَيهِ لِلعَزا
...........
انتهى / 278